المقالات

العيكورة يكتب: الفريق عيسى عليّ الطلاق راجل

صبري محمّد علي (العيكورة)

دائماً الحقيقة والنصيحة (مُرة) كما يقال ولا يقبلها إلا العقلاء ومعافى السريرة والدواخل . تابعت تصريح مديرعام شرطة ولاية الخرطوم سعادة الفريق عيسى آدم إسماعيل لـ(قناة الجزيرة) حول ضرورة إعادة قانون النظام العام ومنح الشرطي الحصانة الكاملة أثناء آداء عمله وكان الرجل صريحاً فى عباراته واثقاً من ما يقول قال إن لهذا الشعب المحافظ قيم وتقاليد ويجب أن يحافظ عليها ، الفريق تحدث عن آداة من آدوات (شغله) كما يتحدث عن الدعم اللوجستي لقواته مثلاً ولا شيء يعاب عليه فى ذلك ولكن الذين تسوءهم الفضيلة ومكارم الأخلاق وإنضباط المظهر العام هم من أقام مأتماً وعويلاً يوم أمس وأمس الأول . حتى وزارة الداخلية التي ينتمي إليها الفريق بادرت بإصدار بيان طالبت فيه إدارة الشرطة (بضبط الخطاب الإعلامي) ! وكأن السيد عيسى قد إرتكب جريمة وأشار البيان بحسب ما أوردته (متاريس) إلى وقوف الوزارة مع (إرادة الشعب) وأضعها بين قوسين عمداً ، برفض القوانين المقيدة للحريات وعلى رأسها قانون النظام العام ! نعم وزارة الداخلية تتحدث عن إرادة الشعب وأتحداها أن تحصي لنا هذا الشعب الذي تتحدث باسمه أهم (شوية) اليسار الذي سرقوا الثورة أم شعباً آخر خرج من صلبه أمثال الفريق عيسى رجل ترفع له القبعة تحية وإحتراماً .
السيد والي الخرطوم خالد نمر أول من إصطكت أسنانه وإرتعدت فرائصه خوفاً من تصريح الفريق واصفاً جهاز الشرطة (بالمسيس) و لعمري هذا دأبهم وأسهل (حاجة) لديهم كلمتي (المُسيس والكوزنة) يلقونها على كل من خالفهم الرأي وعرى حقيقتهم . فارغي وأزبد السيد الوالى عبر التلفزيون الحكومي مطالباً بإعادة تأهيل جهاز الشرطة بما يتواكب مع الدولة المدنية ولكن (الفالح) لم يحدثنا عن تأهيل حكومته لتواكب تطلعات الجماهير بتوفير حاجتها من الخبز والوقود والكهرباء والأمن المفقود . لم يحدثنا السيد الوالي عن إحصاءات الجريمة فى ولايته . لم يحدثنا عن خطته لشهر رمضان ولكنه إنتفض مرعوباُ عندما طالب الفريق عيسى أن تحتشم النساء فيا لخيبتك أيها الوالي .
قانون النظام العام يجب أن يعاد نعم يراجع وينقح ويصحح فحتى حكومة (الإنقاذ) التي أتت به تحدثت عن ضرورة مراجعته وتنقيحه وهذا أمر طبيعي تفرضه المُمارسة والتطبيق وطبيعي أن تكتشف أن هناك خللاً ما فتصححه فما الذي أزعج السيد والي الخرطوم؟ يقيني أن السيد الفريق عيسى قد يعفى من منصبه لأنه صدح بكلمة الحق وساءه ما رأى بالشارع العام وقدر بحسه وحدثه الأمني أن الأمور بوزارته تحتاج للمراجعة وما عودة الشرطة المجتمعية أو الشعبية سمها ماشئت إلا واحدة من تلك الضرورات فما المشكلة هنا ؟ جميع الوزراء راجعوا و أعادوا ترتيب وزاراتهم فما بال الحملة الشرسة التي يقودها اليسار هذه الأيام ضد الفريق عيسى .
عندما يقول فريق هو على رأس المسؤوليه إن إلغاء النظام العام تسبب في تنامي التفلتات والظواهر السالبة في المجتمع فيجب أن يسمع الناس و(يسكت) أمثال أيمن نمر و عندما يقول الفريق عيسى أن دور الشرطة تم تحجيمه لصالح لجان المقاومة ومنسوبي الحرية والتغيير فيجب أن (يخرس) أمثال والي الخرطوم لأن الحديث حديث (للكبار فقط) ويمنع تداخل مراهقي السياسة .
(برأيي) أن الفريق شرطة عيسى آدم يجب أن يكرم من جماهير الشعب السوداني قاطبة و يشكر على تميزه وعقله الراجل وهو يلقي بهذا الحجر الموجع في بركة الحكومة الآسنة التي كادت أن تمسك بتلابيب الفضيلة في هذا الوطن . يريدون أن يعيدوا (مايو الشيوعية) و (جكسا في خط ستة) وبيوت البغايا والخمارات تترنح بجوار بعضها البعض وشارع منفلت ماجن ! ولن ينجحوا في ذلك ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا طالما أن صغيرنا لا يسمح لشقيقته التي تلهو معه في الشارع أن تتحدث مع الغرباء ولن ينجحوا طالما أن بالسودان أمثال الفريق عيسى وستذهب أحلامهم أدراج الرياح كما ذهبت أحلام القراي و (أرموا قدام وراء مؤمن) والله أكبر والعزة لسودان الكبرياء والرفعة والنماء .
قبل ما أنسي : ــــ
(بوست) وصلني لمخلوقة من خلق الله تدعى ناهد جبر الله تقول القناة المستضيفة أو البرنامج (منصات) حقيقة لم أتبينه إن كانت قناة أم اسم لبرنامج . كتب أن (هذه المخلوقة) تطالب بوضع قانون يمنع الرجل بعدم الإعتراض على زوجته أو أخته وبناته في حياتهما الخاصة وأن تكون حدود مسؤوليته داخل نطاق المنزل فقط . ورغم أنني لم أتأكد من صحة (البوست).
وأمشوا جربوا يا ناهد خلوها المطالبة فقد سبقكم بها (عكاشة) أقصد القراي والميدان بيننا والحياة سجال وبالسودان رجال وآباء .

المصدر : الانتباهة

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى