توجّه “عبد الفتاح البرهان” إلى قطر ، مترأسًاً وفد السودان المشارك في أعمال مؤتمر الأمم المتحدة الخامس، المعني بالدول الأقل نمواً في العالم، الذي تستضيفه دوله قطر في الفترة من 5 إلى 9 مارس.
* قبل مغادرته اجرت معه جريدة “الشرق القطرية” المقرؤة والمؤثرة عبر مندوبها بالخرطوم ” جابر الحرمي” حوار تضمن أسئلة وإستفهامات تعبر بشكل ما عن مخاوف قطرية من مآلات الأوضاع داخل السودان .
* استبق “البرهان” الزيارة ولقاء القيادة القطرية، بإرسال عدة رسائل تزيل الهواجس والقلق القطري جراء تنامى نفوذ وسيطرة المحاور المناوئة لها ولمصالحها مع السودان، فى ذات الوقت هى رسائل شديدة اللهجة فى بريد “الدول المتدخلة فى الشأن السودانى،”، بإسلوب ” اياك أعنى يا جارة.
* في تصريحاته للشرق القطرية ردا على سؤالها له بان هناك العديد من التيارات السياسية والمجتمعية تشكو من وجود تدخلات أجنبية عميقة في الشأن السوداني.. هل هي حقيقة أم مجرد مخاوف ومزايدات سياسية؟
كانت اجابة البرهان “كرسالة تطمينية” حيث قال ( نرفض أي تدخلات إقليمية ودولية في الشأن السوداني، وأي دعم أو مساعدات خارجية مشروطة، الوضع السياسي متأزم والبلاد لا تحتمل المزيد من التشاكس والتجاذب السياسي، كلما تفاقمت الأزمة أصبح السودان مفتوحاً لمزيد من التدخلات الخارجية، ولذا ندعو القوى السياسية لتحمل مسؤولياتها الوطنية ونحن كمؤسسة عسكرية نرفض ذلك بشدة وأيضاً لا نقبل إطلاقا بالحلول التي تأتي من الخارج.. نريد حواراً سودانيا خالصاً، يفضي لتوافق يسهم في استقرار وأمن البلاد.. والقوات المسلحة لن تنحاز لأي طرف، وستقف مع رغبة الشعب. وستعمل على ألا تكون الفترة الانتقالية محل تجاذب وخلاف أمام تنفيذ مطالب الشعب الذي خرج من أجل التغيير.
ايضا في سياق الإجابة يُفهم بأن تعمد الخارج في زيادة تأزيم الأزمة وتفأقمها كنوع من الضغط المتواصل لكسر شوكة الرفض ومقاومة التدخلات وتمرير الإملاءات ، ثم عاد البرهان وارسل رسائل التطمين للمشككين والمنتقدين ، انهم كمؤسسة عسكرية منوط بها بالأساس حماية وتأمين السيادة الوطنية (يرفضون بشدة) ولن يقبلوا اطلاقا باي حلول تاتي من الخارج .
* هذا فيما يتعلق بالوعى والواجب الوطنى، القوى العسكرىة ، اما الشق المقابل له – القوى السياسية – دعاها البرهان لتحمل ذات المسئولية الوطنية والوعى بها مقدما لها الضمانات التى تقنيها من الإستعانة والإستقواء بالخارج من سودنة للحوار وعدم الإنحياز لاي طرف دون الآخر وان لا تكون الفترة الانتقالية محل خلاف وتجاذب.
* بعد تفكيك اجابة “البرهان” هذه واسقاطها على واقع الأزمة وفى ظل كثافة التدخلات الخارجية والضغوط التى تُمارس على البرهان والمؤسسة العسكرية الحاكمة من اجل تمرير الحلول والمصالح الخارجية، يمكن القول بأن البرهان حتى الأن نجح في كبح جماح وتغول الخارج ، وحفظ توازن الداخل السياسى دون تحيز ،
* من خلال تصريحات البرهان الإيجابية عن العلاقات السياسية السابقة بقطر، والإسهامات القطرية في هذا الجانب ، والتطلع الى.تطوير العلاقة الإقتصادية ، عطفاٌ على مرافقة ” جبريل ابراهيم” للبرهان، بثقله الإقتصادى كوزير مالية ، وثقله السياسى كرئيس لحركة العدل والمساواة المرتبطة بعلاقات جيدة ومتميزة بقطر منذ رعاية الأخيرة لإتفاقية الدوحة بين حكومة السودان و الحركات الدارفورية ، كل هذا يشير الى أن البرهان ينوى “إحداث إختراق” في العلاقة مع قطر ،والإستفادة من ثقلها السياسى والاقتصادى الدولى والإقليمى. مستقلاَ أجواء المصالحة الخليجية وعودة العلاقات لطبيعتها بين قطر ودول الخليج ، ومساعى قطر فى إستعادة تموضعها الإقليمى وإستعادة نفوذها السابق الذى فقدته إبان مقاطعتها وحصارها.
المصدر: الانتباهة