غذاء وصحة: مرضى الكلى والصيام
مع حلول شهر رمضان يتساءل كثير من المرضى المصابين بأمراض الكلى عن مدى قدرتهم على الصيام، وهو قرار ينبغي إتخاذه من قبل الطبيب الذي يستطيع تحديد مدى قدرة المريض على الصيام، وما إذا كان الصيام يقود لمضاعفات صحية.
كما يحتاج مرضى الكلى لأخذ بعض الاحتياطات عند صيام شهر رمضان وخاصة مرضى الفشل الكلوي، لذا يجب اتباع بعض العادات التي تمكنهم من صيام آمن، كما يجب على المرضى الرجوع للطبيب المعالج لمعرفة مدى إصابة الكلى وتأثير الصيام عليها.
أثبتت العديد من الدراسات، أن الصيام عادةً ما يؤثر على مرضى الكلى بشكل سلبي بما في ذلك تلف الكلى وتدهور وظائف الكلى والفشل الكلوي الحاد وغيرها من الأمراض، مما يتطلب استشارة الطبيب المختص قبل البدء في الصيام، ووجدت الكثير من الدراسات أن الأشخاص المصابين بأمراض الكلى يعانون من ارتفاع في المؤشرات الحيوية المرتبطة بزيادة إصابة الخلايا الأنبوبية، مما يشير إلى أن الصيام قد يكون له تأثير ضار على وظيفة الأنبوب الكلوي لدى الأشخاص المصابين بمرض الكلى المزمن، بما في ذلك الفشل الكلوي، وزيادة الكرياتينين في الدم بنسبة 50%، وأظهرت الدراسات أنه من الضروري المتابعة المستمرة مع الطبيب المختص قبل البدء في الصيام، للتأكد من عدم تأثير الصيام على صحة الكلى خاصة في شهر رمضان .
وفي هذا الشأن تحدثت الدكتورة هند أحمد السنوسي، اختصاصي تغذية علاجية بقسم التغذية العلاجية بوزارة الصحة، قائلة :
يوصي الأطباء بشرب المزيد من الماء يومياً للتخلص من سموم الجسم وتنقية الكلى، حيث يحتاج الشخص الطبيعي عدد ٢ لتر من الماء يومياً ما يعادل (٨أكواب)، مع مراعاة طبيعة الجو وطبيعة العمل وطبيعة جسم كل شخص، وتوجد المياه في مصادر أخرى مثل الخضار (الخيار والطماطم) والفواكه مثل (البطيخ والبرتقال) والزبادي والحليب والعصائر .
أما بالنسبة لمرض الكلى، فأمراض الكلى متنوعة: الفشل الكلوي المزمن، حصوات الكلى أو تكون كريستلات في الدم في الكلى، التهاب كبيبات الكلى الناتج عن العدوى أو أو بعض الأدوية أو المشكلات التي تظهر عند الولادة، تكيسات الكلى وهي من أمراض الكلى الوراثية، التهاب المسالك البولية.
وعلى مريض الكلى في رمضان مراعاة حالته الصحية واستشارة الطبيب أولاً، فمرضى الكلى من الأشخاص الذين يتأثرون بنمط تغذيتهم وحالتهم قد تسوء أو تتحسن بحسب ضبطهم لغذائهم وشرابهم، وعلى كل مريض كلى مهما كانت حالته مراعاة الآتي: استشارة الطبيب المختص قبل البدء بالصوم، معرفة كيفية التصرف خلال الصوم وبالأساس فيما يخص تجنب مشكلة الجفاف، مواصلة تناول الأدوية الثابتة وبالأخص الأدوية المدرره للبول و أدوية ارتفاع ضغط الدم .
قد يشكل الصيام مشكلة لمريض الكلى لذلك يجب أن نأخذ في اعتبارنا اختلاف حالة المرضى، فمرضى حصاوي الكلى لا يشكل الصيام في أغلب الحالات مشكلة بالنسبة لهم، ولكن يشترط أن يتم ذلك بمراعاة أخذ الإحتياجات الكافية من السوائل وتوزيعها على مدار فترة الإفطار حتى أذان الفجر، حتى لا يصاب بالجفاف الذي قد يزيد من الترسبات، أما المرضى الذين يعانون من المغص الكلوي فلا مانع من صيامهم .
في حالات قصور الكلى والفشل الكلوي فإن الصيام يعتمد على شدة المرض وتقدمه، والمرضى اللذين يقومون بالغسيل المستمر يمكنهم الصيام في الأيام العادية التي لا يتم فيها عملية الغسيل وذلك بعد موافقة الطبيب، وأخيراً مرضى الفشل الكلوي الذين أجريت لهم عملية زراعة كلية جديده ويفضل بدء الصيام فور إستقرار حالتهم بعد العملية وهي فترة لا تقل عن سنة وبعد موافقة الطبيب المختص بذالك .
المصدر: الصيحة