أمريكا وموسم العودة للسودان!!
لا تحتاج أمريكا لوسيط للتعامل مع الأزمة السودانية..
النفوذ الذي تمتلكه في الخرطوم كبير ومتعد إلى منابر وأطراف معادية لبعضها البعض، الأمر الذي يؤهلها للعب دور كبير لمساعدة السودان في معالجة أزماته وتوفيق أوضاعه..
لكن الولايات المتحدة لا تعلم بذلك..
كما وأن انشغالها بما هو غير وأهم في وجهة نظرها من السودان، جعلها تتلقى التنوير والتقارير من وكلاء عبثيون امتلكوا بفضل الحبل المتروك على الغارب مساحة واسعة للتلاعب و(خرمجة) الشأن السوداني ليصبحوا بلا تفويض لاعبين بالاصالة دون (رقبة) ولا (شعر)..
▪️بمجهود لا يتعدى الثلث ساعة أنجز وزير الخارجية الأمريكي هدنة الثلاث أيام..
تذكرون ماذا حصل حينما هاتفت (مولي) مساعدة وزير الخارجية للشئون الافريقية بعض القيادات هنا وكيف تحولت بعدها النبرة والسلوك لتلك القيادات..
الدور الامريكي مطلوب وقادر علي أحداث فروقات اذا تدخلت الادارة مباشرة بعيدا عن الوكلاء وأصحاب الاجندة الخاصة والاطماع البائسة بعيدة التحقيق..
وتحتاج أمريكا لفعل ذلك ممارسة التفكير الصحيح والعميق بعيداً عن ذلك التسطيح الذي يطرحه الوكلاء في تقريرهم المبتسر والساذج عن الحالة السودانية، والمدون فيه كل ما تريد أمريكا أن تسمعه أو كل ما يجب ان تسمعه أمريكا، متلاعبة باوهامها وكوابيسها والظنون..
▪️المعايير التي ترفعها أمريكا والأسس التي صاغت (الحلم الأمريكي) لا تتوفر مطلقا لدي وكلائها عندما يتوجهون لمباشرة الشأن السودان..
رغائبيتهم مثلت حجاباً..
وأزمة امريكا انها تغض الطرف والنظر عن تلك القيم والمعايير عندما تشاهدهم وهم يعبثون (بين ليبيا والسودان والعراق واليمن) وتكذب على نفسها بالقول:
(كل شئ هادئ هناك وتحت السيطرة)..
في أزمتنا بحثت أمريكا علناً لأكثر من 5 أيام عن حلول لدي دولاً أخرى وصفتها بأنها دولاً ذات نفوذ في السودان!!، ولما استيئست منهم جاءت في ثلث ساعة واسترجعت طرف الخيط!!..
(سمحة المقدرة)..
هي ليست عاجزة ابدا وتستطيع، بطرق مختصرة جداً وقليلة التكلفة لا تنتمي للتهلكة..
▪️قبل احتدام المعارك كانت الشكوك عظيمة حول الاشارة الأمريكية الخضراء ولصالح من كانت؟!..
ولذلك اندلعت المعارك!..
ظن الجميع ان امريكا تقف بجانبه، وعلى أسوأ التقديرات لا تهتم فنادي المنادي:
(النظرة ماشة معاك..
وقف.. وقف
وشوفني معاك)..
لا أحد في السودان (دايرها مع أمريكا)..
وأمريكا ليست دولة حقيرة، لكنها تجتهد بوسائل ليست ضمن خطتها لتكون كذلك..
الاهتمام الأمريكي المباشر بالسودان مفيد..
يعيد الأمور إلى منصاتها التاسيسية والحلول، إذ انه يجلب (الاستراتيجي) ويغلبه على (التاكتيك) و(المؤقت) ولعب (القعونج) و(العيال)!!..
ولأن (البحل أمو كلو كويس) فعلي أمريكا وهي تخطو عميقاً الا تغفل دور اللاعبين الأساسيين والفاعلين في تكوين المشهظ السياسي، والا تتشاغل عن كيفية جلبهم بروية ورضا ويسر للمشاركة كجزء من إنتاج الحلول أو تطمينهم وتهدئة نوازعهم حتى لا يكونوا جزءاً من المشكلة.
يا أمريكا…
ببساطة شديدة الانتقال الديمقراطي في السودان يحتاج لمنظومة القيم والمعايير الاخلاقية والقانونية التي تحميه..
ولا يهم السودانيون بعدها من يحكمهم مادامت تلك القيم سائدة ومرعية.
المصدر: اليوم التالي