(ود باب السنط والدكة والنفاج والحوش الوسيع للساكنين افواج) مفردات عميقة صورها شاعر الشعب الراحل محجوب شريف تشير إلى قيم إنسانية نبيلة إذ جمعت روح المحبة والإلفة والعشرة الطيبة بين الاهل والجيران وعمقت أواصر الترابط فيما بينهم لكن جار الزمان ليصبح باب النفاج مجرد ذكريات جميلة يتم اجترارها من حين لآخر.
وباب النفاج هو باب داخلي يربط عبر فتحته الممتدة من دار إلى آخر اهل الحي الذين يتسامرون ويتجاذبون من خلاله الأحاديث لأوقات متأخرة دون محاذير.
نجاهد للمحافظة عليه
بحسرة ابتدرت عفاف عبد الله امرأة في العقد السادس من العمر حديثها قائلة اتحسر على ما آلت إليه الأحوال بين الاهل والجيران إذ عُرفنا بين الشعوب بالتكاتف والتعاضد إلى وقت قريب لكن لا أدري ما الذي أصاب أخلاقنا وجرف انسانيتنا؟ مواصلة “مازال بيني وجيراني باب اقسمت أن لا اوصده رغم كل شيء وظللت اجاهد حتى يبقى جسرا للتواصل بيني واحبابي رغم فقدنا لمعان كثيرة وفريدة أثرت عليها الظروف من حولنا”.
تأثير التكنولوجيا
ولم تكن آمال الفاتح اقل حسرة من سابقتها وارجعت الامر إلى انتشار وسائل التواصل التي كان لها دور فعال في عزل الناس عن بعضهم إذ اكتفوا فقط بالسؤال عبر الهواتف مما افقد اللمة لذتها وأغلقت الأبواب التي كان يدخلوها آمنين دون استئذان او تكلف متمنية عودة الباب الخشبي الذي يعمق العلاقات بين الجيران.
كان مدخلا للحب
من جهتها أكدت نوال صديق أن النفاج كان مدخلا للحب خاصة بالولايات إذ يربط بابا واحدا أكثر من منزل يتداخل من خلاله الجميع في محنة والفة انعدمت في زمننا هذا إذ شغلت الحياة الكثيرين مما أضعف العلاقات الاجتماعية وضاقت مساحات التواصل التي كان الجار يتفقد من خلالها جاره قبل أن يقوم بمهامه اليومية داخل المنزل ما بين (صباح الخير كيف قيلتو) لكن أغلقت كل منافذ المودة بين الناس وغابت القيم المجتمعية الجميلة واندثرت كل الصفات الطيبة.
المصدر : السوداني