السودان سيطلب من الرئيس الجديد للاتحاد الأفريقي العمل على تشكيل وساطة رباعية للإشراف على المحادثات بين السودان وإثيوبيا ومصر حول ملء وتشغيل سد النهضة.
ويصل إلى الخرطوم غدا الخميس وفد من جمهورية الكنغو الديمقراطية التي تولت رئاسة الاتحاد الأفريقي خلفا لجنوب أفريقيا للتباحث مع الحكومة السودانية حول أنجع السبل لاستئناف المحادثات العالقة حول سد النهضة الاثيوبي.
وكشفت المصادر أن السودان يرى أن الاتحاد الأفريقي تحت رئاسة جنوب أفريقيا فشل في إحداث تقدم في المحادثات حول السد كما أنها فشلت في حمل إثيوبيا على التنسيق مع السودان في المرحلة الأولى لتعبئة السد.
وتأمل الحكومة السودانية أن يتمكن الرئيس فيليكس تشيسيكيدي من إقناع إثيوبيا ومصر بقبول وساطة رباعية تضمن الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إضافة للأمم المتحدة.
وترى الحكومة السودانية ضرورة احراز تقدم سريع في الملف التفاوضي خاصة قبل أن يتم بداية المرحلة الثانية لتعبئة السد في يوليو المقبل بنحو 13.5 مليار متر مكعب.
وفي يوليو 2020 أدى الملء الأول لسد النهضة بنحو 4.9 مليار متر مكعب في خروج محطات الشرب النيلية في الخرطوم عن الخدمة.
ويخشى السودان أن يتسبب الملء الثاني بعد حوالي 5 أشهر في أضرار على سد الروصيرص حال تم ملأه بدون اتفاق مسبق يوفر المعلومات والبيانات للسودان الخاصة بتعبئة سد النهضة وتصريف المياه.
وأعرب وزير الري والموارد المائية ياسر عباس عن أمله أن يكون سد النهضة وسيلة للتعاون الإقليمي بدلا من أن يكون بؤرة للنزاع السياسى بين الدول الثلاث.
وأعرب عباس في تصريحات صحفية عن أمله في أن تفكر السودان ومصر وإثيوبيا بجدية في الفلسفة الأساسية لسد النهضة التي تدعو للتعاون الإقليمي وتوليد الكهرباء من إثيوبيا؛ وزيادة الانتاج الزراعي والأمن الغذائي من السودان؛ والصناعة من مصر.
وبشأن إعلان إثيوبيا ملء سد النهضة في يوليو القادم قال الوزير إنه يشكل تهديداً مباشراً لتشغيل سد الروصيرص وبالتالي كل مشاريع الري ومحطات مياه الشرب والري في النيل الأزرق إلى مدينة عطبرة وما يقارب الــ 20 مليون نسمة مهددون بهذا الملء.
وأضاف “نأمل في التوصل إلى اتفاق قبل الملء الأول باعتباره مهددا خطيرا للأمن القومي السوداني”.
ولفت عباس إلى أن هنالك العديد من التحوطات لمجابهة ملء سد النهضة تتمثل في التحوطات الفنية والدبلوماسية حيث تحرك السودان في هذه الأيام بنشاط كبير لتقوية وساطة الاتحاد الافريقي وإدخال الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وأميركا لكي يلعبوا دور الوسطاء.
وأكد أنهم سيعملون جاهدين هذه الأيام باتصالات دبلوماسية وسياسية مع الكنغو الرئيس القادم للاتحاد الأفريقي من أجل أن تلعب هذه المنظمات كوساطة رباعية في هذا الملف.
المصدر : سودان تربيون