أللهم احسن خاتمتي

# عبارة -تخنقك بالعبرات- ومؤلمة غاية الألم سطرها أحد المصابين بمرض السرطان على جدار صفحته الشخصية بـ”الفيسبوك”.
# للإفادة فقد دونها بعد إعلان وزارة الصحة والصيدليات بالخرطوم عن نفاد الجرعات الكيماوية لذلكم المرض القاتل البارد.
# وأنت من خلال القراءة لها تكاد تلعق مرارات علاقمها وتسمع ضجة أنات أنينها وإن كانت من خلف “كي بورد” الشاشات الضوئية.
# وإن كانت العبارة منقوشة بثلاث كلمات فقط (اللهم أحسن خاتمتي) إلا إنها جامعة لكل اليأس والخوف من المجهول.
# ننوه أنه في حال أخذ جرعات العلاج فقد تكون من الموتى لكن ما أقسى انتظار الموت وأنت تعلم أنه لا دواء متوفر لذلكم المرض.
# الكل يؤمن بأنه سيموت طال الزمان أم قصر والشفاء من الله لكن المميت أكثر أن تترقب الموت في مخالفة لحكمة إخفائه.
# جرعات يتجرعها المريض بكل آلامها -بحثًا عن العافية- ولا يكاد جلده يسيغها لكنه لا يجدها هي نفسها فذلكم هو الألم الأكبر بنفسه.
# فإذا كان هذا هو حال العاصمة التي تذهب لها كل الولايات بمرضاها للاستشفاء فيها لتوفر المستشفيات والأطباء والعلاج فيها.
# فما بالك بالولايات المقطوعة البعيدة فبلا شك الصورة المرضية والعلاجية ستكون فيها أشد بؤسًا وأكثر ظلامًا وقتامةً وسوادًا و… و…
# لكن الغريب المفرح أن الكثير من مرضى ولايات السودان المختلفة أكدوا استمرارية جرعاتهم بمستشفى المك نمر الجامعي بشندي.
# إذًا ليت دعمكم يستمر يا أبناء السودان بالداخل والخارج لهذا المركز حتى يستمر توفر الجرعات فيه ولا تنقطع مثلها مثل الخرطوم.
# سكت المرضى عن غلاء جرعاته وعن كونها لا يشتريها إلا من استطاع إليها سبيلًا وإن كانت تؤخذ أكثر من مرة واحدة في فترة المرض.
# لأن المواطنين ظلوا يدعمون بعضهم بعضًا أولًا معنويًا وثانيًا والأهم ماديًا وذلك بتوفير أثمانها تبرعًا ولو تكررت لأكثر من مرة.
# كما أنه وقبل هذا وبدلًا عن التفكير الجاد في علاجه فقط ليتنا لمكافحته تمثلنا بالمثل درهم وقاية خير من قنطار علاج.
# وذلك بالمحاربة العلمية والطرق السلمية لمسبباته خاصة الاستخدامات الخاطئة للزئبق و”السيانيد” و… و… في التعدين الأهلي العشوائي.
# والذي صارت من بعده كل حياتنا تتسم بالعشوائية الفوضوية والقاتلة سواءً في مزارع مطعمنا ومناهل مشربنا ومواد مسكننا و… و…
# ونفيدكم يا حكامنا بأن ما ينخر أجسادنا ليس ذلكم المرض بل ما ينخرها أكثر سرطانات فشلكم السياسية والصحية والتعليمية …إلخ.
# لأن ما تسببونه لنا من أمراض في النفوس من هم وخوف وغبن أقسى وأصعب بكثير من معالجة الأمراض والجروح الجسدية.
# فشتان ما بين حكام كانوا وهم بالمدينة المنورة يخشون مساءلة يوم القيامة بأنهم لم يسوّوا الطريق لبغلة تعثرت بالعراق.
# وما بين من تتعثر نفوس مرضاهم بين رفوف صيدليات الدواء الخاوية على عروشها فلا يجدون فيها “روشتات” علاجهم لأمراض فتاكة وقاتلة.
# وأخيرًا لا نملك إلا أن نرددها ونتمنى الفوز بها بعد عيشة هنية وميتة سوية ومردًا غير مخزٍ ولا فاضحٍ (اللهم أحسن خاتمتنا).
آمين يا رب العالمين. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.
المصدر: الانتباهة