منوعات

جعفر عباس يكتب.. الخميس صفقة ورقيص

منذ سن مبكرة جدا وأنا أعشق الغناء والموسيقى، وبحكم النشأة في شمال السودان النوبي فقد تشبعت بغناء أهلي الجماعي، وهم قوم يملكون ثروة موسيقية عالية ولديهم أغنيات لمختلف المناسبات، ولا عجب في أن تنجب تلك البيئة عمالقة الموسيقى مثل وردي وحمزة علاء الدين وزكي عبد الكريم، وأجيالا لاحقة من بينهم يوسف خيري وأمجد صابر وغيرهما في السودان ومحمد منير وعلي كوبان وغيرهما في مصر؛ كما تشبعت في تلك السن بميلودية مدائح طائفة الختمية، بل كنت من المنشدين في فرقة صبية تحمل اسم “شباب الختمية”، وكنا نكافأ عقب الانشاد بصحون “الفتة” ثم تفتحت أذني على روائع جيل الرواد من المطربين السودانيين، وربطتني عبر السنين علاقات ود شخصي قوية بوردي ومصطفى سيد احمد وهاشم ميرغني، ثم صارت ذائقتي الموسيقية عابرة للقارات فعشقت الغناء الهندي والإثيوبي، وما زلت أعشق غناء الأمريكيتين السمراوتين ويتني هيوستن وبيونسيه نولز والكندية سلين ديون (بعد انتهاء فيلم تايتانيك وأغنية سلين ديون الحزينة تتردد في الأجواء تذكرنا بمشهد غرق المئات، قالت واحدة بلدياتنا شاهدت الفيلم معنا: قلبي تقطع على طقوم الصحون وكؤوس الكريستال ال تكسرت، ولولا وجود شهود لكسرت رقبتها) وفي الوقت الراهن فإنني أخصص نصف ساعة يوميا ل”المشي” استمع خلالها للغناء السوداني، وبما انني وعملا بنصيحة الأطباء لا أشاهد قنوات التلفزة السودانية تفاديا لرؤية البرهان وآل دقلو وشركاهم، فان قنوات يوتيوب هي المنهل الذي تتناول منه أذني الأغنيات، ولفت انتباهي مؤخرا صوت إيلاف عبد العزيز الساحر الفاخر، فهذه الشابة تملك حنجرة وحبالا صوتية تحرك جلاميد الصخر، وما يميزها أن أغنياتها الخاصة في منتهى الحلاوة من حيث اللحن، وإيلاف هذه من مدرسة الحوت محمود عبد العزيز من حيث أنها مثله كلما أدت أغنية قديمة حافظت على بهائها وأضافت اليها بالمتويج الصوتي ما يجعلها أكثر روعة، بينما عندنا جيل كامل من المطربين ذوي الأصوات الجميلة الذين لم يفتح الله على أحدهم بلحن جميل خاص على مدى نحو ربع قرن أو أكثر، ومن الأصوات النسائية الجميلة جدا التي لفتت انتباه أذني مؤخرا لينا قاسم وسامية الهندي، فضممتهما الى قائمة تضم نانسي عجاج وانصاف فتحي واسرار بابكر وحنان النيل، وسعدت باكتشاف أصحاب حناجر ماسية من بينهم شعيب عبد الله ومحمد الجزار وعلي ساجوري ونزار المهندس سألوا الزول: لماذا نراك راقدا يوما بعد يوم بلا عمل فقال: الجمعة عيد المسلمين والسبت عيد اليهود والأحد عيد النصارى والاثنين مولد النبي والثلاثاء إ”انعل” أبو ال يشتغل، والأربعاء قبايل الخميس والخميس صفقة ورقيص، واليوم خميس فهاتوا ترشيحاتكم من الأغاني والمطربين لأضمها الى قائمتي.

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى