الطيب مصطفى يكتب: حزب الأمة القومي بين ولاية الخرطوم والمرجعية الفكرية

بقلم / الطيب مصطفى

عجبت إذ قرأت تصريحاً لأحدهم يدعى معتز صالح تحدث عن قحت فقال إنها الأحق برئاسة المجلس التشريعي لأنها الكتلة الأكبر!
لم أدهش لصراع وتعارك الوحوش بين مكونات قحت من قبائل اليسار الصغيرة، على السلطة المجانية التي جاءتهم تجرجر أذيالها بلا منافسة انتخابية، يوقنون أنهم، إن خضعوا لها، لن يجنوا منها حتى الحصرم، فقد واتتهم (ليلة القدر) من خلال سرقة الثورة وأتيحت لهم فرصة العمر التي لن تتكرر!
لكن ناطق قحت لم يقل لنا ما هي مكونات قحت التي يتباهى بها ويطلب منحها الرئاسة بعد أن خرج منها حزب الأمة أو جمد نشاطه وانسحب منها المراوغ الأكبر (الحزب الشيوعي) بعد أن لغف منها حتى التخمة؟!
هل تراه يقصد حزب المؤتمر السوداني أم البعث والناصري واللذين لا تملأ عضوية كل منهما ركشة أو (بص الوالي) على أحسن تقدير؟!
إني لأعتقد أن شركاء السلام من حركات اتفاق جوبا فرطوا بسذاجة عجيبة حين وافقوا على منح أحزاب قحت الصفرية تلك المناصب الوزارية العديدة ، لكن المفرط الأكبر كان حزب الأمة الذي كان جديراً لوحده ، على الأقل ، بنصف مقاعد قحت.
أخشى أن (يدقس) حزب الأمة مرة أخرى كما ظل يفعل منذ تكوين الحكومة السابقة التي احتل الشيوعي معظم مقاعدها الوزارية بل ومعظم المناصب العليا والوسيطة في الخدمة المدنية من خلال واجهاته السياسية ومزروعيه في الأحزاب والمكونات اليسارية والعلمانية التي أنشأها، وخشيتي الأكبر تتمثل في تفريط حزب الأمة في منصب والي ولاية الخرطوم التي يقطنها حوالي ثلث سكان السودان ، والتي لا يجوز أن يشغلها أي من أولئك الصغار الذين منحوا أصلاً ما لم يكونوا يطمعون في عشر معشاره!
أكرر أن حزب الأمة ، رغم أنه صاحب الجلد والرأس في كيان قحت الصفري ، ظل يمارس دور (المخدوع والمحقور) بالرغم من أنه ما كان الشيوعيون وأتباعهم في قبيلة اليسار سيكتسبون الشرعية المطلوبة عند انطلاق الثورة وتكوين قحت لولا انضمامه إليهم ، خاصة وأن دوره كان محورياً في الترتيبات السابقة لاعتصام القيادة.
على كل حال ليس غريباً على حزب الأمة أن (يتخم) ويخدع من الحزب الشيوعي ، فقد ظل يكيد لحزب الأمة بل ويرتوي من دماء أنصاره منذ أحداث الجزيرة أبا وودنوباوي التي استشهد فيها
الآلاف تحت وابل من شعارات الويل للرجعية وقصائد القتل والسحل (أن نغرس في الصدر الخنجر.. أن نطلق في الرأس الخنجر.. أن نشنق أن نخنق أن نبتر).
أقال الله عثرة حزب الأمة ، وعجل باستعدال مسيره بتولي آل المهدي قياده ، فكما أنه لا يمكن أن يتصور أحد الحزب الاتحادي الديمقراطي بدون آل الميرغني فإن الأمة سيزوي ويذبل ويطويه النسيان ما لم يقده من يحمل اسم المهدي سيما وأن قاعدته الصلبة تتمحور في طائفة الأنصار ، الركيزة الأساسية وعظم الظهر أو (الشاسي) الذي ينبني ويقوم عليه جسد الحزب.
أقسم بالله يا آل المهدي إني لا أنطلق إلا من حرص على مستقبل ذلك الحزب التاريخي ذي المرجعية الإسلامية التي أنشأها جدكم الأكبر وحرر بها السودان ، والذي اسهم ولا يزال في مسيرة السودان السياسية منذ ما قبل الاستقلال ، ومن شأن المجاملة في حسم مشكلة القيادة ، وبالسرعة المطلوبة ، أن ينهي هذا الحزب الكبير ويدمره تدميراً.
إن على طائفة الأنصار أن تضغط باتجاه تصحيح مسيرة الحزب بحيث يرأسه من يعبر عن مرجعية أنصار الإمام المهدي من آل البيت ، حتى لا يتخطفها الطلقاء والمزروعون من أصحاب الأجندة اليسارية والعلمانية ، فالقاعدة الصلبة في كل حزب هي التي تضع المرجعيات الفكرية وتوجه البوصلة وتحدد الوجهة.
(2)
هل عين الرشيد سعيد ناطقاً
رسمياً للحكومة؟!
دأب السفير والوكيل الأول لوزارة الإعلام والشيوعي (الممكن) الرشيد سعيد ، دأب منذ استقالة الحكومة السابقة ، على التصريح بالنيابة عن الحكومة الجديدة وكان آخر تصريحاته تأكيد وجود اتصالات بإسرائيل (بصورة مباشرة وغير مباشرة)!
على امتداد تاريخ الدول والأمم لم نشهد وكيل وزارة ناطقاً باسم الحكومة ، سيما بعد تعيين وزير الإعلام المفترض أن يشغل منصب الناطق الرسمي!
وكيل الوزارة في كل الدنيا هو التنفيذي الأول ولا يباشر عملاً سياسياً إلا في عهد حكومة القحط والجوع والعجائب!
لا تستغربوا.. لأن حمدوك الغائب لا يدري ، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
لست أدري من الأولى بالمغادرة : وزير الإعلام السابق فيصل محمد صالح أم رشيد سعيد الذي لا يزال يحتل مناصب كبرى بالإضافة إلى اللجان التي يرتع فيها بالرغم من أن حزبه طلق قحت بل طلق الحكومة التي أعلن معارضتها رغم أنه يقودها من خلال الواجهات؟!

المصدر : الانتباهة

Exit mobile version