أخبار السودانمنوعات

شجرة النيم السودانية تقف علي صعيد عرفات الطاهر

نعم ، هو كذلك ، في عام 1404هجرية قدم الرئيس السوداني جعفر نميري -عليه رحمة الله – آلافا من شتلات أشجار النيم حيث تم زراعتها بأرض عرفات الطاهرة ، ووجدت الاشجار اهتماما كبيرا من المسئولين في المملكة العربية السعودية – جزاهم الله خيرا -، حيث تمت رعاية الاشجار حتي ظللت منطقة واسعة من صعيد عرفات الخير، أصبح ذلك مشروعا بيئيا ضخما يحمي الحجاج من ضربات الشمس ، ويعمل على ترطيب الطقس الحار في الصيف .

أيضا في عام 1315هجرية الموافق 1898م ، جاء السلطان علي دينار – عليه رحمة الله- حاجا ، وقف عند ميقات ( ذي الحليفة) فوجد حالة الميقات سيئة ، فحفر الابار للحجاج ليشربوا منها ويطعمهم عندها . وجدد مسجد ذي الحليفة ، ذلك المسجد الذي صلى فيه النبي عليه أفضل الصلاة والسلام وهو خارج للحج من المدينة المنورة. أقام السلطان علي دينار وعمر المكان ، ولذلك سمي المكان بأبيار علي ، نسبة لعلي بن دينار سلطان مملكة دارفور المسلمة الذي امتد حكمه خلال الاعوام من 1898م الي 1917م.

هو شهر ذي الحجة من الاشهرالحرم نتذاكر فيه ، شجرة النيم موطنها الاصلي في الهند أو سريلانكا ، وقوفها عند عرفات جاء من السودان اذ أدخل زراعتها الانجليز في عام 1921م ، انتشرت زراعتها في كثير من مدن السودان في الطرقات والمنازل والدور الحكومية ، ظل يستظل به ، لكن زراعتها كغابة في مدينة أم روابه كان حدثا يماثل الهدف من زراعتها علي صعيد عرفات الطاهر ، زرعت غابة النيم في مدينة أم روابة في حمي خور أبو حبل علي بعد خطوات من شريط السكة حديد ، كان ذلك في عام 1948م لتثبيت الارض التي يحجز فيها الخور المياه لفترة ، ساعد ذلك في زراعة الذرة التي استخدمت كإمدادات غذائية للقوات الانجليزية التي تحمي مشروع الجزيرة ، بمرور الاعوام تعددت أهداف الغابة وأصبحت ظلالا تستجم فيها الانعام ورعاتها وأيضا متنزها للرحلات.

من أعماق التأريخ وفي ذي الحجة أيضا تجيء سالفة أبيار علي ، تتزامن مع اقبال أبناء دارفور حكاما علي إقليمهم و لإصلاح ضرر الاهل وجبر الكسور ، حالة دارفور أكثر سوءا وتحتاج الي اطعام الجوعى وعلاج المرضى ، ضم شتات الاسر في مساكن لائقة وبناء المساجد وإعادة الغطاء النباتي لدارفور، من تلك الاشجارفي غابات دارفور كانت تتوزع ألواح خشبية على معظم خلاوى السودان ، هي أدوات التعلم وحفظ سور القرآن يخط عليها الصبية واجباتهم ، تحولت الغابات في زمن الحرب إلى وقود ونيران يصطلي بها المحاربون من لسعات البرد ويطبخون عليها ما توافرلهم صيده من لحوم البرية.

غابات النيم وغابات أشجار كثر بدارفور وعموم غابات السودان ، كان خلفها رجال من عهد الاستعمار لا ينكر فضلهم من بعد الله الا جاحد، بعون الله ثم بمثابراتهم لزراعة الغابات في السودان ، احتلت شجرة النيم موقعها وصعدت إلى عرفات الطاهرة ، من أهل السودان نقف عند ( أبو الغابات) الدكتور العم/ محمد كامل شوقي – عليه رحمة الله – (1923-1991م) ، كان أول مدير سوداني للغابات في خلال الاعوام 1956 الي 1966م ، يزيدني فخرا انني عملت تحت امرته وهو مديرعام هيئة توفير المياه (1966-1969م).

نسأل الله أن يتذكر أبناء ثورة ديسمبر2018م الاحتفال بعيد شجرة النيم عند كل شهرذي الحجة المحرم من كل عام ، يعيدون قصة شجرة النيم وكيف كانت رحلتها الي أن تصعدت الي صعيد عرفات الطاهر، أصبحت ظلا يستظل تحتها حجاج بيت الله الحرام وبعضهم قد عقد احرامه أيضا عند ( ذي الحليفة ) أو أبيار علي.
وتقبلوا أطيب تحياتي .
مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد

صحيفة السوداني

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى