بقلم / الطيب مصطفى
اعجب من جرأة البرهان على شعبه ووطنه ، بل إني والله اكثر عجباً من جرأته على الله ورسوله وشريعة ربه سبحانه!
وهكذا يفعلها للمرة الثانية .. يغادر البلاد ليفعل ما لم تستطعه الأوائل كأنه امتلك السودان وشعبه بشهادة بحث ، ويوقع اتفاق اعلان مبادئ يفصل به الدين عن الدولة بدون تفويض من احد بل بدون ان ينتظر البرلمان (غير الشرعي) الذي سيعين اعضاؤه تعييناً لا يستند الى اية شرعية ، فبالله عليكم حدثوني عن طغيان اشد وعن جبروت ادهى وعن غطرسة وتطاول اكبر على الله ورسوله وعلى السودان وشعبه من هذا الذي اقترفه البرهان الذي احتقر شعبه واستخفه كما لم يفعلها حاكم سابق ربما منذ خلق الله ابانا آدم!
فعلها البرهان في المرة الأولى خلسة وذهب ليقابل العدو الصهيوني نتنياهو في كمبالا محدثاً انقلاباً تاريخياً على لاءات الخرطوم الثلاث (لا صلح لا تفاوض لا اعتراف بالعدو الصهيوني) والمبرمة في القمة العربية المنعقدة في عاصمة السودان في اغسطس 1967،
ليمهد الطريق لتطبيع كامل شوه به شرف السودان وشعبه ومرغ به وجهه في التراب.
هذه المرة يشد الرحال الى جوبا لينقلب على دين الله وشريعته وليمنح الحلو ، رغم ضعفه وهزاله ، ما عجز عن ابرامه قرنق بكل قوته وسطوته ، فقد أُرغم قرنق على الانصياع لارادة الشعب السوداني المسلم فرضي بان يحتكم السودان الشمالي للشريعة التي استثني منها الجنوب.
رجال الرئيس البشير (فك الله اسره) الذي لم يبع آخرته بدنياه او بدنيا غيره ، والذين فاوضوا قرنق قديما غلبوا الدين على ما عداه من مطلوبات وطنية ، ذلك انه لا يجوز للمسلم ان يقدم بين يدي الله ورسوله ، فالدين هو الذي ما خلق الله تعالى الإنس والجن الا من أجله : (وَمَا خَلَقتُ ٱلجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلَّا لِیَعبُدُونِ) ثم إن الدين هو المقصد الاول في الاسلام الذي تبذل النفس وتزهق الارواح في سبيله فلا مقصد يقدم على الدين الذي ينتقل مع البشر بعد مغادرتهم هذه الحياة القصيرة الفانية الى حياة خلود باقية في جنة او نار ..فلا وطن ولا ارض ولا حياة ولا مال يقدم عليه ، ولو كان الأمر غير ذلك لما غادر رسول الله صلى الله عليه وسلم موطنه مكة ، وفيها بيت الله ، هجرة بدينه ومن اجل ربه سبحانه.. لكن البرهان لا يعنيه ذلك ، فقد استخفنا جميعاً بل استخف ربه القاهر فوق عباده ، مالك الملك ، فإني يا ربي لا املك غير ان اشكوه اليك.. اشكو تجبره وطغيانه ، واشكو تطاوله على دينك وشريعتك يا جبار السماوات والارض واشكو اذعانه لمن لا يرجون لله وقاراً من شياطين الانس والجن في الداخل والخارج.
نقول لبني علمان من مسقطي شريعة الله : ماذا تقولون لرب العزة وقد قال في كتابه العزيز:
(فَلَا وَرَبِّكَ لَا یُؤمِنُونَ حَتَّى یُحَكِّمُوكَ فِیمَا شَجَرَ بَینَهُم ثُمَّ لَا یَجِدُوا فِی أَنفُسِهِم حَرَجا مِّمَّا قَضَیتَ وَیُسَلِّمُوا تَسلِیما)
ثم نقول للبرهان تأمل قوله تعالى : (أَفَتُؤمِنُونَ بِبَعضِ ٱلكِتَـابِ وَتَكفُرُونَ بِبَعض فَمَا جَزَاءُ مَن یَفعَلُ ذَ لِكَ مِنكُم إِلَّا خِزی فِی ٱلحَیَوةِ ٱلدُّنیَاۖ وَیَومَ ٱلقِیَـامَةِ یُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ ٱلعَذَابِ وَمَا ٱللَّهُ بِغَـافِلٍ عَمَّا تَعمَلُونَ)
كنا نُرجع بني علمان الذين كانوا يقدمون الوحدة الوطنية على اقامة الدين عند التفاوض مع قرنق ، ويتحججون بما قاله الله تعالى على لسان نبيه هارون مخاطباً اخاه موسى حين عنفه على سماحه لبني اسرائيل بعبادة عجل السامري ، فقال هارون لموسى :(إِنِّی خَشِیتُ أَن تَقُولَ فَرَّقتَ بَینَ بَنِی إِسرَ ءِیلَ وَلَم تَرقُب قَولِی) كنا نردهم الى فعل موسى المعبر الاول عن مراد الله وذلك حين انتصر للدين وغلبه على الوحدة وحطم العجل وسجن السامري وقبل اعتذار اخيه الذي كان قد خاف من قومه ان يقتلوه.
تأملوا في من شهد التوقيع مع البرهان والحلو.. إنه الامريكي بريزلي مدير برنامج الغذاء العالمي.. ذات الرجل الذي صحب حمدوك الى كاودا لمقابلة الحلو ثم إنه ذات الامريكي الذي شهد توقيع اتفاق حمدوك مع الحلو على العلمانية في اديس ابابا ، وقال مفاخراً بدون ادنى حياء ، إنه عراب ذلك اللقاء!
كنا نخاطب الحلو عندما يتحدث عن العلمانية بانك لست احرص على علمانيتك الفاجرة من حرصنا على ديننا وشريعتنا ، وانه ليس من حقك ديمقراطياً ان تفرض رأي اقلية لا يؤبه بها ، لا تتجاوز اثنين في المئة من شعب السودان على اغلبية مسلمة ، وان ما نقوله هو المنطق السائد في امريكا واوروبا اللتين لا تمنحان المسلمين ما نمنحه لغير المسلمين في بلادنا.
هذا هو البرهان الذي ظل يتساقط وينحدر حتى بلغ القاع ، فقد كنا نظن به خيراً رغم كل ما فعل ويفعل من حرب على دين الله من خلال تشريعات عبدالبارئ والشيوعيين وبقية قبيلة اليسار التائهة وبني علمان وفيهم حزب الدقير (المؤتمر السوداني) الذي برز كحزب علماني كامل الدسم.
أقول للبرهان في الختام : لقد ناصبت الله العداء لدينه وشريعته ،فانتظر انا منتظرون.
المصدر : الانتباهة