تحقيقات وتقارير

(سعد) شقيق الشهيد المعلم أحمد الخير : لن نقبل بالعفو مطلقاً

* بالرغم من أن ثورة ديسمبر المجيدة سقط قرباناً لتفجيرها العديد من الشهداء الذين قاموا بأدوار بطولية ووقفوا بصدور عارية امام رصاص القنص وهراوات القوات الأمنية ومسيل الدموع، الا أن مقتل الشهيد المعلم أحمد الخير لاقى اهتماماً متعاظماً من الرأي العام والشارع الشبابي الثوري، نسبة لتفاصيل الحدث الاجرامية التي تمثلت في تعذيب الشهيد حتى الموت في احد معتقلات اجهزة النظام البائد الأمنية .

وظلت محاكمة المتهمين تلاقي متابعة واسعة من المواطنين واجهزة الاعلام المختلفة بجانب وسائل التواصل الاجتماعي، كما ظل شباب الثورة في حراكهم المتجدد نحو المطالبة بالقصاص الثوري ضد قتلة الثوار، كما كانت قضية الشهيد أحمد الخير وصوره تتصدر تلك المواكب . وبعد أن تم الحكم بالاعدام قصاصاً على المتهمين واعقبه تأييد المحكمة العليا للحكم، تنفس ذوو الشهيد الصعداء، لكنهم ظلوا أيضاً يترقبون الخطوات النهائية المتعلقة بقرار المحكمة الدستورية التي لم يتم قيامها حتى الآن.. (الإنتباهة) جلست مع شقيق الشهيد (سعد الخير) حول مسار القضية ورأي الأسرة حول خطوات الوساطات العديدة الرامية للعفو عن المتهمين في تلك القضية .. فإلى تفاصيل ذلك في هذا الحوار القصير.

* ماذا بعد تأييد حكم الإعدام على قتلة الشهيد أحمد الخير؟
ــ بعد تأييد حكم الإعدام من المحكمة العليا التى كان قرارها موافقاً لقرار محكمة الموضوع ومحكمة الاستئناف، هناك مرحلة اخرى هي المراجعة، حيث فترة سماح (٦٠) يوماً حسب افادة القانونيين المتابعين للقضية ليقدم الدفاع ملاحظاته، وتتم المراجعة بناءً على تطبيق القانون والشريعة الإسلامية، والمراجعة غير معنية بالنظر فى القضية ككل، وننتظر فيها التأييد، فالمحامون قدموا بينات مترابطة ومتماسكة هى ما أدى لصدور الحكم، ولذلك نحن ننتظر قرار المراجعة وبعدها المحكمة الدستورية وبعد ذلك التنفيذ .. ولا اعتقد يوجد أشكال آخر، فالمسألة مسألة زمن ليس الا طالما ان قرار الاستئناف أيد الحكم بنسبة ١٠٠٪.
* ثم ماذا بعد الانتهاء من كافة مراحل التقاضي؟
ــ المراحل المتبقية هي المراجعة والمحكمة الدستورية التى تحتاج هى ذاتها للتكوين.
* وإذا لم تتشكل المحكمة الدستورية هل سيتم تعطيل تنفيذ الحكم؟
ــ بالتأكيد اذا لم تشكل المحكمة الدستورية يمكن ان يتعطل تنفيذ الحكم، لذا أطالب الجهات المنوط بها تكوين المحكمة أن تعجل بتكوينها من أجل إكمال المنظومة العدلية كاملة، لان قضيتنا تعتبر قضية رأى عام، ويوجد غيرها من القضايا تنتظر تشكيل المحكمة الدستورية، ومن خلال متابعتنا مع عدد من المختصين علمنا بوجود احكام كثيرة ظلت معطلة بسبب عدم تكوين المحكمة الدستورية.
* ما هى الضغوط التى تتعرض لها الأسرة للعفو, خاصة بطبيعة السودانيين؟
ــ نعم توجد مساعٍ للعفو يقوم بها جهاز المخابرات العامة وبعض مشايخ القبائل فى سنار والدمازين، نسبة لوجود عدد من المتهمين فى هذه المناطق، وطلبوا المجيء لتقديم واجب التعزية للأسرة وكان ذلك بعد سنة وثمانية أشهر من وفاته، ولا ادرى كيف يمكن لشخص أن ينتظر سنة وثمانية أشهر ليبحث بعد ذلك أو يأتى للتعزية، لأن هذا يتعارض مع أعرافنا السودانية لتأدية واجب العزاء، لكن نحن موقفنا كاسرة ثابت على المبادئ بأن نقتص لكل الشهداء مهما كانت الضغوط، ونعتبر التنازل عن القصاص يمثل تنازلاً عن قضايا الشهداء.
* من الواضح ان مساعي العفو كثرت بعد تأييد الحكم من المحكمة العليا؟
ــ بالتأكيد ان شيوخ القبائل من منطقة سنار جددوا مساعيهم لطلب العفو مرة اخرى بعد صدور الحكم، لكننا عبر اللجنة الخاصة التى كوناها من الأسرة والأهل في الخرطوم طلبنا منهم تأجيل هذه المساعي الى ما بعد مراحل التقاضي، بجانب ضباط من جهاز المخابرات العامة (ظلوا على اتصال مع جهات لها علاقة بالاسرة) لمزيد من المساعي لنفس الموضوع.
* معنى هذا أنكم قد تقبلون بالعفو عند الانتهاء من مراحل التقاضي؟
ــ بالطبع لا .. لن نقبل بالعفو مطلقاً، لكن تكوين اللجنة من الأسرة جاء من اجل تخفيف الضغط على الأهل بخشم القربة، ونحن ليست لدينا مشكلة مع أهل المتهمين بل مشكلتنا مع المتهمين.
* كيف تنظرون لصدور الحكم؟
ــ نحن راضون تماماً عن صدور الحكم، وعبرنا عن ذلك منذ اول يوم لصدوره، كما عبر الشارع بشكل عام عن رضائه عن الأحكام التى صدرت من المحكمة العامة او محكمة الموضوع.
* صدور حكم الإعدام لقتلة احمد الخير برأيكم هل انصف الثورة وشعاراتها؟
ــ نحن نعتقد ان العدالة تأخرت كثيراً جداً، خصوصاً في موضوع فض الاعتصام لأنها جريمة ثابتة الأركان، ولكن نتمنى بعد كل هذا التأخير ان يتم تحقيق العدالة للشهداء وأسرهم وأوليائهم وكذلك للمفقودين والمصابين.
ونحن نعتقد ان لجنة تحقيق فض الاعتصام برئاسة الأستاذ نبيل اديب تأخرت كثيراً في عملها، لكنها اذا خرجت بقرارات مهمة عن فض الاعتصام يمكن ان تثلج صدور الشعب السودانى عامة، ونتمنى ان تقدم تحقيقاً شفافاً، وحينها يمكن ان نقول إن العدالة بدأت تسير في الطريق الصحيح، ونتمنى ان تقوم الحكومة بتحقيق تطلعات الشباب الذي ضحى بأرواحه من اجل الوطن وإصلاح الوضع الاقتصادي، ليكون السودان فى مصاف الدول المتقدمة.

المصدر : الانتباهة

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى