كشفت تصريحات صحفية أن المستشار السابق برئاسة مجلس الوزراء أمجد فريد الطيب تلقى عددًا من المكالمات من رقم معين فحواها تهديد بالتصفية والقتل له ولزوجته وتنفيذ الحد على العلمانيين والمطالبين بالمدنية “. وأضاف فريد مهما اجتهدت قوى الردة في جرنا للوراء، فالتاريخ لا يتحرك إلى الخلف..
نادرة لكنها تحدث
فيما يرى متابعون أن السياسة في السودان لم تعهد تهديدات متكررة كعرف وعادة سياسية وممارسة الاستقواء على من يخالفون الرأي السياسي والأفكار بتهديدات القتل والتصفية وهي ظاهرة جديدة وسيئة وغير مقبولة ولا تشبه أعراف السياسة المحلية والخلافات الحزبية والطائفية التي يجب أن تسودها قيم الممارسة الرشيدة للتبيان والاختلاف السياسي..
وسبق أن قال القراي مدير مركز المناهج القومي المستقيل إنه دون ثلاثة بلاغات يحوي تهديدًا له بالتصفية من مجهولين.. كذلك في إبريل من العام 2020 تلقى عضو لجنة إزالة تمكين نظام الثلاثين من يونيو وجدي صالح تهديدات مباشرة بالقتل من بعض منسوبي النظام البائد حيث أعلن ذلك في تغريدة له في تويتر، فمن يقف وراء هذه الأفكار السالبة التي أضحت تعود من جديد في الفترة الانتقالية ما بعد ثورة ديسمبر المجيدة.
ليست جديدة
فيما قال عضو دائرة الاتصال السياسي بحزب الأمة القومي مهند عرابي لـ(السوداني) إن ظاهرة التهديد بالقتل والتصفية الجسدية هي ليست بالظاهرة الجديدة، وقال: لكن هناك حوادث في العهد السابق. وتابع: وإذا عدنا إلى ظهورها في النظام المايوي إبان عهد الرئيس جعفر نميري كانت هناك تهديدات بالتصفية الجسدية للمعارضين السياسيين منهم الراحل الأمير نقدالله والسيد الإمام الصادق المهدي رحمة الله عليه، حيث تعرض لتهديدات بالتصفية الجسدية، وأضاف عرابي كما تعرض لها عدد من القادة السياسيين والفاعلين لتختفي هذه الظاهرة بعد انتفاضة رجب وإبريل وعودة الحياة الديمقراطية والتعددية.
العودة مع الإسلاميين
ولكن شهد نظام الإنقاذ البائد عودة هذه الظواهر في العقد الأول أو العشرية الأولى، حيث كان هناك انتهاك واضح لحقوق الإنسان، وتابع عرابي وتضييق كامل للحريات للمعارضين والمناهضين لنظام الجبهة الإسلامية حيث تعرض الناشطون والمعارضون والقادة لحملات تهديد بتصفيات جسدية..
وأشار عرابي بحسب السوداني إلى أن ما يتعرض له د. أمجد فريد يعتبر سلوكاً مرفوضاً، وهو من الفاعلين السياسيين وأحد الأعضاء السابقين للحزب الشيوعي السوداني وناشط مهني وله إسهام في الفعل السياسي وكان يتبوأ موقعاً حيث شغل موقع كبير مستشاري رئيس الوزراء السابق وعرف بآرائه الجريئة خاصة فيما يتعلق بالتحول المدني الديمقراطي ويضيف عرابي وكذلك المناهضة لخطاب الكراهية وكثيرًا ما يدعو للكف عن استغلال الدين في الحياة السياسية. وينبه عرابي إلى أن التهديد الذي تعرض له يعتبر مؤشرًا خطيرًا في الفضاء السياسي السوداني هذا وهذا النهج والسلوك مدان ومرحلة خطيرة للعنف.
ويواصل: إننا في حزب الأمة نهتم بحقوق الإنسان والحريات والممارسة الراشدة للسياسية ونرفض ممارسة العنف. وأضاف: ولدينا في الحزب دائرة حقوق الإنسان والحزب يتبني كافة الحقوق والمعاهدات المنصوص عليها التي تحترم حقوق الإنسان. ويتابع أن هذه الممارسات والأدوات والوسائل تنقل الممارسة لمربع العنف في إطار الممارسة السياسية. ويواصل هذا السلوك هدم لأركان المجتمع ويلقي بظلال سالبة علي الأمن المجتمعي، ساخرًا من تزامن الحادثة مع زيارة الممثل العام لمجلس حقوق الانسان للبلاد التي تستمر 72 ساعة لمعرفة أوضاع حقوق الانسان ومدى إنفاذها .
واختتم عرابي حديثه بأن هذا مؤشر خطير يجعلنا قلقين على ما بحدث في الممارسة السياسية وعلينا الوقوف والإدانة لمثل هذا السلوك حتى نستطيع استعادة الحياة المدنية المعافاة التي ليس فيها تهديد وتصفيات جسدية للفاعلين في المشهد السياسي وأن هذا الخبر مهدد للأمن السلمي والمجتمعي وان امجد فريد مواطن سوداني له أهله وأصدقاؤه بالتأكيد الخبر أزعج كل من تربطه علاقة به.
يهددون بعضهم كالذئاب
وقال المحلل السياسي صلاح الدومة إنه يستبعد صدور هذا الكلام من أي حزب أو جماعة أو تنظيم أو كيان ماعدا المؤتمر الوطني لأنه قد يكون تلفيقًا وغير صحيح، وأضاف أن أعضاء الوطني يهددون بعضهم البعض مثل الذئاب، وأن الإرهاب الفكري والسياسي لم يكن موجودًا في السودان في الماضي، واضاف: هذا تقليد قبيح من المؤتمر الوطني واستمرت فيه الفلول والدولة العميقة وأن هذا الأسلوب غير مجدٍ وأنهم يسعون لبث الذعر في نفوس الآخرين وللجهات المنافسة لهم ليخدموا أهدافًا سياسية واختتم الدومة انه من الصعب تحقيق العدالة لأن الجهات المسؤولة غير راغبة في تحقيق العدالة .
فكر داعشي
فيما يرى المحلل السياسي والقانوني ساطع الحاج لـ (السوداني) أن مثل هذه التهديدات شيء يتناسب مع التفكير المنهجي لحزب المؤتمر الوطني والذي يقود لعمليات تهديد بالتصفية وأضاف الحاج أنها الجهة الوحيدة التي فكرها يلغي الآخر ويهدر الدم وهي الأفكار الداعشية وطالبان والكيزان وأراذل المؤتمر الوطني وينبه الحاج للتعامل مع هذه التهديدات بأقصى درجات الجدية وأن هذا عمل مجرم بموجب القانون ويجب متابعة التلفونات والتبليغ في نيابة المعلوماتية. وطالب الحاج الجهات المختصة التعامل مع هذه البلاغات بأقصى درجات الجدية والحسم للوصول للشبكة التي تهدد الناشطين.
واختتم الحاج حديثه بأن ظاهرة التهديدات للسياسيين يجب أن تقاوم لأنها تشكل خطرًا علي النسيج الاجتماعي والاستقرار السياسي.
اغتيالات سياسية
بينما يرى أستاذ العلوم السياسية جامعة أم درمان الإسلامية د. وائل علي أن ما تعرض له أمجد فريد لا يعدو أن يكون جزءًا من بعض السيناريوهات التي تمارسها بعض القوى المضادة للثورة ويتابع وائل وكذلك ماحدث للأستاذ وجدي صالح وكذلك ود الفكي، ويتابع: أما في حالة أمجد فريد لا تستبعد أن تكون من ضمن معسكر الثورة باعتبار أن أمجد فريد أحد الأبواب التي يدخل العسكر في تفاهمات معه، عمومًا تعتبر تلك الظاهرة غريبة علي التعامل السياسي في السودان.
واختتم د. وائل أما من الناحية التطبيقية فهي من النظريات المستجلبة من الحركات الأصولية العقائدية والحركات الجهادية في التعامل مع الخصوم ولو تواصلت تلك الظاهرة لا نستبعد ظهور الاغتيالات السياسية في السودان.
السودان الجديد