إسحق أحمد فضل الله يكتب : هنا يرقد المرحوم الحزب الشيوعي
والعنوان هذا ليس دعاء إنه خبر
فالتفاصيل هي أثناء مظاهرة الشيوعي الأخيرة الشهيد العميد بريمة يتقدم بدون سلاح للحوار مع المتظاهرين والشاب آدم من المتظاهرين/ الذي جرى إعداده مسبقاً للاغتيال/ يقتل العميد.. وأحد المتظاهرين يرفع الموبايل لتصوير المشهد وفي الحال يتلقى رصاصة مما يعني أن القاتل حوله حماية مدربة.. والجمعة… مساءً الأمر يتجاوز الاستنتاج إلى الاعتراف فالشهيد بريمة لا هو ولا غيره كان يعلم أن أجهزة تصوير حديثة تابعة للأمن هي التي تقوم بالرصد وهي التي تتابع القاتل حتى (رويال كير) حيث اعتقل.. والجمعة مساءً الشاب القاتل يغرد أمام المحققين وينثر أسماء كثيرة كانت هي من يدير كل شيء من منزل في الرياض.. ويحدث عن خمسة عشر ألف دولار لمن ينفذون عمليات الاغتيال (ولا يمكن الإشارة لمصدر المال الكثيف هذا)..
السبت المعروضات التي سوف تقدم للقضاء يجري إعدادها. ومن المعروضات خوذات صفراء.. أكثر من مائة قامت سفارة معروفة بتوزيعها على المتظاهرين.. وأسلحة للقتل منها مسدسات كاتم صوت.. والمواقع تزدحم مساء السبت والأحد بصور المعروضات. وما يعرض عليها يصبح عرضاً للهوان الذي وصل إليه السودان عندما يتعامل مع الخراب بأيدي مرتجفة.. …… وعمليات التغطية لا تنتهي.. فالسيدة تلك التي تدير قطاع الشباب في الحزب تقوم قبل عامين بفصل عدد من الشباب.. وكان الفصل هذا عملاً يدعو للدهشة فالشباب المفصولون كانوا يتميزون بالاندفاع وبالإخلاص للحزب و.. ثم يتكشف أن ما تقوم به المرأة تلك كان هو فصل للشباب هؤلاء… حتى لا يكون للحزب صلة (بعواقب) أشياء يقومون بها والسيدة تلك التي فصلتهم قبل عامين تظل تتصل بهم سراً في إعداد/ يستغرق عامين/ لمهام معينة.. مهام ليست أقل من الجرائم الكبرى.. والسيدة تلك/ مثل كل من يشعر أنه ليس بارزاً في الحزب/ تقوم بأشياء مندفعة وغريبة.. فالاجتماع الأخير الذي يقوم في بيت شخصية مشهورة بالثراء بكراهية الله ورسوله كان اجتماعاً بنوده تعني أن الحزب يشعر ويوقن أنه يموت ويفقد كل شيء.. وأنه لا بد له من مخادعة الموت.. (وفي اجتماع آخر يقول المجتمعون: لا يكفي أن نتبرأ من أعمال (ملوك الاشتباك) والجماعات الأخرى التي يعلم الناس الآن أنها جماعات للقتل.. قالوا الناس الآن يكرهوننا ولا بد من شيء. والشيء المقصود كان هو… صناعة غطاء يعملون من تحته.. قالوا يجب أن نقارب لجان المقاومة ونعمل معهم.. قال آخر ساخراً :- يعني لجان المقاومة هم المحبوبين..؟؟. قال الأول لا لكنهم غير معروفين للناس…. والأمر أمامنا كثير لهذا يجب أن نعمل معهم حتى لو رشحناهم في الانتخابات القادمة فإن من يفوز منهم يومها يصبح تحت أصابعنا خصوصاً أنهم بلا خبرة… وما جايبين خبر.. …….
حشد الأحداث يعني أن اغتيال العميد وآخرين من الشرطة والاعتداءات وعمليات الإذلال التي يطلقها المتظاهرون حين علموا أن الجنود غير مسلحين.. وتزايد ظهور واستخدام الأسلحة ضد الجيش والأمن.. أشياء تجعل الجهات هذه تقرر ولو حتى دون إعلان أن تتصرف بالصورة التي تعيد للأمن كرامته فإن الأمن الذي يفقد الكرامة والمهابة يفقد كل شيء.. ووقوف أجهزة الأمن والشرطة والجيش والشعب في جانب/ وإقامة مجموعة عسكرية أخرى إلى جانب المجلس العسكري/ هذه أشياء تعني أن تبدلاً كاملاً يتجه إليه السودان الآن.. واجتماع الأحزاب التي توافق على مبادرة فولكلر….
حتى الشيوعي الذي يعلن على لسان كبلو براءته من (غاضبون) و(ملوك الاشتباك) ويتخطاهم لأنهم رافضون للمبادرة… الجهات هذه اجتماعها في الرياض… يعني إشارة هي إشارة المحولجي السياسي لقطار السودان.. وإشارات أخرى كلها يعني أن السودان يتحول منذ اليوم.. فأمس الوقفات أمام مجلس الوزراء وأمام النائب العام والتي تطالب بمحاكمة أو إطلاق سراح المعتقلين.. والإعداد الكثيف الآن لموكب دعم القوات المسلحة.. الإشارات هذه تعني أن الشارع يتحول.. والسياسات العالمية منها والمحلية والفردية والحزبية.. والتحول هذا ينمو من المزارع التي جرى حرثها لشهور.. فالتطهير لعالم القضاء وإعادة القانون الحقيقي للعمل كان خطوة وإلجام قحت… والتمكين… خطوة.. وطرد حمدوك….. وأسلوب الطرد المهين… خطوة.. والرفض العنيف منذ فترة للسكوت على استمرار سجن المعتقلين دون محاكمات خطوة..
والوقفات الآن التي تطلب المحاكمات أو إنهاء الاعتقال… خطوة.. والخطوة الأعظم هي (الارتياح) العميق في السودان كله للخطوات هذه.. كل شيء الآن يقف على قبر المرحوم الحزب الشيوعي ليقول هنا يرقد الحزب الذي ظل يكره كل أحد… ويكرهه كل أحد… ولا نقول ما نقوله دعوة ففي الاجتماع يقول صديق للخطيب أنت برفضك كل تفاهم مع الآخرين تهلكنا… وعن البحث عن ( ترميم وسمكرة) للحزب بعضهم يقترح أن نتقارب مع الشفيع خضر والشيخ وحاتم… ممن كانوا حول حمدوك والخطيب يقول في غضب: ديل زي المرا المطلقة تلاتة…. حتى لو عملوا ليها محلل مش ح (……) والتمايز عند الجهات يصل هذا.. يبقى أننا قلنا الأسبوع الماضي إن أمريكا… العدو الأول للجيش وللإسلاميين تقوم بخطوتين.. أمريكا في سعيها لإيقاف الخراب الشيوعي تعلن أنها (تريد انتخابات حتى لو فاز بها الإسلاميون).. وأمريكا تعلن أنه بعد الفشل الشيوعي الكامل فإنه يثبت أن السودان لا استقرار له بدون الإسلاميين.. وأن ما يهم أمريكا هو سودان ثابت يحفظ استقرار شرق أفريقيا وغرب آسيا.. وأمريكا لهذا تقدم مبادرة فولكر.. ولعلنا نتابع ما قاله آدم الذي قتل الشهيد العميد..
السودان الجديد