تأزم الموقف والاشكالات و تكررت احداث الخراب والهجوم المسلح المستهدف لحقول البترول حتى وصل حقل هجليج الذي يعتبر الاكثر تأثيرا باعتباره الخط الرئيس الذي يمد مصفاه الجيلي ودولة الجنوب وشركاءها من الصين وماليزيا مما يؤدي الى فقدان الثقة في الحكومة وتخوف دول الخارج من التعامل مع البلاد وارجعت مجموعة من اللصيقين بالقطاع الى ان هذه الاحداث سببها غض بصر الجهات المسؤولة عن مطالب المواطنين والتقصير في حقوقهم مما اتاح الفرصة لجهات خفية واصحاب منفعة من الدمار الى استغلال هذه الاوضاع التي تتأزم يوما تلو الآخر .
انفلات وتخريب
فيما أصدر تجمع العاملين بقطاع النفط بيانا كشف فيه عن انفلاتات بحقل هجليج خلفت اوضاعاً أمنية مقلقة، وحمل تجمع العاملين بقطاع النفط مسؤولية سلامة العاملين والمنشآت النفطية في المقام الأول لوزير الطاقة و النفط و من خلفه اللجنة الأمنية بالولاية و المجلس السيادي .
واشار مقطع فيديو مصور الى اشتباكات بالرصاص الحي تشير الى هجوم مسلح استهدف الحقل .
وجاء في البيان ان الانفلات الامني بالحقول أضحى خارج سيطرة الدولة وإن حياة الإنسان السوداني أضحت رخيصة عند العسكر والمدنيين محدودي القدرات والذين لا يرعون في السودان إِلًّا ولا ذمة متسابقين لجني حفنة من الامتيازات الزائلة.
ويصف الوزير الاسبق لوزارة النفط والطاقة عادل ابراهيم احداث واستهداف حقول النفط بمنطقة هجليج بالاستهانة والاستهتار من الحكومة وكافة الجهات المسؤولة وقال عادل (للإنتباهة) ان تأثير هذا الهجوم قوي للغاية ويتسبب في توقف انتاج مصفاه الجيلي مما يمكن ان يفقد البلاد حوالي ٣٠ الف برميل من الناتج اليومي ولفت الى ان حقل هجليج هو الخط الرئيس الذي يمد كلا من البلاد ودولة جنوب السودان وشركائها واضاف ان مثل هذا التخريب سيعكس طابعا سيئا للبلاد ويفقد الثقة للدولة وعزوف تعامل الدول معها مما يخلق العزلة ويدمر الاقتصاد واستبعد الوزير ان يكون هذا الخراب من قبل المواطنين البسطاء مؤكدا ان هذا الحادث تم بواسطة مسلحين متمكنين ولهم اسلحة متطورة وقال احسب انهم مدعومون من جهات لها مصلحة في دمار اقتصاد البلاد وجهات استغلت الوضع واللا دولة وتجاهل الحكومة لتلك الاحداث الخطيرة بجانب تقصير كل من وزارتي المالية والطاقة وقال ان التأثير يمكن ان يصل الى توقف الانتاج في هجليج وربما تصل العدوى الى الحقول المجاورة مثل بليلة وما جاورها وبذلك يتوقف الانتاج نهائيا ولاشك ان ذلك سيقلل من توفر المواد النفطية بكل مشتقاتها من غاز وبنزين وجازولين .
ويقول مصدر بمصفاه الجيلي (للإنتباهة) انه حتى صباح امس لا تأثير على امداد المصفاة من الخام القادم من حقل هجليج مما جعلهم بين مصدقين ومكذبين للاحداث التي جرت بهجليج وما وصفت بالهجوم المسلح واكد المصدر انه حال تم استهداف وخراب لا شك ان ذلك سيؤثر على الانتاج ولكن ما زال الانتاج بنفس الكمية ولا تأثير فيه.
مشاكل مزمنة
أما مصدر عليم فضل حجب اسمه قال (للإنتباهة) ان مشكلة مناطق البترول قديمة وتمت عدة التزامات مجتمعية ومطالب من الاهالي منذ عهد النظام السابق وكان عائد البترول كبيرا مما جعل الاهالي يطالبون بنسبة من العائدات لتنمية المنطقة وتأهيل الخدمات وعندما لم يتم الايفاء بذلك بدأت الاحتجاجات والتظلم من الاهالي واضاف ومن جانب آخر تم الاتفاق مع شركات اجنبية بتخصيص نسبة محددة حوالي ٣٪ للخدمات المجتمعية وسد الفجوة التنموية في المنطقة وايضا لم يتم الالتزام مما دفع بعض الاهالي لإحداث التخريب وقال لكن ما حدث من تفجير صعب ان يكون من ايدي الاهالي او ابناء المنطقة وتوقع ان يكون وراء ذلك التخريب اياد خفية واصحاب مصالح وشدد على اهمية التحري بدقة حول هذه الاحداث لمعالجة المشكلة بالشكل الصحيح والجذري باتخاذ مسارين مهمين اولهما امني لمعرفة هذا التخريب على ايدي مواطن له مطالب ام متفلتين وراءهم مصالح اخرى والمسار الآخر ضرورة تدخل الجهات الرسمية وسد الفجوة الخدمية والتنموية في المنطقة .
أزمة أمنية
أما المحلل الاقتصادي د. الفاتح عثمان محجوب يقول ( للإنتباهة) ان الدولة السودانية تعاني من سيولة امنية بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق البشير وحل قوة هيئة العمليات التي كانت تحرس حقول النفط ومصانع السكر والكثير من المؤسسات الحكومية ذات الاهمية الاستراتيجية من دون تنظيم قوات اخرى تحل محل هذه القوات تخصص لحراسة حقول النفط وغيرها من المؤسسات الاستراتيجية عالية الأهمية وزاد الامر سوءا وجود فوضى في التصرف في مال المسؤولية المجتمعية ومعاناة اهالي المناطق التي توجد بها تلك المشروعات الاستراتيجية من البطالة والفقر وسوء الخدمات مع توفر السلاح وكثرة الحركات الموقعة على اتفاقية جوبا وغير الموقعة وبذلك اكتملت فصول الفوضى وكثرت التمردات خاصة في حقول النفط وعانت مشاريع السكر من اعتداء الرعاة عليها مع الاهمال الحكومي في حراستها وبذلك تدنى انتاج مصانع السكر لعشر الانتاج السابق قبل نحو خمس سنوات ولكن بالطبع توجد ايضا اسباب اخرى مثل عدم توفر الوقود وقطع الغيار واهمال تجديد عينات القصب .
واضاف اذن تتجدد المواجهات بين الاهالي وادارة حقول النفط يرجع لمجموعة من الاسباب وتحتاج بالتالي لحزمة كاملة من المعالجات تشمل توفير قوة نظامية كافية لحراسة الحقول والتحكم في السلاح وتوزيع اموال المسؤولية المجتمعية علي الاهالي والاهتمام بتحسين الخدمات وتوفير فرص عمل للشباب في مناطق حقول النفط.
المصدر: الانتباهة