إسحاق أحمد فضل الله يكتب: اجتماعات….
بقلم / إسحاق أحمد فضل الله
________
وماريو بوزو قبل ثلاثين سنة يرسم الخطبة التي يلقيها عضو الحزب الإسلامي الغاضب على قادة الحزب الذي اشتهر بالدموية المخيفة… المخيفة والتي يلجأ إليها كلما هزم.
في الرواية الأب الروحي / الذي هو زعيم أقوى مافيا العشرينات/ كان يخاطب زعماء العصابات ليقول إنه قرر إعادة ابنه إلى أمريكا.
والابن كانت عصابات أمريكا تنتظره…. للثأر
قال الزعيم بعد إعلان أنه يعيد ابنه
: وأحب هنا والآن أن أقول إن ابني إن مات بالتايفويد فإنني سوف أتهم رجالاً هنا بقتله… ابني إن سقطت به طائرة إن صدمه قطار… إن اختنق وهو يأكل.. فإنني سوف أتهم رجالاً هنا بقتله..
و…وو
واللقاء في الخرطوم جنوب مساء أمس الأول كان يستمع إلى المتحدث متحدث الحزب الإسلامي الذي يحدث ليحذر صراحةً ومباشرةً… يحذر من إصابة شخصية معينة…. بشيء.
يحذر من أن الحزب… حزبه… يعلن أنه إن الشخصية هذه إن هي ماتت بالملاريا… إن هي قتلت بالقفز من كوبري الجيش… إن هي قتلت بالكورونا فإن الحزب…/ حزب المتحدث/ سوف يتهم الحزب الذي جاء ليحدثه بقتله.
وللتأكيد… وحتى لا يخطئ أحد الفهم… المتحدث يقول بوضوح إن حزبه سوف يقابل الدم بالدم وليس بالصراخ.
المشهد الغريب تماماً على الحياة السياسية في السودان كان يعني أن الحزب وآخرين معه يشعرون ويعرفون أن السودان يدخل الآن/ يدخله الحزب الدموي/ مرحلة جديدة.
مرحلة اشتهر الحزب الدموي باللجوء إليها كلما حوصر.
والمشهد كان واحداً من مشاهد الخرطوم هذا الأسبوع
……
فالأسبوع الماضي ما بين لقاء طيبة الخواض…. لقاء الجعليين وحميدتي.. ولقاء مروي مع دقلو.
ولقاء مهم نحتفظ به الآن… لقاءات ما يختلف فيها هو انخفاض وارتفاع نغمة الحديث في كل لقاء.
ففي اليرموك كان لقاء حمدوك مع المهندسين في أضخم وأحدث مصنع عسكري/ مدني في أفريقيا يسمع حمدوك يقول بصراحةً.
قالوا لي إن المصنع تحت أصابع الوطني
قالوا/ من وراء الملفات/ إنهم… سودانيون….. مسلمون…. جاء بهم من كانوا يلتقطون الشباب الأفذاذ من الجامعات.
واللافتة على الحائط كان عليها بيت الشاعر الكتيابي
( أنا لم أنتخب أحداً…
وما بايعت بعد محمد رجلاً)
حمدوك قال: قالوا لي إن طلق المصنع لملكية القطاع العام.
قالوا: هذا مصنع عسكري… وهو شيء لا يوجد إلا في العالم الأول.
قالوا: وفتح الباب لغير العسكريين يعني أن تنكب مخابرات الدنيا في شرايين الجيش والسودان.
…..
وغريب أنه في الأيام ذاتها كانت الدولة التي تنخب عظام السودان تسكب عشرين مليون دولار لإقامة ( مركز معلومات) فيه كل شيء عن السودان بحيث يجلس السودان… في الصقيعة.
وتصاب أنت بالسكتة القلبية إن أنت خطر لك أن تقيم مركزاً سودانياً للمعلومات في عاصمة الدولة تلك.
….
ولعل المركز يبدأ أمره بدراسة/ وبالتالي إدارة/ كل ما يدير ويوجه الانتخابات القادمة.
وقبل أسابيع نقول إن الدولة تلك تتجه إلى البعث ليضع يده على كل شيء… في السودان والعراق.
والآن البعث يطلق دعوةً/ ترقد على بحر من المال/ لتأجيل ثم تأجيل الانتخابات.
فالبعث يشعر ويعلن أنه هو من يدير الدولة الآن.
والشيوعي حين ينشبح بين الدعوة لانتخابات لا أمل له فيها وبين الدعوة لإبعاد الانتخابات الأمر الذي يجعل البعث يحكم السودان الشيوعي عندها يرفع شعاره
(عليّ وعلى البعث).
وحمدوك…. وحميدتي وغيرهم… وحتى الدقير والأمة كلهم ينتظر ما تقوله الأيام.
والحزب الذي يجد أن الزمان ضده ويتجه إلى أسلوب الاغتيال… ويختار شخصية تنتمي إلى عدة جهات في الوقت ذاته…. الحزب الدموي يفاجأ بخطبة الأب الروحي.
ويرد هو ذاته قصيدة
…أرح آااا زول.
المصدر : الانتباهة