منوعات

موظفون يشترون عظاماً بدلاً من اللحوم غلاء المعيشة.. (الجوع كافر)

اصحبت المعيشة صعبة والغلاء صار غولاً يفترس المواطن.. تلك هي الحالة التي وصلت إليها البلاد من ارتفاع حاد في الاسعار وصاحبت الزيادات المتكررة في الوقود، وخلال فترة وجيزة تمت زيادتها ثلاثة أضعاف مما ضاعف تكلفة النقل بجانب زيادة الإيجارات والسكن والسلع الأساسية الغذائية. وكل هذه الازمات والزيادات أرهقت كاهل المواطن (حاج أحمد)، واصبحت كابوساً مزعجاً في الشارع العام، والأمر أصبح في غاية الصعوبة. واصبح السوق يعاني من انكماش، وواصلت الأسواق ركودها في ظل موجة الغلاء التي ضربت معظم السلع، مما ادى إلى قلة القوة الشرائية وإحجام المواطنين عن الشراء، ويبدو أن الركود لم يقتصر على الأسواق فقط بل طال عدداً من القطاعات الخدمية بخروج عدد من المصانع من الإنتاج في ظل زيادة الرسوم والضرائب.
عظام بالكيلو
وبالأمس حملت احدى صحف الخرطوم في متنها خبراً يشير الى تدهور الوضع الاقتصادي بالبلاد، وادى ذلك الى لجوء بعض الموظفين في وزارة المالية بولاية الخرطوم لشراء العظام بالكيلو بواقع 750 جنيهاً، في وقت حذر فيه خبراء اقتصاديون من نقص في الغذاء حال لم تتحرك الجهات المعنية وتهتم بالانتاج، لأن ذلك يزبد الامر سوءاً بسبب تدني المرتبات، واصبح المواطن ليست لديه قوة شرائية، وفي الوضع الحالي فإن الغالبية تحت خط الفقر، وشددوا على ضرورة تدخل الحكومة ووضع سياسات محفزة بدلاً من التخبط.
وضع محزن
وتحسر الخبير الاقتصادي د. وائل فهمي على الوضع الاقتصادي المتردي وغلاء المعيشة الطاحن للمواطن قائلاً انه وضع محزن ان يصل المواطنون الى ان يشتروا العظام لصناعة الطعام للاسرة.
الا انه كان دوماً يتم التنبيه الى ان انهيار القوة الشرائية للجنيه بسبب الارتفاعات المتواصلة للمستوى العام لاسعار السلع والخدمات، ويثبت الجهاز المركزي للاحصاء شهرياً ان بند ارتفاع مستوى اسعار السلع الغذائية كان دائماً متصدراً كل مستوى ارتفاعات اسعار البنود الاخرى التي تحسب بها معدلات التضخم (بغض النظر عن مشكلة الاتفاق وعدم الاتفاق على حسابه).
واستنكر وائل شراء الموظفين عظاماً بدلاً من اللحوم، في بلد تقدر فيه الثروة الحيوانية بأكثر من ١٤٠ مليون رأس، مما يعكس بوضوح شديد التآكل السريع للقوة الشرائية للاجور بالمقارنة مع قوة نمو ارتفاع الاسعار. وقال خلال حديثه لــ (الانتباهة) امس: (يمكن القول ان وصول بعض الموظفين لهذا المستوى من المعيشة انعكاس كارثي لقوة الازمة الاقتصادية للتضخم الجامح السائد حالياً، وتستمر السياسات التضخمية في تفاقم الاوضاع المعيشية للمواطن). واردف قائلاً: (هذه هى فضيحة الفقر فى ظل وفرة الموارد الحيوانية الغزيرة في بلد غنى بموارده).
غلاء مركب
ونبه الخبير الاقتصادي مجاهد خلف الله الى ان غلاء المعيشة في البلاد مركب لاسباب متعددة، منها الزيادات المتكررة بين اليوم وغدٍ، بجانب التضخم والبطالة، والغلاء اصبح أحد الهموم التي يواجهها المواطنون، موضحاً انعدام التنافسية في الأسواق. ووصف الأجر الحالي بالمعاشي فقط وغير الإنتاجي، واضاف مجاهد خلال حديثه لـ (الانتباهة) امس أن الاسباب الحالية في عملية الركود تتمثل في عدم وجود استثمار حقيقي، وهذا الركود تصعب معالجته. وأكد ان قرار رفع الدعم سليم رغم انه أحدث صدمة ولكن الآثار ستظهر في المستقبل، واردف قائلاً: (اذا لم تتخذ الحكومة قرارات جديدة وتصدم المواطن ستكون الاسعار مستقرة)، مضيفاً انها لن تنخفض، وانتقد اعاقة الدولة التصدير باجراءاتها الكثيرة، وخنقها للصادر تسبب في ضرر كبير، وبالتالي يجب عليها ان تسهل عملية الصادر.
مسؤولية الحكومة
ومن جانبه حمل الخبير المصرفي بروفيسور ابراهيم اونور غلاء المعيشة لوزارة المالية بسبب الإجراءات التي اتخدتها أخيراً بزيادة اسعار الوقود والجمارك مما ساهم في ارتفاع اسعار السلع بالأسواق، ووجه انتقادات حادة للدولة بسبب سياساتها غير الموفقة تجاه المواطن، واضاف ان غلاء المعيشة مسؤولية الحكومة.

الانتباهة أون لاين

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى