مبعوثون دوليون في الخرطوم.. لماذا؟
يبدأ وفد من المبعوثين الدوليين ثاني زيارة لهم للخرطوم، الأربعاء المقبل، الوفد الذي تقوده مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي، أنيتا فيبر، إضافة للمبعوثين من فرنسا، ألمانيا، النرويج، بريطانيا، والولايات المتحدة، تأتي زيارته هذه المرة في ظل تطورت سياسية متسارعة يشهدها السودان، وعلى رأسها تحديات تواجه الاتفاق الإطاري الذي وقع نهاية العام المنصرم.
الخرطوم: سوسن محجوب
مهمة إنقاذ؟
دبلوماسي رفيع ــ فضل حجب هويته ــ قال لـ(السوداني) إن زيارة الوفد الدولي تأتي في مهمة “لإنقاذ” الاتفاق الإطاري، خاصة في ظل تنامي معارضيه، وظهور منبر دولي آخر موازٍ تقف خلفه القاهرة، وحشدت له قوى فعلية يمكنها أن توثر في أي حكومة تتكون بعيداً عنها في حال تمسكت قوى الإطاري في المضي قدما باتفاقها.
ويضيف المصدر أن المجتمع الدولي نفسه توصل لقناعة بضرورة أن يتسع الإطارى لقوى سياسية أخرى مهمة جداً، وبالضرورة مشاركتها وعدم إقصائها، ويلفت المصدر إلى ما بدا يعلن عنه غربيون في تغريدات لهم مثل رجل الاستخبارات الأمريكية، كاميرون هدسون، ومعروف أن ما يكتبه الرجل مسنود بمعلومات حقيقة تمثل موقف لجهة مهمة، إذ إنه غرد في حسابه على (تويتر) موخراً بما معناه أن أمريكا أصبحت حريصة على استقرار السودان حتى ولو منح نظام البرهان شرعية مقابل الحديث عن الحريات، وأضاف: “في تقديري يجب أن نقف كثيراً فى ما قاله (هدسون) ونلفت الانتباه إليه.
البلد المهم
ويمضى محدثي أن زيارة المبعوثين الدوليين أبضاً تؤكد زيادة الاهتمام الدولي والإقليمي بالسودان على النحو الذي عكسته زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي الذي أكد على أهمية السودان الإستراتيجية من حيث موارده الطبيعية وموقعه الجيوإستراتيجي، خاصة حدوده الواسعة على البحر الأحمر، إذ إنها تتزامن مع زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف.
للقاءات وفد المبعوثين مع كل من رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ونائبه، الفريق أول محمد حمدان دقلو، تعنى أن القضايا التى التى يتم نقاشها بالغة الأهمية، وعلى رأسها الدفع تجاه تقديم تنازلات لتوسيع قاعدة المشاركة السياسية، إضافة إلى تقوية عمل الآلية الثلاثية بقيادة فولكر بيرتس. وفي وقت سابق نقل موقع (كنداكة نيوز) أن زيارة وفد المبعوثين تشمل لقاءات مع المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير ، مجموعة ميثاق التوافق الوطني، لجان المقاومة ومنظمات المجتمع المدني. وتتزامن لقاءات المبعوثين الدوليين بالخرطوم مع ختام مؤتمر القاهرة الذي يضم المعارضين للاتفاق الاطاري الذي يتوقع أن يصدر عنه إعلان سياسي يؤكد على بلورة جسم تنسيقي لهذه القوى على قاعدة الوثائق السياسية لمؤتمر القاهرة.
اصطفاف دولي
وفي المقابل يقول الباحث في شؤون السياسات، د. الحاج حمد، لـ(السوداني)، إن الولايات المتحدة خلقت اصطفافاً دولياً لدعم الإطاري، وخوف إسرائيل على ابتعاد العسكر والحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية، باعتبار أن الاتفاق الإطاري سيخفض من دور العسكر في السياسة، المعلوم أن لإسرائيل نفوذاً متمدداً في وزارة الخارجية الأمريكية، وفي الكنجرس الذي وصل مرحلة أن يقوم بطرد عضو في الكنجرس من لجنه الشئون الخارجية لانتقاده لإسرائيل، لذا يأتي المبعوعثون لدعم موقف الخارجية الأمريكية خاصة فى ظل التنافس والسباق المحموم بين الغرب والروس نحو أفريقيا منذ الحرب الروسية على أوكرانيا.
المصدر: السوداني