بالرغم من الحراك الإعلامي المتواصل للمطالبة بحماية ثروات البلاد من النهب ومحاسبة المتورطين في اهدار المال العام دون مساهمة الخزينة العام للدولة استمر نهب المعدن الاصفر طوال الفترة الماضية عقب الاطاحة بالرئيس المخلوع ومنذ تلك الفترة لاتوجد سياسات او قوانين رادعة بشأن المهربين للحد من تهريب الذهب.
في الفترة الماضية نفى بشدة وزير المعادن ابونمو التصريحات بشأن تهريب الذهب ووصفها بالمزاعم وانها مجافية للواقع وجزم بانها محاولة تحميل الحكومة الفشل في محاربة تهريب الذهب وقال كل ذلك في إطار الكيد السياسي ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ماهي الخطوات التي تمت فعليا بشأن الحد من تهريب الذهب وماهي الأرقام الحقيقية لحجم الإنتاج الفعلي لجهة ان كل التقارير التي تصدر حتى الآن لم توضح الحجم الحقيقي لإنتاج الذهب في وقت نبه فيه الوزير الى ان الإنتاج الفعلي حتى شهر نوفمبر العام الماضي بلغ ٢٥ طنا .
يعاني مورد الذهب من تحديات كبيرة وعقبات حالت دون الاستفادة من هذا المعدن لتطور الاقتصاد وذلك لعدم وجود سياسة واضحة تحكم سيطرة التهريب . وتحدثت الجهات المختصة كثيرا عن ضوابط وسياسات صارمة للحد من تهريب الذهب الا ان ذلك لم يحدث وكل يوم يتم تهريب كمية من الذهب وبالامس تم القبض على اجنبي (روسي ) الجنسية تم القبض عليه بحوزتة ٧ كيلو ذهب .
وقبيل هذه الحادثة في الفترة الماضية أثار تصريح لقناة CNN جدلا واسعا حول تهريب الذهب الى روسيا الأمر وجد استنكارا من قبل الجهات الحكومية المسؤولة ، واصبح الحديث عن تهريب الذهب امرا مزعجا لجهة عدم الاستفادة منه في الخزينة العامة للدولة ، وبالتالي نتساءل الى متى يتم نهب موارد البلاد دون وجود قوانين رادعة تمنع التهريب ،وبحسب مصادر موثوقة ان الاستخبارات العسكرية طلبت من القنصل الروسي ووفد سفارته مغادرة ولاية نهر النيل فوراً لدخولهم مدينة عطبرة بدون إذن مسبق من قبل السلطات المختصة،ومنعت السلطات العسكرية الوفد الروسي من لقاء أي مسؤول عدلي أو حكومي بشأن ملف قضية المتهم الروسي الذي تم توقيفه بواسطة قوة عسكرية وفي حوزته أكثر من 7 كيلو ذهب كان يحاول تهريبها من ولاية نهر النيل.
وكان وفد رفيع من السفارة الروسية بالخرطوم بقيادة القنصل قد وصل الاثنين إلى مدينة عطبرة للاطلاع على المسار القانوني لقضية المتهم الروسي.
وكشفت مصادر موثوقة عن قيام الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة بتحريك إجراءات قانونية وإضافة مواد جنائية في مواجهة المتهم الروسي، وأبانت المصادر أن الحيثيات الجديدة التي دفعت بها شركة الموارد المعدنية أوقفت الترتيبات التي كانت تجري لإطلاق سراح المتهم الروسي،
في ذات الاثناء كشف مدير إدارة شركات مخلفات التعدين والرقابة على شركات الإنتاج عيسى عرديب في حديثة لـ ( الإنتباهة ) امس ان
إنتاج الشركات من الذهب الخام 18.637 كجم للعام الماضي ، ونبه الى ان عملية الرقابة تضم عدة جهات منها الرقابة الفنية مناط بها الشركة السودانية للموارد المعدنية ورقابة التأمين الأجهزة الأمنية وشرطة المعادن واضاف ان الاحتياطات التأمينية فيما يلي الإنتاج لكل شركة لديها اجهزة رقابية ممثلة في الشركة السودانية وبها مهندس تعدين لتقديم الدعم الفني وفي نفس الوقت الرقابة على عمليات الإنتاجية من المنجم ، وقال عيسى ان هناك ضوابط محددة وضعتها الشركة السودانية بإصدار مناشير خاصة بمواقع الإنتاج ومنشورا للمعامل الخاصة بالشركات تبدأ من غرف الصهر وتقديم الدعم الفني للعمليات الانتاجية ، اما الاجهزة الأمنية مناط بها استلام المنتج وتوصيله الى المصفاة عبر استمارة صك العملة برقم محدد لكي يتم تسجيل الإنتاج عبر هذه الاستمارة وتوقع عليها أربع جهات منها الأمن الاقتصادي وإدارة الموقع ممثلة في الشركة السودانية للموارد والشرطة وإدارة الشركة المعنية وجزم ان غرفة الصهر مغلقة بواسطة اقفال مؤمنة لايسمح للدخول اليها الا بواسطة تلك الجهات المعنية. .
المصدر: الانتباهة