إحصاءات صادمة.. أطفال أجانب بدار (المايقوما).. أين الحقيقة؟

تفاقمت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية خلال السنوات مما أدى الى انتشار كثير من الظواهر السلبية بالبلاد وانتشرت ظاهرة رمي الأطفال بالشارع بشكل مريع وهدد ذلك كثيراً من الأسر وهذه الظاهرة ليست دخيلة على المجتمع ولكن الغريب في الأمر دخول أطفال بملامح أجنبية لدار المايقوما، الأمر الذي أثار كثيراً من التساؤلات حول حقيقة ذلك وتداول كثير من الناشطين الاجتماعيين والمهتمين بهذا الشأن وجود أطفال بالمايقوما بملامح أجنبية .
“الانتباهة” تجولت داخل الدار والتقت بعدد من القائمين على أمر الاطفال حيث أكدت لنا احدى الامهات المرضعات بالدار حقيقة وجود أطفال أجانب داخل الدار فهناك أطفال بملامح إثيوبية وغيرها من الدول الجوار وأخرى صينية. ومن خلال جولتنا داخل الدار خرجنا بالخطير والمثير عن هذا الامر والمساحة التالية تحدثنا عن ذلك:
إحصاءات مخيفة
وكشفت إحصائية رسمية صادرة من دار المايقوما عن دخول (1879) طفلاً خلال الثلاث سنوات الاخيرة، بينما بلغ عدد الاطفال خلال الربع الاول من هذا العام (305) وبلغ عدد البنات (75) و(230) ولداً بينهم (79) معاقاً (8) منهم متواجدون في مستشفيات” فضيل وبراءة وتبارك”، واشارت الى أن متوسط الدخول اليومي للدار بلغ من (2-3) .
مشاهد من الداخل
وللتأكد أكثر من حقيقة الأمر تجولنا داخل العنابر بالدار وسعدنا بتحسين البيئة في العنابر وغرف النظافة وزيادة في عدد المرضعات وكانت الدار نظيفة جداً وعند دخولنا اول العنابر لاحظنا مشهداً للأطفال في الاسرة تقشعر له الأبدان أطفال نظراتهم بريئة وكلما يدخل عليهم شخصاً جديداً يعتبرونه متبنياً وعند وقوفي بجانب طفل بكى، وقال لي (ماما شيليني والاخر كذلك الا أن أخرى قالت لي انتي جاية تسوقي منو فينا فقلت لها ح اسوقكم كلكم ) بعدها لم أستطع تحمل الموقف أكثر وخرجت مسرعة الا أن مديرة الدار طلبت مني دخول عنبر آخر فدخلت ووجدت أكثر من (7) أطفال بملامح أجنبية ومن جنسيات مختلفة مما يدل على وجود أجانب كثر من أمهات سودانيات منهم من يبكي والاخر يتحدث والبعض ينظر بصمت وفي ذلك العنبر وجدنا كثيراً من الأطفال المعاقين وكان أحدهم يعاني من مرض بالرأس ولا يستطيع الحركة والآخر مصاب بمرض في البطن ولكن ما لفت نظري أكثر هو منظر طفلة لا يتعدى عمرها العامين وهي مصابة بمرض جلدي يبدو أنه خطير كاد جسدها أن يتمزق وهي تبكي بصمت وواصلنا الجولة حتى وصلنا الى عيادة الأطفال الذين لا يتعدى عمرهم الشهر وبمجهود الأمهات المرضعات والأطباء يستطعيون إنقاذ الطفل وفي نهاية العام الماضي توفى (54) طفلاً بالدار خلال شهرين وأثار ذلك غضب الكثيرين الذين يرون أن ذلك بسبب الإهمال.
الا ان مديرة الدار السابقة منى الفكي التي أرجعت السبب الى إجراءات رئيس المجلس السيادة السابقة في (25) أكتوبر التي أدت الى إغلاق الطرق الأمر الذي جعل كثير من المرضاعات يجلسن في منازلهن لصعوبة وصولهن الى الدار .
وفي ذات السياق كشفت إحدى الامهات المرضعات لـ”الانتباهة” -فضلت حجب اسمها- عن وجود أطفال بملامح صينية وإثيوبية واريترية بالدار وأضافت قائلة بحكم عملنا في الدار كامهات بديلات لهؤلاء الأطفال نلاحظ أطفالاً بملامح أجنبية منذ صغرهم ونعلق على كل مظهر غريب نلاحظه على الاطفال الصغار ونتابع ملاحظاتنا عليهم طوال فترة تواجدنا بالدار وبحكم التجربة تصدق تنبؤاتنا وشكوكنا وفي النهاية عندما يكبر الطفل يؤكد شكوكنا، ونناشد السودانيات بالابتعاد عن الاجانب مستبعدة أن يكون هؤلاء الأطفال من أمهات أجنبيات .
قصة أشبه بالخيال
وفي هذا الإطار روى لنا إداري بالدار قصة غريبة اشبه بالخيال حيث قال لـ”الانتباهة” قمنا بدمج طفل مع أمه الأجنبية وأضاف حضرت إلينا إحدى السيدات الأجنبيات وطلبت تبني أحد أطفال المايقوما وبعد التحري معها ومعرفة سر طلبها تفاجأنا بالحقيقة المرة التي اوضحت فيها الأم (المقيمة الاجنبية ) بانها حملت سفاحاً بالطفل وتركته بالشارع العام ووصفت لهم الهيئة التي تركت بها الطفل واكد وجود أطفال أجانب بالدار من جنسيات (اريترية واسيوية وصومالية ونيجيرية ومن جنوب السودان) .
أكثرهم من….
“معظم أطفال الدار من الأجانب واغرب كوارثنا من هذه الفصيلة”….. هكذا بدأت الناشطة المجتمعية صفاء الأصم حديثها لـ”الانتباهة” وأضافت قائلة الأثر البيئي لتفاقم ظاهرة رمي الأطفال فاقدي السند يأتي من المنشأ البيئي لأمهاتهم اللائي استخدمن الواقع الحضاري بصورة معكوسة ومن جانب اخر فإن التزايد لهذه الظاهرة يشير الى وجود دوافع مرتبطة بالدولة نفسها وتابعت انا على يقين بأن أسوار تلك المنظومة تقوم على تسلسل مدروس والدلائل عدم السماح للمنظمات بالبحث المطلق في المسببات بجانب تولي الدولة إدارة ذلك الملف بتعتيم متغابي وزادت عن قرب اكثر فإن اي تدخل لآلية هذه المنظومة يتم ردعه تحت مسميات ملف سيادي .
قضية خطيرة
من جانبها قالت الاختصاصية النفسية ابتسام محمود لـ”الانتباهة” إن ظاهرة وجود الأطفال غير الشرعيين بدار المايقوما وغيرها ظاهرة تعكس مدى تردي القيم والأخلاق في اي مجتمع مشيرة الى وجود هذه الظاهرة في معظم المجتمعات وعزت انتشار الظاهرة في السودان نسبة للتفكك الأسري بجانب وجود الشباب في بيئة مليئة بالصراعات واضافت الاسباب التي تؤدي الى حدوث حمل غير شرعي متعددة منها عاطفية تخطت الحدود او اغتصاب او ممارسة الدعارة او رغبة او غيرها واوضحت أن خط الدفاع الأول لمثل هذه الظواهر هي مؤسسات التنشئة وعلى رأسها الأسرة خاصة في ظل وجود الوسائط المتعددة التي أصبحت خطراً يهدد الجميع وصرحت طرق التدريس والمناهج السودانية لا تربي أي قيم وتعتمد على التلقين لذلك أصبحت الانحرافات ظاهرة وجديدة والمخدرات أيضاً تقود الى ذلك وتابعت الفقر أيضاً يمكن أن يكون واحداً من الأسباب التي تجعل كثيراً من الناس تفقد قيمها الأخلاقية وتتاجر بالأجساد والمخدرات وغيرها كي تكسب المال والعنوسة وغيرها ووصفت ذلك بالقضية الخطيرة وزادت الأخطر من ذلك وجود استغلال من أجانب للبنات السودانيات الأمر الذي ادى الى ظهور أطفال بملامح أجنبية بدار المايقوما مما يستدعي إجراء دراسة ووجود قوانين تحدد كثيراً من السلوكيات إضافة لوجود رقابة .
مجموعات معادية
بالمقابل يقول الخبير الأمني والاستراتيجي خالد العبيد لـ”الانتباهة” إنه ونسبة لترامي أطراف العاصمة السودانية بجانب وجود العشوائيات التي تحيطها من كل الجوانب في ظل الهشاشة الأمنية وتدهور الوضع الاقتصادي وغلاء المعيشة إضافة لانشغال القوة النظامية بتأمين المدن بدلاً من الحدود والحروب في دول الجوار أفرزت نزوحاً كبيراً للسودان دون محاذير كل ذلك أصبح مهدداً أمنياً للبلاد بحسب قوله وأضاف ظهور أطفال الشوارع يهدد الأمن على مستوى الأحياء وقريباً ستكون هناك مجموعة مجرمة تعادي المجتمع ،مجموعات يسهل استقطابها لعمل مسلح ضد الدولة والمجتمع كما ستقوم مجموعات مسلحة بتجنيدهم لزيادة أعدادها بغرض مكاسب سياسية منوهاً الى أن الأسباب تعود الى الحدود المفتوحة على دول الجوار التي بها نزاعات بجانب عدم وجود جسم حكومي يستطيع منع هذا النزوح وتابع الحلول هي تفعيل وإيجاد وحدات عسكرية وتدريبها على مكافحة أعمال الهجرة غير الشرعية على الحدود إضافة لوجود وحدات متخصصة للتعامل مع مجموعات الأطفال مجهولي الهوية والأبوين (اللقطاء) وابناء الشوارع نتيجة النزوح من دول مجاورة وصرح قائلاً المجموعات الأخيرة تحتاج لمنظمات مجتمع مدني لتقوم بدورها في التجميع وإعادة التأهيل وضمهم للأسر والقيام بأي حلول أخرى للحد من تلك الظاهرة.
نفي
وفي ذات السياق نفت مديرة الدار زينب جودة وجود أطفال بملامح أجنبية بالدار وقالت في حديثها لـ”الانتباهة”حالات (الشبه) التي توحي الى الملامح الاجنبية عادية جداً وتوجد في كل المجتمعات وأضافت اصبح البعض يطلقون عليهم اسماء ( الصيني، الحبشي، الزنجي ) وغيرها مؤكدة عدم صحة ما يشاع حول حقيقة وجود أطفال أجانب بالدار .

السودان الجديد

Exit mobile version