خروج السودان من أسواق الخضر والفاكهة العالمية

تعاني صادرات المنتجات البستانية في السودان من عدة معيقات تحول دون استمرارها وتطويرها، وابرز تلك المعيقات تسلسل الإجراءات العقيمة التي تعمل على تأخير عملية الصادر، بجانب ارتفاع وتعدد الرسوم والضرائب والجبايات التي تؤدي إلى زيادة تكلفة الصادر، فضلاً عن عدم تطبيق الحِزم التقنية والمواصفات، وعدم وجود مصانع لتحقيق القيمة المضافة، وعدم وجود مواعين تخزينية لتفادي تلف المحاصيل البستانية، وشح المعامل التي تقوم بفحص المنتج وارتفاع تكاليف الشحن، علاوة على عدم توفر المدخلات الزراعية مع ارتفاع أسعارها، الا ان ارتفاع تكاليف الإنتاج يمنع المنتج من المنافسة خارجياً ويؤدي إلى تهريبه لعدد من الدول المجاورة.
وكشفت مدير المواصفات رحبة سعيد خلال ورشة تقييم وتطوير الصادرات البستانية السودانية عن اصدار 207 مواصفات قياسية سودانية في مجال المنتجات البستانية عبر اللجنة الفنية للخضر والفاكهة، و (82) مواصفة قياسية لتعبئة وتغليف الخضر والفاكهة.
معالجة المعيقات
واعلن المسؤول بالهيئة حسن عبد الدائم عن عدم وجود مركز لتعبئة الخضر والفاكهة وإغلاق 26 مركزاً بولاية الخرطوم، مؤكداً خروج السودان من اسواق الخضر والفاكهة عالمياً، وطالب اسماعيل بضرورة معرفة الاسباب ومعالجة المعيقات بغرض رفع القيمة التنافسية للصادر وتطويره.
فجوة
ومن جانبه كشف بروفيسور ميرغني خوجلي عن أن تدني استهلاك محاصيل الخضر والفاكهة عالمياً يؤدي إلى وفاة مليونين و700 الف شخص، مما جعل منظمة الاغذية والزراعة العالمية تهتم ببرامج تشجيعية لاستهلاك المحاصيل.
واشار الى ان الإنتاج في الخضر توسع الى أكثر من مئة مليون طن، موضحاً ان السودان أصبح يهتم بمحاصيل الخضر والفاكهة اكثر من السابق، إذ أن المساحات المزروعة بها قاربت الوصول الى مليون فدان سنوياً، وأبان ان القطاع يواجه عدة مشكلات متمثلة في التكاليف العالية للإنتاج، حيث تكلف زراعة فدان من الطماطم اكثر من 30 الف جنيه، بجانب عدم توفر المدخلات الزراعية مع ارتفاع أسعارها وتدني الإنتاجية لعدم استخدام الأحزمة التقنية، مشيراً الى خروج كثير من المنتجات بصورة غير رسمية، حيث يهرب محصول البصل الى إثيوبيا وغيرها من الدول المجاورة، بسبب التكلفة العالية التي تخلق عدم القدرة على التنافس، علاوة على الإجراءات الطويلة والعقيمة التي تم تعمل على تأخير عملية الصادر، بجانب الرسوم والضرائب والجبايات الكثيرة التي تؤدي إلى زيادة تكلفة الصادر.
ولفتت آفاق الجزولي بكلية الزراعة جامعة الخرطوم إلى أن إنتاج المانجو يبلغ حوالى ٧٠٠ الف طن، والذي يصدر لا يصل الى ١.٠٪، وأضافت قائلة: (من أبرز المشكلات التي يواجهها القطاع البستاني الطاقة المحركة والتكاليف العالية للكهرباء والوقود اذ أنها السبب الرئيس للتكاليف العالية للمنتجات، وهذا الأمر يمثل السبب الرئيس في عدم التصدير، بجانب شح المعامل التي تقوم بفحص المنتج)، مشيرة إلى أن ٧٠% إلى ٨٠% من الزراعة في السودان عضوية، وأضافت قائلة: (لا نستطيع تأكيد هذا الأمر لعدم توفر التقنيات اللازمة).
الانتباهة اون لاين