العيكورة يكتب: في حالة كده من الجهجة و المضايرا

بقلم/ صبري محمد علي (العيكورة)

قبيل تشكيك الحكومة الجديدة بساعات اصدر السيد حمدوك قرار تأسيس الشركة الحكومية القابضة لاستثمار الاموال المستردة في خطوة (مضايرا) متعجلة لاخراج تلك الاموال عن ولاية وزارة المالية مستبقاً استلام الوزير الجديد الدكتور جبريل ابراهيم ، و يعد اعلان الحكومة وقبيل ادائها القسم اندلعت اعمال سلب وحرق للاسواق ومحاصرة مكاتب بعض الولاة والمعتمدين كما حدث بثلاثه من ولايات دارفور والنيل الابيض والقضارف وبورتسودان وبعض احياء الخرطوم سماها بعض المراقبين (بثورة الجياع) ، ولاة تلك الولايات الملتهبه منهم من سارع بإتهام فلول النظام البائد بتنظيم تلك الاحتجاجات وبعضهم من اكتفى بجملة (جهات أخري) دون ان يسميها وبعضهم اتهم معارضين لاتفاق سلام (جوبا) بالوقوف خلف الاحتجاجات في اشارة مبطنة للحركات الغير موقعة دون ان يسميها ايضاً .
لجنة ازالة التمكين تطالب بالقبض على ناشطي النظام السابق وتوجه الجهات المختصة بالولايات باخذ القرار موضع التنفيذ ! كل هذه المتغيرات المتسارعة حدثت بسرعة دراماتيكية خلال يومين فقط قبيل وبعد تشكيل الحكومة فالى اين يسير السودان وما المقصود من هذه الخطوات وهل هى مرحلة ما قبل الحريق الذى يسعى له اليساريون ؟ ام انها خطوة متعجلة لتقف في وجه (نفس) المصالحة الوطنية التى نادت بها الجبهة الثورية لاسكات الشارع الملتهب عبر اشاعة الضغائن والغبن بان فلول النظام هم من يحركونه ، أم هى خطوة متعمدة قصد منها الهاء وزارة المالية وحركة العدل والمساواة بعدم التوقف طويلاً عند (موضوع) الشركة الحكومية القابضة التى ستكون خارج ولايتها ! أم أن اقحام لجنة ازالة التمكين بقرارها بالقبض على منسوبي النظام السابق (كده) على عموم اللفظ وبلا جريرة سوي الانتماء ، قصد منه إبعاد الانظار عن ما ينتظر (او يفترض) ان يتم بينها وبين وزارة المالية بخصوص استلام و حصر ما تم استرداده من الاموال وكيف يتم ادارتها حالياً و تجميل وتسويق الهدف من قرار الانشاء لتقف حائلاً بين وزارة المالية ولجنة ازالة التمكين وتحت رئاسة رئيس الوزراء شخصياً كونه الجهة التى ستعين رئيسها التنفيذى و مجلس ادارتها وما وزارة المالية الا سيحق لها التمثل بعضو واحد في مجلس ادارتها بحسب قرار الانشاء .
اظن كل ما سبق مرده لحالة التوجس وعدم الثقة بين الشركاء الجدد و الحكومة و لاحاطة انشوطة الفشل حول عنق هذه الحكومة و (برأيي) أن ما تعانيه هذه الحكومة حالياً ماهى الا فرفرة مذبوح وإلا فما علاقة انعدام الخبز والمحروقات بفلول النظام السابق ولماذا كل هذا الوجل من وزير المالية الجديد حتى يستقبلونه بشركة تحول بينه وبين ولايته على المال العام ؟ يقيناً هى حالة من (مضايرة) السوءات واخفاء السرقات والتلاعب بالاموال المستردة وما حملة الاعتقالات التى اطلقتها الحكومة مؤخراً الا بعضاً من الغبار لاخفاء حقيقة الوضع المأزوم للدولة .

قبل ما أنسي : ــــ
ما الذي يدعو طالب او طالبة ثانوي أن يجري حاملاً كرتونة مكرونة او كيس سكر او دقيق من متجر تعرض للنهب لولا الجوع ؟ وهل يدرك الجوع في أي بطن عشعش ؟ فعلى الحكومة ان تركز جهدها في السبب وتترك العَرَض ولا تشغل الشعب بأسطوانة (الكيزان) المشروخة فتلك بضاعة كسدت وبارت .

المصدر : الانتباهة

Exit mobile version