من يحرك “ترك” لإشعال الشرق !
يبدو بأن رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة الناظر محمد الأمين ترك يحاول العودة إلى لغة الوعيد والتهديد مجدداً، بعد آخر مرة ظهر فيها الرجل في مطلع يناير وهو يحمل قذيفة مدفع غير متفجر، يتوعد بإعلان الحرب على الحكومة لدى مخاطبته الحشود في منطقة “مويتا” الواقعة في محلية ريفي كسلا. ويبدو أن ترك لا يريد أن يترك التهديدات ولغة المخاشنة مع الحكومة المركزية، وفي هذه المرة حمل أقواس نباله محاولاً استهداف “ورشة مسار الشرق” بسهامه، بعيد تصريحاته الأخيرة التي أشار فيها إلى اعتزامه إغلاق الإقليم في حالة أن تجاهلت قوى الاتفاق الإطاري كل نداءات أهل الشرق، وأصرت عقد الورش دون النظر إلى رغبات أهالي الإقليم. وبموجب ذلك فهل الناظر ترك أقحم من قبل البعض لإدارة المعركة والمواجهات ضد الاتفاق الإطاري بالوكالة عن تحالف قوى الحرية والتغيير -الكتلة الديمقراطية ..؟
أصحاب المصلحة
ووفقاً لمراقبين فإن ترك خلال التهديد بإغلاق الإقليم يسعى بالتلوح إلى أنه القيادي الأوحد في الشرق من يمسك بعود الثقاب بيده قبالة برميل البارود، إلى جانب أن الرجل يريد أن يبعث برسالة قوية في بريد قوى الاتفاق الإطاري، بأن لا تتطرق لقضية شرق السودان بمعزل عن أصحاب المصلحة الحقيقية لرفضه.. ومن هنا تبقى الاستفهامات حول هل تهديدات ترك في محلها أم الرجل يريد التأكيد بأنه الأكثر إثارة للزوابع؟
استقطاب
وسرعان ما التقط الأمين العام للمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة طه فكي شيخ طه القفاز من ترك، وأصدر بياناً دعا فيه لأهمية استصحاب أهل الإقليم في أي شـأن يخص الشرق. وقال “ظل أهل شرق السودان أهل المصلحة الحقيقية في حراك دائم مطالبين بحل قضية شرق السودان وفق مخرجات مؤتمر سنكات المصيري. وأوضحنا في أكثر من لقاء أن لشرق السودان قضية في حاجة لتخصيص منبر تفاوضي لا يستثني أحد، وأن تنزيل الأفكار المركزية ظل يفاقم أزمة شرق السودان”. ولفت إلى أنهم لن يتركوا الإصرار على تجاوز مطالب أهل الإقليم (أهل المصلحة) بفرض وصاية جديدة ممثلة في الاتفاق الإطاري، تمر وهي بمثابة هدر للاستقرار النسبي الذي يسود الإقليم. ولوح بذات ما لوح به الناظر ترك عندما قال في ختام بيانه “في حالة تعنت وإصرار قوى الاتفاق الإطاري عقد هذه الورش متجاهلة كل نداءات أهل الشرق سيجعلنا نضطر لإغلاق الإقليم”.
مطالب مشروعة
وللإجابة على الاستفسار أعلاه يرى أمين الإعلام بالمجلس الأعلى لنظارات البجا عبدالباسط ود حاشي أن المطالب التي يلوح بها الناظر ترك، تعد مشروعة في نظر الكثيرين من أبناء الإقليم الحادبين على مصلحة الشرق. وجدد الحاشي رفضهم لأي ورشة تقام حول مناقشة مسار الشرق. وأضاف أي توصيات تتمخض من الورشة المقامة على خلفية الاتفاق الإطاري أو القوى الموقعة، نحن لسنا جزءاً منها. وزاد لدينا مطالبنا وضحناها عبر منصاتنا الإعلامية. وقال الحاشي لـ(الحراك) تم تغييبنا من الحل لملف الشرق. وأردف نحن أصحاب الوجعة الأصليين إلى جانب أننا لا ندري بحل قضايانا. وشدد نحن نرفض أن تتنزل الوصايا من المركز علينا (كتمومة جرتق), وأضاف نرفض هذه الأساليب, وأضاف يجب ألا تختطف قضية الشرق من الشرق إلى داخل الغرف المغلقة.
تغييب الشرق
ومن جهته أعلن المتحدث باسم الجبهة المتحدة للتحرير والعدالة جعفر الحسن رفضهم لتهديدات ترك بإغلاق الشرق مجدداً، وقال الحسن لمجرد الشروع في مناقشة قضية الشرق تظهر تهديدات ترك حول الشرق. وأضاف أعتقد أن محاولات الناظر ترك تعتبر شططاً ومزايدة على حق أهالي الإقليم في أن يعالجوا قضية قومية لا تعني ترك لوحده. وتابع لكننا نحذر من تغييب أهل الشرق وكتابة وصفة نيابة عن أهل المصلحة.
دعم العسكر
وعن مدى تأثير تهديد ترك بإغلاق الشرق يمضي المحلل السياسي أستاذ العلوم السياسية بجامعة أم درمان الإسلامية د. صلاح الدومة، إلى التقليل من تاثير التهديدات بقوله: إن تهديدات ترك لا تجدي نفعاً بسبب أن الرجل لا يمثل الشرق لوحده، إلى جانب أنه أيضاً لا يمثل قبائل الهدندوة، رغم أنه يتحدث باسمهم, وأرجع الدومة أفعال الناظر ترك بسبب الدعم الذي وجده من قبل العساكر في المرة السابقة، حينما قام بإغلاق الشرق الذي أفرز عنه انقلاب البرهان. واسترسل ترك لن يجد دعم العسكر الآن فإن لوح بإغلاق الإقليم مرة أخرى بسبب أن داعميه من العسكر يسعون إلى جر كل المحاور السياسية نحو الاتفاق الإطاري, مشيراً إلى أن الناظر ظل ألعوبة في أيدي المخابرات السودانية، فضلاً عن أنه يمثل أبرز الواجهات لعناصر النظام المباد. وأكد أن تجزئة القضايا يعمل على تعقيدها، مفصحاً بأن الرافضين لاتفاق جوبا هم نفسهم أصحاب الوجعة وأن ذات الأمر ينطبق على مسار الشرق.
تقرير- إسماعيل الهادي
صحيفة الحراك السياسي