لماذا ربط حل مشكلة مياه بورسودان بمشروع ميناء ابو عمامة ؟
استقالت امس رئيسة وزراء نيوزلنده المنتخبة البالغة من العمر 42 سنة وقالت ان سبب استقالتها انها تعبت من الشغل ولم يعد لديها جديد تقدمه لشعبها .
فى السودان هناك من يغطى على فشله بادعاء انه ( ليس فى الامكان احسن مما كان) .
ساضرب هنا مثلا بمن يفشلون كل عام فى توفير المياه لشعب بورسودان وكل منهم يتمنى البقاء فى منصبه ولا يريد ان يتيح الفرصة لغيره ، وهو لا يعرف حتى كيف يوظف ما لديه من امكانيات لايجاد حلول.
حكى لى عمنا الذى كان يعمل فى السكة حديد فى حلفا القديمة زمن الانقليز : ان مهندسا كان يعمل معهم قام باخذ مفتاح سيارة الحكومه من البورد وقادها فى احد الايام بعد نهاية الدوام اليومى وخبط بها عمود فكسر الصدام واللمبة الأمامية للسيارة .
فارسل مدير السكة حديد لجنة من الخرطوم قدرت تلف السفارة بمبلغ ( 17) جنيه سودانى وقتها .
قرر المدير خصم هذا المبلغ من راتب المهندس على اقساط شهرية وسلمه خطاب توبيخ وانذار بالفصل .
وفى زمننا هذا تمت سرقة معدات محطة تحلية جديدة تم تركيبها قبل حوالى 3 سنوات فى جنوب بورسودان وقدرت قيمة المسروقات بملايين الدولارات ، كل ذلك حدث وما تم هو القيام بفتح بلاغ فقط ؟! انا سمعت ذلك من فم السيد مدير مياه بورسودان فى حضرة والى بورسودان السابق قبل اكثر من عام .
لقد حاولنا كخبراء مغتربين متطوعين بمساعدة السيد والى البحر الاحمر على تقديم حلول اسعافية بقدر ما يتوفر بالولاية من امكانات مع ربما قليل من الدعم من المركز ، لكن السيد الوالى يصر على ان يتجاهل ذلك ويقول لشعب بورسودان انه سيتم توصيل مياه النيل الى بورسودان (قريبا ) ،وما يعرفه الجميع ان السيد الوالى يقصد ان يتم ذلك مع تنفيذ ( مشروع ميناء ابوعمامة ) الذى لم يحسم امره بعد ، وحتى تم حسم فسوف يحتاج لسنوات طوال ، فلماذا يرفض السيد الوالى تنفيذ مشاريع اسعافية الى ان تصل مياه النيل لبورسودان من ابوحمد او ستيت ؟
( ملحوظة زمن الانقليز كان من يقود سيارة الحكومة هو السائق فقط وتعتبر سيارة الحكومة عهدته ويقوم بعد نهاية الدوام بتقريش السيارة ووضع المفتاح فى البورد ، ولا يمسه احد الا السائق صباح اليوم التالى .
المصدر: الانتباهة