طغت أخبار عودة رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك إلى البلاد، مع احتمال ترؤسه حكومة مدنية جديدة، على الساحة السودانية وانشغل بها السودانيون طيلة الأيام الماضية، حتى أنّ الإعلام المحلي والدولي تحدّث عن تشكيل حكومة كفاءات مستقلة الأسبوع المقبل، لقيادة ما تبقى من الفترة الانتقالية.
وتداولت وسائل إعلام محلية تقارير تفيد بأنّ حمدوك وصل فعلاً إلى الخرطوم، وأنّ الحكومة المقبلة ستكون بعيدة عن المحاصصة الحزبية، وأنّ القيادات المرشحة للتعيين ليس لديها “انتماء سياسي صارخ”.
وتبيّن لاحقاً أنّ كل تلك الأخبار بدأت بمجرّد تعليق نشره أحد الصحفيين يُدعى محمد عبد الباقي فضل السيد على حسابه في فيسبوك، تحدّث فيه عن وصول حمدوك إلى مطار الخرطوم، وقال الصحفي في منشور لاحق: إنّ ذلك التعليق كان مجرّد مزحة.
وأعرب الصحفي عن أسفه لتحول تلك المزحة إلى معلومة تم تداولها دون سند، لتنشرها لاحقاً صحف واسعة الانتشار دون التحقق، مع نسبها إلى “مصادر”!.
يُذكر أنّ رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك كان قد غادر منصبه على خلفية قرارات قيادة الجيش السوداني في 25 تشرين الأول (أكتوبر) عام 2021، ثم عاد رئيساً للوزراء بعد أقل من شهر، وفق اتفاق مع البرهان من (14) بنداً؛ أبرزها استمرار الشراكة بين المدنيين والعسكريين، وتعديل الوثيقة الدستورية بالتوافق بما يضمن توسيع المشاركة السياسية، غير أنّ هذا الاتفاق انهار أيضاً عقب استقالة حمدوك من رئاسة الوزراء في 2 كانون الثاني (يناير) الماضي.
أعرب الصحفي عن أسفه لتحول تلك المزحة إلى معلومة تم تداولها دون سند، لتنشرها لاحقاً صحف واسعة الانتشار دون التحقق
ويعيش السودان أزمة سياسية متواصلة منذ ذلك الحين، على الرغم من مساعي الأمم المتحدة لإطلاق حوار بين كافة الفرقاء السياسيين والعسكريين من أجل تشكيل حكومة جديدة، لا سيّما بعد أن أكدت القوات المسلحة نأيها عن المشاركة في أيّ حكومة مقبلة، وترك الحكم للمكوّن المدني.
الانتباهة اون لاين