منوعات

ويهــزمـنــا البعــوض

# الهجمات الشرسة التي تشنها جيوش البعوض –آناء الليل وأطراف النهار- على البيوت -هي بالجد- مزعجة للصغار قبل الكبار.

# والتفسير الوحيد لها والمخزي والمعيب أننا وكدولة -وبكل الأسف- عاجزون حتى عن محاربة البعوض وإيقافه عند حده.

# المضحك المبكي وكثقافة عامة تحتفي بالحلول الآنية وقد تندرج تحت أضعف الإيمان فالصيدليات توفر فقط أدوية حلول المحاربة المؤقتة.

# والأدوية باهظة الثمن والمتوفرة لذلك تقع تحت دائرة طارد -لا قاتل- البعوض سواءً كان “الكهربائي” أو الدخاني أو “المسوحي”.

# وجميعها تدور حولها إشاعات كثيرة وبحسب ما يتداوله المواطنون من أنها كاستجارة من رمضاء البعوض بنار السرطان.

# ليدع العديد من الاشخاص استخدامها ويصبرون على لسعات البعوض ولسان حالهم يردد الملاريا والحمى والسهر ولا السرطان.
# لتكون التكلفة للمحاربة المؤقتة مستمرة وبملايين الجنيهات وليس في البال العمل على اتخاذ خطوات المحاربة النهائية لها.

# المؤلم المفجع أن الدولة وبهيلمانها من الوزراء وفي احتفالات تصرف عليها مليارات الجنيهات لتقوم بتوزيع “الناموسيات”.

# إذًا وزراء الصحة يهللون احتفالًا بتوزيع “الناموسيات” وجمال البعوض “ماشة” (ولا هماها شيء) وسادرة في غيها لإيذاء المواطن الغلبان.

# فالبعوض وإن لم تصب الناس بالملاريا ونقلها للعديد من الأمراض فما يكفي لمحاربتها حرمانها للناس من النوم المريح و”تديهم السهر”.

# كل هذا يقودنا لتذكر أنه وفي زمان بعيد حضور عمال الصحة والنظافة وهم بصورة راتبة يرشون الغرف و”الحمامات” و… و…

# الاعتذار لكم على أنه كم كان يزعجنا “شخبطتكم” و”لخبطتكم” المائية ذات اللون الأبيض وبخطوط متعرجة في “الجير” الجديد داخل الغرف.

# مما يجعل بعض الأسر في كل مرة بعد حضوركم الدوري ولمحو ما تتركونه على حيطانها أن تعيد وتجدد طلاء غرفها و”برنداتها” و… و…

# أما الآن فبالله عليكم كيف نحاربها وننتصر عليها والبعض منا يهيئ لها بيئة سكنها وتوالدها وانتشارها على أحسن ما يكون.

# مثلًا ماذا يستفيد مواطن يعتبره البعض عمدة المنطقة من زراعة أشجار “الدمس” وعلى طول القبل الأربعة في ميدان عام وبمساحة الفدانين؟

# ويقيم فيه الآبار “الأرتوازية” التي تعمل على مدار اليوم لتركد المياه الخضراء وبطحالبها تحت أشجار لا ظل فيها ولا ثمر.

# هذا إن لم يؤذ شجر “الدمس” خطوط المياه القريبة منه فيتسلل إلى إغلاقها من الداخل فيحرم الناس ماء شربهم وطهورهم.

# أخيرًا هذا الانتشار الكثيف والمزعج لحشرات ضارة ومؤذية -نعد منها ولا نعددها- من بعوض وذباب و”ناموس” وبلا محاربة لها.

# يذكرني بطرفة أخي الحلفاوي د. مصدق –يرحمه الله- أننا وفي إحدى زياراتنا العلمية من قبل جامعة وادي النيل لدولة قطر الشقيقة.

# في كل يوم يطرق باب الشقة عامل النظافة “البنغالي” وهو يحمل العديد من المطهرات طالبًا الإذن للدخول لنظافة الغرف.

# ولما استمر هذا الحال لأكثر من أسبوع -مع العلم أنه استمر طول شهر مكوثنا هناك- وليست هناك أي حشرة من بعوض أو ذباب لمكافحتها.

# ليقول بسخرية لاذعة ومحببة: (إنت عارف يا أخوي الجماعة ديل ما يكونوا دايرين يطهروا الغرف وينظفوها عشان نحن موجودين فيها).

# فإذا كان أولئك ينظفون الغرف من كل أنواع الحشرات الضارة حتى ينعم مواطنوهم بحياة نظيفة وصحية وآمنة ومطمئنة.

# فهل الذين هنا يريدون أن يتركوا الحشرات تتكاثر كما يجب وكما تحب حتى يتمكنوا من التخلص منا؟ هذا والله المستعان.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.

المصدر: الانتباهة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى