بين القبول المجحف والرسوم المرتفعة.. الجامعات الحكومية.. (الفقراء) يمتنعون ..!!
انتهجت الحكومة ممثلة في إدارة القبول بوزارة التعليم العالي هذا العام نهجاً جديداً في التوزيع للجامعات من خلال تضييق فرص الالتحاق بالتعليم العالي للطلاب والطالبات الذين أحرزوا نسباً فوق الـ(90) بدرجة الامتياز ، مع توسع فرص القبول للدرجات الأقل ، حيث فوجئ عدد كبير من الطلاب بعدم قبولهم في الكليات بالجامعات الحكومية والأهلية في السودان للعام (2021م ) ، على الرغم من ارتفاع النسب التي أحرزوها والتي تفوق الـ90% الأمر الذي أصابهم بالغبن والحيرة ، مما دفع طلابا متفوقين وأولياء أمورهم لتنظيم وقفة احتجاجية أمام وزارة التعليم العالي بسبب عدم قبولهم في القبول العام وارتفاع تكلفة الدراسة على النفقة الخاصة الذي يبدو أن الحكومة تتجه إليه بعد أن نفضت يدها عن شعار مجانية التعليم الذي رفعته عند تسنمها مقاليد الحكم ويبدو أنها سترفع شعار: (لا تعليم في وضع أليم ،التعليم لمن يدفع)، أما المجتهدون الفقراء فلا عزاء لهم ..
انتحار
أثارت محاولة انتحار طالب من الخرطوم نجح في الشهادة الثانوية ، غضب السودانيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأعادت الجدل حول وضع (التعليم ) بالسودان وحسب نشطاء فقد حصل الطالب على نسبة (90% ) في امتحانات العام الماضي ، ولم يتم قبوله في التقديم للجامعات ، فأصيب بانهيار عصبي وحاول إنهاء حياته فتوجه نحو النيل وترك ملابسه على ضفافه ولم يتم العثور عليه حتى الآن.
رسوم مرتفعة
وحددت وزارة التعليم العالي رسوم القبول بكلية الطب جامعة الخرطوم بمبلغ 1000000) ) مليون جنيه للطلاب السودانيين على أن يدفع الطلاب الأجانب ( 12 ) الف دولار، كلية طب الأسنان ( 780000) جنيه للسودانيين ( 10 ) آلاف دولار للأجانب أما رسوم كلية الصيدلة جامعة الخرطوم فبلغت ( 570000) جنيه (5000) دولار لغير السودانيين ، وبلغت رسوم كلية الطب جامعة الجزيرة ( 850000) جنيه، ورسوم القبول لغير السودانيين ( 10 ) آلاف دولار.
تخصيص نسبة
وأعلنت الوزارة عن تخصيص 50% من مقاعد كل الكليات بالجامعات الحكومية للقبول على النفقة الخاصة، ووضعت شروطًا للقبول الخاص بالجامعات أهمها أن لا تقــل النســبة المئويــة عــن 10% كحــد أدنــى مــن نســبة القبــول العــام للكليــة أو التخصص المعني، على أن تحدد كل مؤسسة الرسوم الدراسية للقبول على نظام النفقة الخاصة بكلياتهــا المختلفة.
انهيار عصبي
وفي استطلاع مع أولياء أمور أجرته (الإنتباهة) قال عمر إدريس أحرزت ابنته 91.9% في المساق العلمي وقدمت لكل كليات الطب ولكن لم يتم قبولها رغم أن النسبة حسب دليل القبول للعام الماضي تؤهلها لدخول طب الإسلامية بارتياح وفجأة رفعوا النسب مما أصاب الابنة بانهيار عصبي حسب والدها الذي قال للصحيفة إنهم اضطروا لتركيب درب لها وتكرر ذات (السيناريو) مع صديقتها وزميلتها التي أحرزت 95.6% فقدمت لكل كليات الطب وقبلوها هندسة الخرطوم ويضيف (في زول شايل أحياء بقبلوهو هندسة ؟).
لا نستطيع
أما رابعة إبراهيم عبدالله فأحرزت 90.4% علمي فرحت وفرحت أسرتها البسيطة بهذا النجاح وسحبت الاستمارة وقدمت طب وجراحة بالولايات ولكن لم يتم قبولها في أية ولاية ،ذهب والدها للجنة القبول وطالبوه بالعودة إليهم أمس لأن هناك تقديماً جديداً سيفتح ،وقال والدها لـ(الإنتباهة) يبدو أن الدولة نفضت يدها من التعليم أنه ليس أمامهم سوى التعليم الخاص وحتى الحكومي أصبح خاصاً ولكنه لا يملك المبلغ الضخم للتعليم الخاص حتى يلحق ابنته بالكلية التي ترغب.
الخاص إجباري
ويقول المصور التلفزيوني الزميل مصطفي البشاري نسبة النجاح العامة في هذه السنة 53%،الطبيعي أن نسبة القبول للكليات تقل من السنة الماضية ولكن حدث العكس فإبني قدمت له في كلية كرغبة أولى نسبة القبول لها في السنة الماضية زادت عن نسبة ابني بـ 0.02% فقلت في نفسي ان النسبة ستكون أقل من ذلك في هذا العام بحوالي 0.05% أو قريب من ذلك فسيقبلونه بـ(المزيكا) فإذا بي أفاجأ بأن هناك زيادة في نسبة القبول 3% بالتمام وإبني فقد فرصته في القبول العام والآن يسحبون له استمارة لنقدم له في القبول الخاص وسأضطر أدفع سنوياً ملايين الجنيهات ليدخل كلية كان من حقه دخولها بـ(المزيكا) دون رسوم قبول لولا (الجغبسة العملوها السنة دي) ويضيف :(كيف ترتفع نسب القبول ويزيد عدد الناجحين في عام منيل بـ 60 نيلة ؟إلا إذا كان على رؤوسنا قنابير).
مبررات الوزارة
بالمقابل وجدت وزارة التعليم العالي نفسها في محمل المدافع عن نفسها فاضطرت لإخراج بيان توضيحي أمس الأول عقب توالي الاتهامات، وذكرت في بيانها : لقد دار جدل كثيف حول ارتفاع نسب القبول لهذا العام مما ترتب عليه فقدان عدد كبير من الطلاب الحاصلين على نسب عالية لفرصة قبولهم بمؤسسات التعليم العالي الحكومية .وحتى تتضح الرؤية لابد أن نشير إلى نقطة جوهرية مفادها أن مخرجات التعليم العام هي مدخلات التعليم العالي وبصورة أدق أن الدرجات التي أحرزها الطلاب المتنافسون في الشهادة الثانوية السودانية وتكرارها هي التي تقرر الحد الأدنى للقبول بمختلف الكليات والتخصصات بمؤسسات التعليم العالي وفق الإعداد المخططة والتي تزيد سنوياً عن العام السابق .
وبالرجوع إلى آلية ترشيح القبول بالإدارة العامة للقبول نوضح المرتكز الذي تعمل عليه الإدارة في ترشيح وتوزيع الطلاب على مختلف التخصصات بمؤسسات التعليم العالي هو لائحة أسس وضوابط القبول للعام 2017م والتي جاء فيها نصاً (يرشح الطالب للقبول بمؤسسات التعليم العالي بناءً على ترتيب الرغبات المسجلة باستمارة التقديم) كما جاء فيها (تمثل النسبة المئوية والمفاضلة المعلنة لكل كلية أو تخصص الحد الأدنى للترشيح ).
ويتم القبول للبكالريوس بالنسبة المئوية والتي تحسب من المواد الإجبارية تضاف إليها ثلاث مواد من المواد المؤهلة للقبول تحدد حسب الكلية والتخصص المعني .
وهو ماتم فعلاً في تأهيل وترشيح الطلاب المتقدمين للقبول لهذا العام ويتم القبول حسب الإعداد المخططة التي لم يحدث بها أي تخفيض مثلاً أن كلية الطب بجامعة الخرطوم لهذا العام والأعوام السابقة هو (250) مقعداً يتنافس عليها الطلاب السودانيون من حملة الشهادة الثانوية السودانية وحملة الشهادات العربية والأجنبية .
وبما أن مخرجات وزارة التعليم العام تعتبر هي مدخلات التعليم العالي فإن ارتفاع نسب القبول لهذا العام مرده إلى الزيادة الكبيرة في التراكم التكراري لأعداد الطلاب المتحصلين على نسب تتعدى 90% فما فوق إضافة إلى اتجاهات الطلاب نحو القبول هو ما أحدث التراكم الذي اشتكى منه الطلاب وأهاليهم .
وحتى نبين ماحدث فعلاً نرجع لمقارنة تراكم الطلاب الناجحين في القسم العلمي أحياء للعام الدراسي 2019-2020م والعام الحالي 2020-2021م
إن تكرار الطلاب الحاصلين على درجة (95%) في العام الدراسي 2019-2020م بلغ عددهم (68) طالبا وطالبة بينما ذات الدرجة بلغ عددهم في العام الحالي (527 ) طالبا وطالبة بزيادة قدرها (459) طالبا وطالبة بينما بلغ الطلاب الحاصلون على درجة (94%) في العام الدراسي 2019-2020م بلغ عددهم (215) طالبا وطالبة بينما ذات الدرجة بلغ عددهم في العام الحالي (1089 ) طالباً وطالبة بزيادة قدرها (874) طالبا وطالبة.
وقد بلغ تكرار التراكمي الطالب الحاصلين على درجة (93%) في العام الدراسي 2019-2020م (496) طالبا وطالبة أما العام الحالي فقد كانت جملتهم (1870) بزيادة قدرها (1374) طالبا وطالبة ، أما تكرار التراكمي للطلاب الحاصلين على نسبة (92%) في العام السابق فقد كان (1099 ) طالباً وطالبة بينما بلغ تكرار التراكمي لهذا العام (2866) طالباً وطالبة بزيادة قدرها (1767) طالباً وطالبة.
أما الحاصلون على درجة (91%) قد كان تكرارهم التراكمي العام السابق عدد (1753) فيما بلغ تكرارهم التراكمي لذات الدرجة للعام الحالي عدد (4002) بزيادة قدرها (2249) طالباً وطالبة وعلى ذات المنوال عقدنا مقارنتنا بين تكرار الحاصلين على النسبة (90%) للعام الدراسي 2019-2020م حيث بلغ تكرارها التراكمي عدد (2721) طالبا وطالبة فيما بلغ في العام الحالي (5255) طالبا وطالبة بزيادة قدرها (2534) طالبا وطالبة .
من الإحصائيات المذكوره أعلاه يتضح الآتي: أن نسب الشهادة الثانوية السودانية هي المتحكم الرئيس في نسب القبول بمختلف مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة والأهلية ، إن ارتفاع نسبة الطلاب الحاصلين على الشهادة السودانية أدى لارتفاع نسب الترشيح للقبول لهذا العام إضافة إلى اتجاهات الطلاب للتقديم لمؤسسات بعينها ما نتج عنه عدم ترشيح عدد ( 2056) طالباً وطالبة لمؤسسات التعليم العالي رغم حصولهم على نسب تجاوزت نسبة 90% . وهو ما تعمل الوزارة على معالجته في إطار تحقيق عدالة القبول والترشيح.
هزيمة مجانية التعليم
ولكن عمر إدريس يقول ان المعالجة لم تقدم جديداً لأنهم لم يتنازلوا عن نسب لأنهم في التقديم الأول أخذوا 93.6 % جامعة الخرطوم والآن 93.6% أقل نسبة طب في الحكومي والذين أحرزوا 94% لم يقدموا في شندي أو الجامعات الولائية على أساس يتم قبولهم في الخرطوم.
ويضيف عمر :(بنتي وضعوا صورتها في الشهادة والاسم مكتوب خطأ وهناك طالب تم قبوله في كلية الأحفاد ، شفتي البشتنة دي ، الوزيرة ماعاوزة تتفاهم مع زول امبارح وغالباً يجيك موظف باب يخارج الناس طلعوا استمارة برغبة واحدة أنا أخدت الاستمارة ومشيت على أساس أملاها مع البنت وحنستها عشان تملأها اليوم جيت أقدم لقيتهم مطلعين استمارة بـ 3 رغبات الناس القدموا أمبارح ضيعوهم يعني زي عاوزين يفرتقوا الناس
ويعيب عمر على الحكومة هزيمتها لمجانية التعليم التي تشدقت بها حسب تعبيره ويقول (إذا ماعندها مقاعد للتعليم العام فكيف تفتحها للخاص ؟ الجماعة ديل عاوزين يقولوا للناس الطلاب الجابو90% مايقروا والجابو80% يقروا بالقروش ) ؟
ووصف عثمان تاج السر ولي امر طالب حصل على نسبة (90%) ولم يتم قبوله ، ما يحدث بـ»الجهل « وعدم ادراك المعنيين بالسياسة التي تم اتباعها مؤخرا ، واكد ان الوضع بحاجة لمراجعة وتصحيح ، فيما أشارت حليمة سليمان والدة طالبة احرزت نسبة (89%) ، الى الحالة النفسية التي تعيشها الاسرة جراء قبول ابنتهم في كلية لا تتناسب والنسبة التي أحرزتها ، ودعت الى محاسبة كل من تسبب في الفوضى والعشوائية في القبول للجامعات لهذا العام واعادة النظر في التوظيف من خلال وضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
نتيجة محيرة
الأستاذ الجامعي دكتور محمد إبراهيم من خلال مقارنة عن تراكم الطلاب الناجحين في القسم العلمي أحياء للعام الدراسي 2019-2020 والعام الحالي 2020-2021 والمفارقات العجيبة والمريبة بين نسب النجاح في العام السابق والعام الحالي الذي تخللته العديد من المصائب والكوارث التي تعتبر مبررا طبيعيا لتدني نسب النجاح نجد عدد الذين تحصلوا على نسبة 95%في العام الماضي 68% فقط وعدد الذين أحرزوا نفس النسبة 527 بزيادة 459 فكيف لعقولنا أن تستوعب ذلك في ظل الظروف التي عايشتها أسر الطلاب ؟أم هناك أمر مخل حدث للشهادة ؟ وبمقارنة جميع النتائج تتضح حجم الكارثة التي ستحل بأسر الطلاب الذين يحرزون درجات فوق التسعين ويتفاجأون بعدم قبولهم في كليات كانت متاحة لهم في ظل الظروف الطبيعية.
مصدر دخل
أستاذ الإعلام بكلية غرب النيل بدر الدين الخليفة قال انه القبول الجديد لن يضيف معالجات لأن النسب لن تقل عن الأولى وستفتح مباشرة فرص التقديم الخاص والدولة لا تستطيع تسعير الرسوم للتعليم الخاص وبالتالي العندو قروش يقرأ والماعندو بلاش ولكن على الدولة تطبيق مجانية التعليم التي تنادي بها كل الدول وتجعل المؤهل هو المعيار للقبول ولكن الجمعات الحكومية فتحت باب التعليم الخاص لاكتساب مصدر دخل ولكن على الدولة ألا تحول الجامعات الحكومية إلى ربحية.
فيما أبدى الطالب معاذ عبد الكريم حاصل على نسبة (80%) استياء جراء الوضع ، وقال لـ»الإنتباهة « انه كان يتوقع قبوله في بكلاريوس محاسبة بجامعة امدرمان الاسلامية لكنه فوجئ بقبوله في دبلوم محاسبة بجامعة السودان في حين قبول ابن عمه حاصل على نسبة (63%) في بكالوريوس محاسبة جامعة امدرمان الاهلية ، ونادى برفع الظلم عنهم وانصافهم ، ورفضت الطالبة سهام حسن احرزت نسبة نجاح (92%) مواصلة الدراسة في السودان في ظل التخبط والربكة والعشوائية في اتخاذ القرارات والسياسات ، واضافت ان التعليم خط احمر لا يقبل الأخطاء معلنة عدم تقديمها للالتحاق باي كلية مجددا.
فشل وظلم
في سياق ذلك كان ينتظر الكثيرون الجديد الذي يأتي به الوزير ، لكن الصدمة كانت قاتلة جراء ربكة التقديم للجامعات ، وفي تحليله للمشكلة لم يخف الخبير التربوي بوزارة التربية والتعليم دكتور حمدان احمد حمدان أبو عنجة استغرابه لحدوث المشكلة ، وقال لـ»الإنتباهة « ان مسألة القبول لهذا العام فيها عدم عدالة وظلم كبير جدا للطلاب ، ونادى بالعدالة في ان يجد الطالب المتميز وفق المعيار بالنسبة المعروفة الذي تم وضعه ومعروف منذ القدم ، وهو نظام النسبة لجميع المواد الاساسية بالاضافة لثلاث مواد اخرى ، بالتالي الظلم الذي وقع على الطلاب الحاصلين على درجات فوق الـ(90) وبنفس المعيار يعتبر ازمة وخللا في نظام القياس والتقويم التابع لقسم الامتحانات في وزارة التربية والتعليم مما يتطلب معالجات كبيرة وإحضار مختصين لمعرفة السبب.
سياسة مقصودة
ويرى ابوعنجة ، ان تحديد عدد خانات التقديم بعشر فقط لنفاد الخيارات المكتوبة في الكتيب تسببت في تقييد الطالب ، واردف « كان يجب فتح الخانات لعدد فوق الاربعين حتى يتمكن الطالب الذي احرز فوق الـ(90) التقديم في اي جامعة طرفية ، واكد انها سياسة مقصودة لعدم توفر مقاعد كافية وفيها اهدار لمخرجات التعليم بهذا الشكل بالسودان ، وانها أصابت الكثيرين بإحباط وحمل الوزارة المسؤولية كاملة ، وطالب بايجاد معالجات للطلاب من خلال رصد ميزانية لإضافة مقاعد استثنائية بكل الكليات على مستوى الجامعات في السودان وتوزيع كل المتفوقين.
أبذلي مجهوداً
وزير التربية والتعليم للفترة الانتقالية بروفيسور محمد الأمين التوم عندما جلس على مقعد وزارة التربية والتعليم تحدث عن تزوير يتم في نتيجة الشهادة السودانية في عهد الإنقاذ وقد نقل الزميل عبد الباقي جبارة عن مصدر مطلع أن وزارة التربية والتعليم فوجئت بالنتيجة المخزية للشهادة السودانية فلجأت لنظام المعايرة ولكن طبقته بالمقلوب وهو نظام سنوي يبدأ من أسفل لأصحاب الدرجات المتدنية فيرفع نسبة النجاح ولكن لا يؤثر على الدرجات العليا يعني فعلت وزارة الثورة ما كانت تفعله وزارة الإنقاذ ولكن بالمقلوب! ومن ثم فقد اتصلت الزميلة هويدا بوزير التربية والتعليم لحكومة الفترة الانتقالية بروفيسور محمد الأمين التوم ودار بيينا النقاش التالي أنقله كما هو لأنه لم يعطها فرصة للخروج بجملة مكتملة:
هويدا :قلت له نذكرك بحديثك عند استلامك عن تشوهات وتزوير في نتيجة الشهادة السودانية في عهد اٌلإنقاذ؟
الوزير :اتصلي على إدارة الامتحانات لأنك بتكوني عاوزة أرقام.
هويدا: لا أنا ماعاوزة أرقام.
الوزير :بتكوني محتاجة أرقام.
هويدا :لا ،انت عندك تصريح سابق.
الوزير : أيوة عندي تصريح ، ما لو؟ بالمناسبة أنا (الإنتباهة) دي عندي معاها موقف مابختو التصريحات الأنا بقولها .
هويدا : ممكن أرسل ليك تصريحك بعد أصيغو تطلع عليهو حتى أنشروا.
الوزير :دايرة شنو ؟ قولي سؤالك ؟
هويدا :في عدد كبير من الطلاب أحرزوا أكثر من 90% في ظل سنة مليئة بالأحداث والجوائح والكوارث
الوزيرمقاطعا :طيب المشكلة شنو؟
لم يتم قبول أصحاب التسعينات في القبول العام فهل سيصبح التعليم للصفوة والأغنياء مثلما كان قبل الإنقاذ؟هناك حديث عن تطبيق المعايرة ولكن بالمقلوب ،يعني المفروض تتم المعايرة للنسب الدنيا وليس العليا؟
الوزير :غير صحيح ،انتو ما تمشي تسألي الزول الكتب الكلام ده جابوا من وين أنتي كصحفية ما طوالي تنطي للساهل ، أبذلي مجهود !!
لا لا أمشي أسألي الزول الكتب الكلام ده جابو من وين وياتو نوع من المعايرة وبعد ما تعرفي ده أرجعي لي .شكرا؟
هويدا :دقيقة يا بروف أسمعني ممكن ؟
ولم يسمعني لأنه المكالمة أو بمعنى أدق أغلق الهاتف في وجهي؟
لنترك الوزير السابق للتربية والتعليم في حاله، ولكن من يساند الطلاب الفقراء الأذكياء الذين أحرزوا نتائج ونسب نجاح اسعدت وافرحت الجميع من حولهم ولكنها يبدو انها ستتحول لذكريات لديهم فالكليات التي يرغبون في الدخول اليها أصبحت (مشفرة) للأغنياء فمن يمتلك مليار جنيه او 12 الف دولار يتمكن من دراسة الطب أو الكلية التي يرغب فيها ، في ظل بلد تؤسس للأغنياء كي يدرسوا أو يحكموا أو ….
المصدر : الانتباهة