أخبار السودان

لبرهان يبلغ القاهرة خشيته من انقلاب بترتيب من حميدتي وأطراف خارجية

كشفت مصادر مصرية خاصة عن اتصالات رفيعة المستوى أخيراً، بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، والمسؤولين في القاهرة، لبحث تداعيات وتطورات الأحداث في السودان.

وأشارت إلى أن البرهان يبدي خشيته من الحراك الذي يقوده نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو، الشهير بحميدتي، بما في ذلك في الخارج، حيث بدأ أمس الأربعاء زيارة إلى موسكو.

وقالت المصادر، في أحاديث خاصة لـ”لعربي الجديد”، إن البرهان أبلغ مسؤولاً مصرياً رفيع المستوى، رسالة عبر السفارة المصرية في الخرطوم، عن مخاوفه بشأن رصد تحركات غير مفهومة، يقوم بها دقلو.

مخاوف البرهان تتلاقى مع مخاوف مصرية من وصول شخصية عسكرية تتبنى موقفاً سلبياً من القاهرة

وأضافت المصادر كما صرحت الانتباهة ، أن البرهان عبر للمسؤولين في القاهرة عن قلقه من تحركات حميدتي الأخيرة، والتي من بينها زيارة قام بها للإمارات أخيراً.

تحركات مريبة داخل المؤسسة العسكرية
ولفتت إلى أن اتصالات وزيارات حميدتي الخارجية أخيراً، تأتي في وقت تشهد فيه المؤسسة العسكرية السودانية، وأطراف مسلحة أخرى تربطها علاقات قوية بقائد قوات الدعم السريع السودانية، “تحركات داخلية مريبة”، بحد تعبير المصادر.

وأوضحت المصادر أن لدى البرهان مخاوف من التدبير لعملية انقلاب بترتيب من حميدتي، مع أطراف داخلية وخارجية، يتم خلالها استبداله بشخصية أخرى من داخل المؤسسة العسكرية، بعدما فشلت كافة المحاولات في تعويمه لدى الشارع والمعارضة المدنية.

وبحسب المصادر فقد “حرص حميدتي خلال الفترة الماضية على الابتعاد قدر الإمكان عن المشهد الإعلامي، أو الدخول في صدام مع القوى الثورية، في حين تم تصدير البرهان للمشهد”.

تلاقٍ بين مخاوف البرهان ومصر
وقالت إن مخاوف البرهان تتلاقى مع مخاوف مصرية من وصول شخصية عسكرية، تتبنى موقفاً سلبياً من القاهرة، يكون ولاؤها لأطراف عربية أخرى بشكل يهدد المصالح المصرية.

ووفقاً المصادر، فإن التحركات التي تقلق البرهان من جانب حميدتي في الغالب ليست بهدف تصدره للمشهد، أو رئاسته للمجلس السيادي، لقناعته بعدم قبول الشارع لأي شخصية عسكرية في الوقت الراهن، ولكن الهدف منها هو تصعيد شخصية عسكرية أخرى من داخل المؤسسة العسكرية، تكون في الوقت ذاته خاضعة ومدينة له بالولاء.

وكان دقلو التقى في الإمارات، في التاسع من فبراير/شباط الحالي، ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد. وذكرت البيانات الرسمية الصادرة من أبوظبي وقتها أنهما بحثا الأوضاع في السودان.

وكشفت المصادر، أنه تم إرجاء زيارة كانت مقررة لمدير المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل إلى السودان بطلب من البرهان نفسه، بعدما أكد للجانب المصري عدم ملاءمة الظروف الحالية لإتمامها، في وقت تتصاعد فيه حالة الرفض لدور مصري، سواء في الشارع أو بين القوى السياسية.

وأضافت المصادر، أن أخطر ما أبلغه البرهان للمسؤولين في مصر، هو تنامي حالة الرفض للدور المصري داخل دوائر بالمؤسسة العسكرية السودانية، وهو ما يعد تطوراً خطيراً.

وأكدت أن القاهرة تتعاطى بشكل جدي مع التقارير القادمة من السودان، بشأن حالة الشارع هناك، وصورة مصر في الأوساط السودانية.

وكشفت مصادر مصرية خاصة، في وقت سابق، عن رفض ممثلي قوى الثورة السودانية لقاء وفد مصري رفيع المستوى من جهاز المخابرات العامة، زار الخرطوم أخيراً.

أبلغ البرهان المصريين بتنامي حالة الرفض للدور المصري داخل دوائر المؤسسة العسكرية السودانية

وأوضحت أنهم رفضوا ما وصفوه بالتعاطي المصري مع الأزمة السودانية من منظور أمني، وهو ما دفع القاهرة لبحث إجراءات من شأنها تحسين سمعتها لدى الشارع والقوى المدنية السودانية.

وفي محاولة لتحسين الصورة المصرية، وتلطيف الأجواء لدى المؤسسة العسكرية والشارع السوداني، دفعت القاهرة بأربع طائرات عسكرية محملة بـ120 طناً من المساعدات والأدوية والمعدات الطبية التي يحتاجها السودان، بسبب الأزمة الاقتصادية التي يمر بها.

وكان في استقبال قافلة المساعدات للسودان رئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين والسفير المصري بالخرطوم حسام عيسى ومدير إدارة الخدمات الطبية وقائد القوات الجوية السودانية.

السودان الجديد

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى