الطيب مصطفى يكتب: عُمرة حمدوك وخاطرة دكتور الجزولي
بقلم / الطيب مصطفى
ابارك لحمدوك نافلة العمرة متمنياً له أن يؤدي فريضة الحج وبقية اركان الاسلام من صلاة وصيام وزكاة ثم جهاد ، هو ذروة سنام الاسلام كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم.
بعض الشيوعيين انزعجوا وعبروا من خلال بعض المداخلات الاسفيرية عن دهشتهم لقيام حمدوك باداء العمرة ، مدرجين ذلك في اطار ما سماه القراي وشيخه الهالك محمود محمد طه بالهوس الديني!
على ان بني علمان اقل تطرفاً في العداء للاسلام، ففي حين تجد الشيوعيين ينكرون على الرجل قيامه باداء العمرة ، فان العلمانيين لا يمانعون في الاسلام الشعائري الذي ينتقص من الاسلام التوحيدي الشامل.
اقول إن بني علمان لا يعترضون على الاسلام الشعائري القابع في المسجد (لا يهش ولا ينش) ولا يجاهد ولا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر ولا يحكم بشريعة ربه .. فهم يريدونه اسلاماً مستسلماً يدير على سبيل المثال خده الايسر للمحتلين الصهاينة عندما يلطمونه في خده الايمن ويصادرون مسجده الأقصى ويشردون شعب فلسطين.. يريدونه اسلاماً يتيح مثلاً لامريكا الصليبية ان (تبرطع) في ديارنا تقتل ابناءنا وتستحيي نساءنا وتشرد شيوخنا وتيتم اطفالنا ونظل (مدنقرين) خانعين متثاقلين الى الارض نهش في وجهها ونموت من الفرح إن رضيت عنا.. يريدونه اسلاماً يستأصل آيات الجهاد والاستشهاد من القرآن الكريم ويزيل من مناهج تعليم اطفاله سيرة الرسول الخاتم والصديق ابي بكر والفاروق عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وصلاح الدين ، يريدونه اسلاماً يذعن لبني علمان وهم يحكمون دياره بنظريات وتشريعات الهلكى من البشر ماركس ولينين وعفلق وغيرهم من صغار العقول الذين استأثروا بكل الدنيا وجردوا الله تعالى ، قابض ارواحهم وخالق الكون وخالقهم ومنظريهم الصغار من ان يكون حاكماً لحياتهم وتشريعهم ودولهم ، فما اتعسهم وما ابأسهم وما اجهلهم؟!
ما ابأس الدول التي اتخذوها مثالاً يحتذى وهم ينصبونها عجل سامري يتعبدونه ويطوفون حوله ، رافضين حاكمية الله الحي القيوم ومطلقين عليها لقب (الاسلام السياسي) في تناس لحقيقة انهم بذلك يعتنقون (الشرك السياسي) بجعل الاسلام (عضين) اي مزقاً متفرقة يؤمنون ببعضه ويكفرون ببعض رغم الوعيد القرآني : (أَفَتُؤمِنُونَ بِبَعضِ ٱلكِتَـابِ وَتَكفُرُونَ بِبَعض فَمَا جَزَاءُ مَن یَفعَلُ ذَ لِكَ مِنكُم إِلَّا خِزی فِی ٱلحَیَوةِ ٱلدُّنیَاۖ وَیَومَ ٱلقِیَـامَةِ یُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ ٱلعَذَابِ وَمَا ٱللَّهُ بِغَـافِلٍ عَمَّا تعملون)
يفعلون ذلك رغم علمهم أن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ،فما اجرأهم على الله؟!
اقول لحمدوك : الان وقد اعتمرت لله رب العالمين يلزمك ان تهتدي بهديه ، وتعلم ان الله الذي لبيت نداءه ، ونعمت بقربه ، ودعوته ، يطلب منك ان تحكمه في دولتك تصديقاً لقوله جل شأنه : (فَلَا وَرَبِّكَ لَا یُؤمِنُونَ حَتَّى یُحَكِّمُوكَ فِیمَا شَجَرَ بَینَهُم ثُمَّ لَا یَجِدُوا فِی أَنفُسِهِم حَرَجا مِّمَّا قَضَیتَ وَیُسَلِّمُوا تَسلِیما)
ليتك يا حمدوك تتأمل الاية المرعدة المبرقة التي تجردك من الايمان ليس فقط إذا لم تحتكم الى شريعة الله ، إنما تحرمك منه حتى لو شعرت بالحرج مما قضى الله به ورسوله.
اعجبتني خاطرة لسجين العهدين دكتور محمد علي الجزولي ، ارجو اسقاطها على عمرة حمدوك
، قال فيها :
(العلمانية لا تمنع منتسبيها من أداء الشعائر ، ومحاولة تسويق هذه العلاقة ( الخاصة ) إلى ( العامة ) بنشر صور ممارستها (عمرة حمدوك) هو أكبر دليل على الاعتراف بتأثير الدين في الفضاء العام ، وأن شعبنا محافظ تسعده صور التدين لا في أداء العمرة فحسب ولكن في تعمير الأرض بدين الله.
المصدر : الانتباهة