عندما وقف ابراهيم الماظ على منصة منبر البطانة الحر صفق له الحضور تصفيقا حارا، وحكى عن انه نشأ في منطقة البطانة ولم يحس انه غريب بينهم، بل بادلوه الحب والاحترام ، ذرف الدموع وقال لهم ” انتوا احتضنتوني ولم اشعر باني لا انتمي للمنطقة ” ، وبكي معه بعض الحضور .
قال ان حركة العدل والمساواة تردد ان عملية الذراع الطويل لو سلكت طريق البطانه كان سيُكتب لها النجاح ، لكنها الاقدار .
تهميش واستخفاف:
اجتمع قيادات البطانه والادارات الاهلية بمنبر البطانة الحر أمس، لمناقشة قضاياهم ، وكما قالوا لـ(النقاط على الحروف) ، وسجل ممثلو الاحزاب وحركات الكفاح المسلح حضورا كبيرا .
عضو مجلس الشركاء ورئيس مسار الوسط التوم هجو اشارالى انه احد اعضاء منبر البطانة الحر ، مؤكدا اهمية ان يلتف الناس حول منبر موحد للمطالبة بحقوقهم بالطرق السلمية ، وقال انتهى عهد التنظير وعهد الاحزاب الحالية الا ان تبني نفسها من جديد ، معلنا زهده عن تولي رئاسة مسار الوسط ، وقال انه مستعد للتنازل عن منصبه لمن يتم اختياره خلفا له، موضحا ان المسار لم يتفاوض في منبر جوبا باسم قبيلة اوجهة معينة وكان المسار الوحيد الذي وُلد (قيصريا) ،لانه وجد معارضة من اعضاء بالجهة الثورية .
هجو قال ان المرحلة القادمة من عمر السودان خطرة جدا ، وهي قضية وطن يكون او لا يكون ، مشيرا الا الازمة التي تعانيها البلاد الان من انعدام الخبز والوقود سببها ازمة قيادة وانه لا بد من مشروع جديد ملؤه الشفافية والوضوح ، وقال (البلد دي ماشارع الستين او السبعين ، والدين ليس دين للكيزان ، واضاف الحكومة الحالية هي آخر طلقة وآخر جندي واذا فشل فيوجد خياران إما ان يرجع الحق لاهله وتدعى لحكومة وطنية يتشاور فيها اهل البلاد وتدعو لانتخابات او الطوفان ) مشيرا الى انه لا مجال لانقلاب ، لكن ستنهار الدولة وسيحمل المواطنون السلاح باسم القبيلة ، قاطعا بأن هذا الامر اسوأ مايحدث لاهل السودان .
ووصف مايحدث لابناء الوسط بالتهميش والاستخفاف ، معتبرا ان منح مسار الوسط (10)% فقط بمنبر سلام جوبا قليل جدا، وتساءل لماذا تم استبعادهم من التمثيل بمجلسي السيادي والوزراء ؟ وقال تم منحنا (صفرا) في الثروة وتم منح دارفور 40% ، مستدركا: لكن ابناء دارفور يستحقون هذه النسبة لانهم عانوا خلال العهد البائد .
وقال يجب ان يكون الوالي القادم من ابناء منطقة البطانة ، واضاف: نحن ضد اي وال يتم فرضه على المواطنين ونرفض تعيين وال من الخرطوم ، منوها الى ان الوسط ظل مهمشا ومظلوما وغير معترف به رغم انه يمد السودان بالثروة ، وقال ابناؤه اما هاجروا او انهم يبيعون (المناديل ) بشوارع الخرطوم ، معتبرا ان منبر البطانة يمثل ابناء المنطقة وليس وافدين او تم (شحنهم) بالعربات من مناطق اخرى ..
اغلاق الطرق :
عضو منبر البطانة الحر المهندس عمر علي قال ان منطقة البطانة تعاني من التهميش منذ الاستقلال اما بجهل او سوء نيه ، مشيرا الى انه لم يحكمها ابناء المنطقة رغم ان بها 4 ملايين نسمة وهي اغني المناطق ، الا انها حصدت (صفرا) في التنمية ، وقال ابسط احتياجات المواطن غير متوفرة ، مشيرا الي تجاهل مطلب اهل المنطقة بتشييد طريق قومي الخرطوم حلفا ، وارجع عدم تشييده لانه لا يوجد تمثيل لابنائها بالحكومة ، وقال “انتهى عهد حمل الاوراق للمطالبة بابسط حقوقنا وهذه المنطقة سيحكمها ابناؤها ” ، وطالب بتمثيلهم بمجلسي السيادة وشركاء الحكم ، وقال اذا لم تتم الاستجابة لمطالبنا سنغلق طرق البطانة من شرق النيل وحتى عطبرة ، واضاف الذين اغلقوا الطرق في ولايات اخرى ليسوا افضل منا ” ، مشيرا الى رفضهم مسار الشرق ، لكنهم فضلوا الانضمام الي كيانات اخرى بالشرق .
من جانبه قال مؤسس منبر البطانة سعيد السيد ان المنبر هو كيان شعبي مطلبي قوامه القوى الحية من مجتمع البطانة دون تمييز ، موضحا انه تشكل للتعبير عن قضايا البطانة في وطن يتشاركة الجميع وينشر السلام الاجتماعي والحريات والعدالة الاجتماعية ويعمل لذلك مع بقية مكونات السودان .
مشيرا الى انه يهدف الى رفع التهميش الذي طال المنطقة منذ الاستقلال ، والتمييز الايجابي لبعض شرائح المجتمع في البطانة خاصة المرأة والطفل ، بالاضافة الى التعبير عن قضايا المنطقة والمطالبة بحقوقها
المصدر : السوداني