بقلم / الطيب مصطفى
عندما قرأت خاطرة مذيع قناة الجزيرة فيصل القاسم الذي يبث البرنامج الأسبوعي الأشهر (الاتجاه المعاكس) حول الحريات في سودان الثورة وردتني خاطرة لا اظن احداً يجرؤ على نفيها او دحضها تقول بأن القهر والطغيان الذي تمارسه لجنة ازالة التمكين لم يمارس جهاز امن الانقاذ معشاره!
كتب فيصل القاسم في تغريدة تقطع نياط القلب ، الآتي :
تأتيني رسائل كثيرة كي اتحدث عن الأزمة في السودان، وعندما تبحث عن متحدثين ضد النظام الجديد لا تجد أحداً لأن الكل خائف ان يختفي وراء الشمس.
سقى الله ايام كان الناس ينتقدون النظام بكل حرية ، لكن بعد الثورة المجيدة لا تجد احداً يستطيع ان يفتح فمه إلا عند طبيب الأسنان في أكثر من مكان.
(2)
الخرطوم قبل الانفجار!
مررت قبل قليل من كتابة هذه السطور ، والله العظيم ، بحافلة مكتظة بالركاب في حلة كوكو ترجل منها عسكري حاملاً كلاشنكوف ، لم اتعرف للاسف على هويته العسكرية!
حذر كثير من الناس من انتشار السلاح ، الذي لم يعد مخبوءاً كما كان ذات يوم قبل ان تحل علينا كارثة التغيير ، إنما بات مشهراً في المواصلات والميادين العامة سيما بعد ان (فتحت) الحركات المسلحة بجيوشها ودوشكاتها الخرطوم وصدحت بجلالاتها مهددة ومتوعدة بالويل والثبور!
لم يخطئ من قال إن هذه البلاد تتقلب في برميل من البارود شديد الاشتعال ، كما لم يتجن على الحقيقة من ردد بيت نصر بن سيار قبيل سقوط الدولة الأموية :
أرى تحت الرماد وميض نار
واخشى ان يكون لها ضرام
يحدث ذلك ورئيس المجلس السيادي ووزير دفاعه سادين دي بي طينة ودي بي عجينة!
حدثوني عن دولة في العالم يحدث فيها ما تشهده الخرطوم!
لو كنت مكان البرهان لدعوت مجلس شركاء الفترة الانتقالية لاجتماع فوري لاتخاذ قرار فوري باخراج كل الحركات المسلحة بما فيها الدعم السريع من العاصمة مسافة لا تقل عن مئة كيلومتر.
المصدر : الانتباهة