مصر” جارتنا وحبيبتنا ولكن”…
حسناً فعل قادة الحرية والتغيير، الفاعلين في الإطاري أن اعتذروا بحكمة ولباقة عن دعوة المصريين للسفر إلى بلاد خارج السودان لعقد ورش ما، فمصر جارتنا وأكيد يهمها أوضاع الجار..لكنني أقول بصراحة إن فاقد الشئ لا يعطيه وكما يقول المثل المصري( أنا الفي البي على لساني) فما يسعى إليه السودانيون هي الديموقراطية التي سكبوا من أجلها أنهار من الدماء في صراع متواصل و ثورات متتالية ضد بعض الانقلابيين من ضباط جيشهم.أما المصريون فحظهم في الديموقراطية كان كالآتي:
شرح لي شقيقي(محمد السيد البشير) الذي كان مهتماً بتاريخ مصر و يحفظه عن ظهر قلب قائلاً: إن مصر منذ آلاف السنين ومن أيام حكم الفراعنة والذي كان ملكي إلاهي لم يتذوَّقوا الحرية أو الديموقراطية هجمت عليهم الغذوات المتتالية من إمبرطوريات أخرى بدأ بالهكسوس ثم الرومان ثم الأتراك ثم الفرنسيين، وكذلك الإنجليز حتى وصل الحكم لعبد الناصر و هو مع أنه مصري لكنه عسكري وصل السلطة بانقلاب عسكري وجاء السادات وهو -أيضاً- عسكري وفعل الأفاعيل ثم بعد اغتياله جاء حسني مبارك، وكان ضابط طيار. ثم قفز عليهم الأخوان المسلمون بعد أن دوَّخوا السودانيين. وبدأوا الهرجلة وثار الشعب المصري خوفاً من تفتيت البلاد بعدما أبدوا حزنهم لفصل جنوب السودان ..فعاد الجيش للسلطة بواسطة السيسي و سكت المصريون.
” الحياة تحت رمضاء الجيش ولا نار الأخوان المسلمين الماضوية ” و قال لي أحد الأصدقاء المصريين: إن حكم الأخوان متخلف أكثر من حكم الفراعنة. الذين تركوا لنا آثارًا بديعة تدر علينا مليارات الدولارات بفضل السياحة التي هدَّدها هوس الأخوان الديني.
نعود ونقول إن السودانيين ضاقوا طعم الديموقراطية نعم لم تكن 100% لكن أخير من حكم أجهزة الأمن والاعتقال التحفظي والرصاص.. “أين غوش”؟
بالنسبة لمحاولات مصر أورد هنا إحدى المقابلات أجرتها البي بي سي مع ناشطة سياسية مصرية أظنها من مركز الأهرام للاسترا تيجية، حيث قالت في”البي البىي سي” عن المحاولة المصرية لدعوة السوانيين : “على المصريين أن يتذكروا أن الشعب السوداني مفهومه ومطلبه للديموقراطية يتفوَّق مما لدى المصريين حكومة وشعباً .. وهنا أقول شهد شاهد من أهلها.
لا أريد أن أقلِّب المواجع لكنني أتابع أخبار القنوات العالمية، فهنلك ضغوط شديدة على الحكومة المصرية من قبل
منظمات حقوق الإنسان من قبل العالم و على درجة أقل من المنظمات الإنسانية المصرية لإطلاق سراح المئات من سجناء الرأي و مثلما فعلت الحكومات الانقلابية بالسودان بسجن أعداد من سجناء الرأي وبعضهم ظل لسنوات عديدة فإن بسجون مصر المئات من سجناء الرأى بعضهم له عشرات السنين دون توجيه تهمة ودون محاكمة السبب أن المسجون خطر على النظام . قابلت أحد السوريين خارج السودان وقد صار عجوزاً قال لي إنه طل في سجون آل الأسد عشرات السنين، لديَّ سؤال عرضي هل بعد ثورة ديسمبر هنالك معتقلون دون محاكمة لفترات طويلة تصل أشهر مثلاً إذاً أين الثورة؟ وأين تغيير المنهج العسكري من السلطة؟
في الختام أقول للإخوة المصريين سعيكم مشكور والشعب السوداني يعترف لكم بما حصل عليه من معارف وعلم ونتمنى حسن الجوار في أراضينا: حلايب وشلاتين وأبو رماد وكان الانقلاب الأول (عبود) كان قد تنازل من حلفا بآثارها العظيمة وما زال الناس يذكرون هتاف فنان أفريقيا الأول” وردي” و هو يردد في الموكب (حلفا دقيم ولا لبنان).
المصدر: التيار