منوعات

السودان: عجز حكومي أمام اجتياح موجة ثالثة لكورونا

تضرب السودان موجة تفشي ثالثة لكورونا، تصنف بأنها الأعنف مقارنة بنظيراتها السابقات

 

“شعرت بأني مت، مظاهر الحياة اختفت بداخلي” هذا ما قاله “الصادق”؛ أحد الناجين من فيروس كورونا المستجد عندما اشتدت عليه أعراض المرض.

وأكد الصادق في إفادته لـ«التغيير» بأن ما ألمّ به من أعراض كان فوق الوصف، مضيفاً: “فقدت جميع حواسي، ولم اعد أشعر بالأشياء عندما أحملها”.

 

وبالنسبة للناجي من الجائحة؛ أخطر مرحلة مر بها كانت تتعلق بما أصاب جهازه العصبي-حسب وصفه- حيث أكد أن أطرافه لم تكن تستجيب عندما يحاول حمل كوب مثلاً، كما أنه كان يغضب لمجرد أن يذكر اسمه مرتين!

“كانت اعصابي تالفة، كنت لا احتمل أن يتحدث إلي أحد، ولا أحتمل حتى أن يتم ذكر اسمي مرتين، ظننت بأن هذا الوضع سيستمر للأبد، وتمنيت الموت”.

موت غير معلن
الموت بسبب الجائحة طال كثيرين، على الرغم من عدم وجود احصاءات دقيقة.

وقال الصادق من ولاية النيل الأبيض: “كثير من كبار السن يموتون في قريتنا، أعراض المرض تشبه ما أصابني، دون أن يؤكد أحد اصابتهم من عدمها بالفيروس”.

وأضاف: “الأهل هناك ينكرون وجود الكورونا تماما!”.

بدوره قال مدير مركز عزل إبراهيم مالك، اكرم نصر، لـ «التغيير» اتفق مع الصادق في وجود أعداد كبيرة من الإصابات والوفيات بالكورونا في الموجة الثالثة.

 

وأضاف: أعداد الإصابات كبير جداً”، رافضاً الكشف عن أرقام محددة أو حتى احصاءات تقديرية.

وأكد نصر ما ذهب إليه الصادق من كثرة وفيات كبار السن، كونهم أكثر الناس عُرضة للإصابة ومضاعفاتها التي يمكن أن تؤدي للوفاة.

وكشف مدير مركز عزل ابراهيم مالك عن أن الأعراض النفسية ونقص الاوكسجين في الدم مازالت هي أكثر الاعراض بروزاً لدى مرضى كورونا.

وأكد الطبيب عدم وجود ثوابت مرتبطة بالفيروس الذي يتحور في كل فترة وبلد، نافياً ارتباطه بخط الشتاء كما يروج بعضهم، أو وجود أعراض لدى حامل الفيروس ليكون معدياً.

وناشد مدير مركز العزل المواطنين الالتزام بالاحترازات الطبية والابتعاد عن جميع التجمعات.

تجمعات إجبارية
المدارس من التجمعات اليومية التي لا مناص منها؛ وبينما تعمل بعض المدارس على توزيع الطلاب خلال الأسبوع، أكدت مصادر لـ”التغيير” عمل بعض المدارس في بعض أحياء أمدرمان بصورة يومية.

وأكد مصدر من وزارة التربية الاتحادية ترك قرارات فتح المدارس واغلاقها للولايات، مشيراً في الوقت نفسه إلى ووجود نقص كبير في الكمامات ومتابعة عمل المدارس داخل العاصمة.

وقال المصدر لـ«التغيير» بوجود حاجة ملحة لعون المنظمات مثل اليونسكو واليونسيف لتوفير النواقص.

ومع تخوف الأسر من الجائحة إِلّا أن هناك رغبة ملحة لانهاء العام الدراسي الذي صادف كثير من التأجيل بسبب ظروف الثورة والأوضاع الاقتصادية والصحية بالبلاد.

وقالت “رهاز” والدة أحد التلاميذ بمدارس الميرغنية الخاصة ببحري لـ«التغيير»: “الوضع مقلق ومخيف بسبب الاصابات الكبيرة وسط الأهل والمعارف”.

وترى “رهاز” أن العام الدراسي مع كل هذه الأوضاع لا بدَّ أن يكتمل خاصة مع عدم وجد إمكانيات تسمح بالدراسة عن بعد.

مضيفة: “وزارة التربية لا تمتلك أي حلول بديلة.

أزمة طبية حادة
مع تزايد حالات الإصابة في الموجة الثانية؛ لا تزال أعداد مراكز العزل الأولية والثانوية محدودة، مع طاقة استيعابية لا تتجاوز الـ17 سرير في أفضل المراكز حالاً.

وكشف مدير مركز عزل مستشفى إبراهيم مالك كرم نصر، لـ«التغيير» عن عدد المراكز الأولية داخل ولاية الخرطوم والتي يبلغ عددها 6 مراكز.

 

وتتوزع المراكز بواقع مركزين في مدينة أمدرمان (أحدهما في مستشفى النو بطاقة استيعابية ثماني أسرة، والآخر في مستشفى أمدرمان يحتوي على ثماني أسرة. بينما هناك مركز عزل أولي واحد في مدينة بحري داخل مستشفى بحري الحكومي بطاقة ثماني أسرة كذلك.

وقال نصر إن الخرطوم بها ثلاثة مراكز عزل موزعة بين مستشفى الشعب (عشر أسرة) ومستشفى حاج المرضي- الأكاديمي سابقا- (عشر أسرة)، إلى جانب مركز إبراهيم مالك (14 سريراً).

 

إلى ذلك تقتصر مراكز العزل الثانوية-التي تستقبل المرضى ذوي الحالات المؤكدة وبحاجة لعناية طبية فائقة- على ثلاثة مراكز فقط، هي: مركز جبرة، وأمدرمان، ومركز مستشفى الخرطوم، بعدد أسرة محدود، وفق الطبيب نصر.

 

وبينما أكد مدير مركز عزل ابراهيم مالك زيادة عدد الحالات بما يفوق الطاقات الاستيعابية للمراكز الأولية والثانوية؛ تظهر عدد من المشكلات الخطيرة التي تواجهها وتتمثل في عدم استقرار التيار الكهربائي ونقص حاد في كافة المعينات الطبية، على رأسها الاوكسجين.

 

وأعرب نصر عن استيائه من الظروف القاسية التي تعمل بها الكوادر الطبية التي تتمثل في نقص معينات العمل، إلى جانب تأخر مستحقاتهم من وزارة الصحة.

 

التغيير

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى