المقالات

خذلهم حصان طروادة.. فما هي خياراتهم؟!

هؤلاء القادمون من تحت طاولة (الثورة) يرون أن من حقوقهم المتوهَّمة جراء نضالهم الهلامي الأجوف (الدوس بالنعال) على كل من يقف عائقًا دون طموحاتهم السياسية المستقبلية، وليس حريٌّ بهم أن يفقدوا فرصة عظيمة كهذه أتتهم حبْوًا لتمكين قبضتهم الخانقة على إدارة الدولة، والسيطرة على مفاصل الحكم واكتساب حق التشريع واحتواء أجهزة العدالة، فيتخلُّوا عنها طوعًا لاعتبارات أو شعارات وطنية جوفاء، أو خشية الاتهام بالخيانة الوطنية، فهذه – كما يعتقدون – مفاهيم طوباوية تجاوزها فقه الحياة المعاصرة،. والوطن عندهم مجرد أهزوجة غائمة خارجة من أطراف الشفتين لا من القلب، الغرض منها خداع الجماهير واستغفالها، سيما وأن الخداع في زماننا هذا أضحى شائعًا ومُتقبَّلًا سياسيًّا؛ بل ومحمودًا.
وقد فرح خاطفو سواعد الشباب، متلمِّظو عرقهم ودمائهم بتصريحات القائد وتأكيده وتوقيعه على الاتفاق الذي تذبذبت التعريفات حوله؛ لكن سرعان ما خبأ الفرح وسكنت العاطفة المتأججة، وانطفأت جذوة الطموحات بعد أن خذلهم من حسبوه حصان طروادة الذي صنعوه، وإعادهم إلى أنفسهم أن أفيقوا أيها النيام، وكفُّوا عن (شخيركَم) المزعج، وأرخى لهم حبل التفسيرات والتأويلات المصحوبة بالاتهام جراء ما رأوا فيه نكوصًا وردَّة عن اتفاقهم الذي وصمه حتى بعض أهله بالنقص، وبنقض أهداف الثورة.
لم يعترف مركزي (قحت) كدأبه بخذلان ولا بهزيمة بعد التصريحات التي قلبت الطاولة عليه، وأصرَّ على أن ما تم التوقيع عليه “اتفاق إطاري”، وأي توصيف دون ذلك – بحسب صحيفة السوداني إسنادًا إلى الشرق الأوسط – غير دقيق وغير صحيح، ورأى أن تصريح القائد حمل رسائل سالبة، وأن “أي طرف لا يلتزم بالاتفاق تُعدّ هذه خياراته”، فماذا تعني هذه العبارة التي ربما، نقول ربما تحمل في ثناياها – كما توحي – تحذيرًا مبطَّنًا، ولا نقول تهديدًا لمن تبرأوا من التزامهم، فماذا يفعل (المركزي) إزاء ذلك؟ وما هي خياراته هو؟ اللجوء إلى الشارع؟ التتريس؟ الاعتصام؟ العصيان المدني؟ الاستجارة بالثلاثية والرباعية والأممية لإنهاء الانقلاب وصولًا للتحول المدني الديمقراطي؟

المصدر: السوداني

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى