المقالات

إنها أرض الحرمين.. أيها الساسة

منذ أن عرف أهل السودان الإسلام والركن الخامس من أركان الإيمان تميز الشعبين السوداني والسعودي بعلاقات تاريخية مميزة ظلت ضاربة في الجذور.. ومنذ ذلك التاريخ وإلى يومنا هذا مرورًا بكل الحقب السياسية عملت قيادات البلدين على تطوير تلك العلاقة بما يحقق استقرار وأمن البلدين سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا وعسكريًا بل استثمار كل الإمكانات والمقدرات البشرية والمادية في مختلف المجالات من أجل تحقيق نهضة وتطور البلدين وتحقيق الرفاهية للشعبين.

وما توجيهات القيادة السياسية للمملكة العربية السعودية التي صدرت منذ أول يوم لثورة ١٩ ديسمبر وحراكها السياسي حتى إعلان الفترة الانتقالية بالسودان كان للسعودية واستشعارًا وإيمانًا منها بدورها وحتى يحقق الشعب مطالبه من ثورته قدمت الكثير من الحزم المتمثلة في المساعدات الإنسانية من المشتقات البترولية والقمح والأدوية بل امتد ذلك الدور في الكثير من الملفات، ولا ينكر ذلك الدور إلا مكابر، بل كان لها حضور بارز في أخطر الملفات الذي أصبح الآن هو الخطر الحقيقي الذي يهدد وحدة السودان الآن، إلا وهو خطاب الكراهية.

فمن منا تخطئ عينه الدور الكبير الذي قام به السفير السعودي علي بن حسن جعفر الذي شهد له كل الشعب السوداني بل العالم أجمع بتلك الجولات الماكوكية ليل نهار في إطفاء نار الفتنة والصراع القبلي وعدم إذكاء خطاب الكراهية بين أبناء الوطن وكل الفرقاء السياسيين من أجل أن يظل السودان الوطن الواحد وتحقيق طموحات شعبه من ثورته، وما كان ذلك الدور العظيم للسفير السعودي في الشأن السوداني إلا إيمانًا وتوجيهًا من القيادة السياسية السعودية والتي كانت على الدوام تدعو الشعب السوداني بكافة فئاته وتوجهاته إلى تغليب المصلحة الوطنية وبما يحقق تطلعاتهم وآمالهم في الرخاء والتنمية والازدهار وتأكيدًا على دعم المملكة العربية السعودية لكل ما يضمن للسودان الشقيق أمنه واستقراره وسلامته سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا والإسهام الكبير وبفاعلية لتوصل الأطراف السودانية للاتفاق الإطاري الذي يفتح الباب أمام كل القوة السياسية في الانخراط فيه من أجل الوطن. كما دعمت كل جهود الاتحاد الإفريقي وأي أطراف إقليمية أو دولية أخرى من أجل الاتفاق.

ولم تغفل المملكة السعودية وحتى تنجح كل تلك المساعي وتوجيهات القيادة السياسية للمملكة تجاه استشعارها بمسؤولياتها تجاه الشعب السوداني الذي تعرف قدره ومكانته ودوره في النهضة السعودية في شتى المجالات منذ القدم تجاه الشعب السعودي، سعت لدعم الحكومة لإنجاح الفترة الانتقالية، أيضًا لعبت دورًا مهمًا في رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب الذي بسببها كم عانى الشعب السوداني لسنوات، أيضًا لا ننسى تحركاتها الحثيثة تجاه ديون السودان الخارجية التي كللت بالنجاح، بل امتد هذا الدور لأكبر من ذلك بتقديم المساعدات المادية التي يعلمها كل الشعب السوداني من أجل فك الخناق عن الحكومة في المشتقات البترولية والقمح والدواء كمنح ومساعدات. كل ذلك ما كان ليكون إلا للعلاقات الأزلية والوثيقة بين البلدين.

كل أدوار المملكة العربية السعودية تنطلق من تلك العلاقات التاريخية والأزلية، وليس بغريب عنها ذلك الدور تجاه الشعب السوداني والذي يتضح جليًا مع شركائها في الآلية الرباعية والآلية الثلاثة والاتحاد الأوربي وكل الدول الشقيقة والصديقة التي تعمل من أجل التوافق السياسي وتحقيق مبادئ الحرية والسلام والعدالة والذي أصبح قاب قوسين أو أدنى نجد أن هنالك بعض القوى السياسية تنشط في الإشاعات والترويج للاستعاضة بدلًا عنه بالحوار السوداني السوداني وترويج أن هذه الآليات ما هي إلا أذرع الاستعمار الأجنبي وضرب القيم الوطنية والدينية والمجتمعية، بل عبرها سوف يغوص السودان في بحر الفتنة، وستشتعل الحرب الأهلية، وكل هذه الإشاعات بقصد إثارة الرأي العام وإفشال الفترة الانتقالية والاتفاق السياسي والتدخل الأجنبي وانتهاك السيادة الوطنية ومحاربة الدين الإسلامي، وأيضًا ترويج أن الغرض من كل تلك الجهود تفكيك السودان من خلال المبادرة الأممية الدولية ونشر المثلية والخمر والمحرمات وتعدد نسخ الاتفاق الإطاري

واستخدام عدم الوطنية والتخوين واتهام البعض بالعمالة أيضًا ادعاء وجود المحاصصة الحزبية في الحكومة الانتقالية القادمة وأن الشراكة الثنائية في العملية السياسية، وترشيح بعض الشخصيات لمنصب رئيس الوزراء، وغايتها تطبيق العلمانية والشيوعية وبيع موانئ البحر الأحمر، وأن دستور لجنة تسيير المحامين (أجنبي).

وسوف يحدث في السودان مثلما حدث في سوريا وليبيا والعراق. واتفاقية سيداو بإسقاط ولاية الأب. وإقصاء الإسلاميين من الاتفاق الإطاري فى ظل وجود حزبي المؤتمر الشعبي وجماعة أنصار السنة. وقوات فاغنر الروسية في السودان، وتخصيص الأراضي الزراعية والذهب السوداني لدولة الامارات مقابل دورها الدبلوماسي في الرباعية، وتدخل إسرائيل في العملية السياسية الحالية وإلغاء الاتفاق الإطاري واستبداله بالمبادرة المصرية. وتسييس القضاء وطرد فولكر للصحفيين وتصريح خالد سلك أن لجان المقاومه لا تمثل الشارع.

المواطنون الكرام لا تستجيبوا لأي نداء للخروج في أي مظاهرات واحتجاجات تدعو لها الإدارات الأهلية وبعض الأحزاب غير الموقعة على الاتفاق السياسي لأن هدفها التخريب والفوضى وتدمير السودان.

أيها الساسة مالكم كيف تحكمون إنها السعودية شقيقة بلادي وأرض الحرمين…

المصدر: السوداني

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى