السالف.. جريمة تنتقل من المواشي الى سرقة السيارات

(السالف) شكل من أشكال سرقة الممتلكات، لا يكتفي السارق بالاستيلاء على الممتلكات، بل يعمد الى الدخول في تفاوض مع المالك لإعادة المسروقات نظير اعطائه أموال أو جزء منها، وكما هو معلوم فان (السالف) كان يتم في المواشي في البطانة بالجزيرة ووسط القضارف ونهر النيل، واشتهرت بعض المناطق دون غيرها، وعدد من القبائل من معتادي سرقة المواشي إلا أن (السالف) تمدد مؤخرا وشمل سرقة السيارات بالخرطوم التي تشتكي من تزايد سرقة السيارات خاصة في الآونة الأخيرة، وروى شاهد عيان لـ(الجريدة) أن أحد أقاربه سُرقت سيارته وقام بتدوين بلاغ بالحادثة، وبعد مرور أسبوع تفاجأ بشخص هاتفه وسأله ماذا إذا كان يريد استعادة سيارته التي كان سعرها يبلغ 8 مليار جنيه، وطلب منه أن يدفع لهم 2 مليار مقابل استعادتها وحددوا له طريقة معينة للدفع وبعد أن استلموا الأموال وصفوا لصاحب العربة مكان تواجدها بالقرب من حدائق أمدرمان.

ظاهرة (السالف)

واكد مصدر شرطي أن استخدام (السالف) في سرقة السيارات بالخرطوم، اصبح ظاهرة وقال المصدر الذي فضل حجب اسمه في حديثه لـ(الجريدة) أن الشرطة استطاعت قبض عدد من سارقي السيارات الذين حاولوا مساومة ملاكها، بعد أن طلبوا منهم دفع جزء من قيمتها وترك الاموال المطلوبة في أحد المحلات التجارية بعد استلام العربة المسروقة والقبض على صاحب المحل لأنه متفق مع العصابة، وفعلا أعترف بذلك وكشف عن شركائه واشار الى أن جريمة (السالف) تتم محاكمة مرتكبيها بموجب المادة 174 من القانون الجنائي.
وروى صاحب ورشة أن أحد زبائنه تمت سرقة سيارته أكسنت أمس الأول من أمام محل خضروات بطريق سوبا عندما كان عائدا الى منزله، بينما تمت سرقة سيارة زبون آخر وبعد مرور أسبوع وجدها في شرق النيل، بعد أن قام من سرقها باجراء تعديلات طفيفة على السيارة ورجح أن السارق استخدم السيارة في تهريب بعض الممنوعات الى ولاية أخرى، وقال صاحب سيارة تعرض للسرقة أنه عثر على سيارته في أحد شوارع الخرطوم بعد أن قام من سرقوها بارتكاب جرائم خطف حقائب السيدات والهواتف .

وفي السابع من الشهر الجاري اعتدى مسلحان مجهولان، على المواطن يوسف خليفة علي (64) عاما والذى يعمل بمطار الخرطوم الدولي (ليموزين) ونهبا سيارته بعد مقاومته في تمام السادسة صباحاً أثناء انتظاره أمام المطار ودخل المسلحان فى عراك مع المجني عليه وتمكنا من إعاقته ونهب العربة (بوكس) بعد إلقائه خارجها بالقوة قبل أن يهربا بالعربة وقد أصيب في أماكن متفرقة أثناء مقاومته للمجرمين.
وتعود تفاصيل الحادثة حسب إبن أخ المصاب مهند محمد عثمان خليفة إلى أن عمه كان ينتظر داخل سيارته أحد المواطنين القادمين من الخارج حوالي السادسة صباحا وأن شخصين سألاه عن شركة مقاولات فى شارع المطار فقال لهما إنه يعمل منذ سنوات هنا ولا توجد شركة مقاولات بالقرب من المطار، فطلبا منه تمباك وأثناء إدخال يده في جيبه غافلاه ودفعا به عن مقود السيارة وأستل أحدهما السكين ورفعها في وجهه وقام الآخر بقيادة السيارة والسير بها بسرعة شديدة لكنه اشتبك معهما إلا أنهما تمكنا منه وقاما بالقائه خارج العربة وتعرض للدهس بواسطة العربة، كما تعرض لإصابات متفرقة وأوضح أن الأسرة فتحت بلاغاً في قسم امتداد الدرجة الأولى. وأطلق بعض ملاك السيارات الذين تعرضوا للسرقة تحذيرات من التجاوب مع بعض المحتالين الذين يتصلون هاتفيا بعد تدوين بلاغ السرقة ليطلبوا مبالغ طائلة نظير اعادة العربة المسروقة .

وروت نجود بابكر قصة سرقة سيارة الأسرة وقالت لـ(الجريدة) في صباح 20 اغسطس الماضي فقدت عربتنا من امام منزلنا، وقمنا بتدوين بلاغ واستلمنا النشرة الجنائية وكان البحث جاري عنها ونزلنا النشرة في قروبي (وصف لي ومكافحة سرقة السيارات). في اليوم الأول واجهنا نوع من الاحتيال لأن رقم والدي كان مكتوبا في النشرة فاتصل عليه محتالين بحجة ان السيارة موجودة معهم في الثوره وطلبوا منه مبلغ ٥٠٠ الف حتى يسلموه العربة واتصل آخر وأدعى أنها موجودة معه م في شرق النيل وطلب ٣٠٠ الف وأردفت رغم الاحتيال الذي تعرضنا له إلا أن رحمه الله كانت واسعة ووصلت إلينا رسالة، في اليوم الرابع من سرقة العربة في الماسنجر من بعض الاخوة ان هناك شخص عرضها في وصف لي وانها ظلت واقفه أربعة أيام بصورة غريبة و تواصلنا مع صاحب المنشور وفعلا أكد لنا أن العربة في الطائف مربع ٥٧ ، ولازالت مخاوفي في مكانها طلبت منه أن يقوم بتصويرها ويبعث بها اليّ وبعد التأكد تحركنا ووجدنا مجموعة من الشباب متجمعين بانتظارنا لتسليمنا العربة، وتفاجأنا بعد فتح العربة اكتشفنا أن من قاموا بسرقتها هم تسعة طويلة، وعثرنا على بطاقات في الحقائب المسروقة وتم التواصل مع أحد الفتيات التي أكدت انها تعرضت للسرقة بنفس العربة، وحكى لنا أحد المواطنين أنه شاهد شابين نزلا من العربة بعد أن تعطلت بهم في ذلك اليوم الذي صادف نزول الامطار وقام سكان الحي بتصوير العربة ونشر صورها في القروب. وكان تقرير إستقصائي أجرته (الجريدة) قد كشف عن ارتفاع نسبة سرقة السيارات من أمام المساجد عند صلاة الجمعة، ووفقاً لدفاتر الشرطة أن معدل بلاغات سرقة السيارات ارتفعت بنسبة 20% خلال الثلاثة أعوام الماضية.

حملات مرورية

قيادات شرطية تحدثت لـ(الجريدة) أن أغلب بلاغات سرقة السيارات يتم نشرها وتوزيعها في كل الدوائر الشرطية بعد تدوين البلاغ بدائرة الاختصاص وإكتمال التحري مع صاحب العربة المفقودة، وأوضحت المصادر أن اغلب السيارات المستردة من قبل الأجهزة الامنية يتم العثور عليها عند الحملات المروية الخاصة بالترخيص عطفاً على الحملات التي تنفذها الاجهزة النظامية على معاقل وأوكار الجريمة بشكل دوري.

تطبيق القانون

وكانت منطقة صينية الزعيم الأزهري بأم درمان قد شهدت 3 بلاغات سرقة لسيارات المصلين لفريضة الجمعة آخرها سرقة عربة أمجاد تحمل اللوحة خ 19536 وحسب افادات صاحبها تم سرقتها من أمام مسجد سيد المكي أثناء ادائه لصلاة الجمعة، وتم فتح بلاغ بقسم سوق أم درمان بالرقم 123، وقال المحامي احمد عبد الوهاب في تصريح للجريدة، يجب تطبيق سيادة حكم القانون، وعلى الدولة واجهزتها الشرطية خاصة شرطة مكافحة السيارات والجنائية التصدي لهذه الجريمة الخطيرة، واردف: ليس هناك جريمة في القانون اسمها (السالف) وهي سرقة ويجب على أي مواطن تعرض لها ألا يستجيب ويدفع للصوص، وعليه ان يبلغ الشرطة والمباحث لتقوم بدورها، وأكد أن الوسيط الذي يقوم بالاتصال بمالك السيارة شريك في الجريمة وذكر يجب أن يعاقب بتهمة الاشتراك الجنائي، فهذه جريمة منظمة وليست فردية، وشدد على ضرورة أن تستشعر الدولة خطورة هذه الجرائم، لانها إن لم يتم التصدي لها ستنتشر جرائم النهب المسلح في الطريق العام، وستتحول الى جرائم ارهاب لذلك يجب ألا تمر مرور الكرام، واوضح أن جريمة (السالف) تتم معاقبة مرتكبها بناء على المادة 174على 21 من القانون الجنائي.

الجريدة

Exit mobile version