الطيب مصطفى يكتب: لجنة تسيير المحامين.. قبل الهروب الكبير!
بقلم / الطيب مصطفى
أجد حرجاً في ان اكتب على الورق او الاسافير ذلك المثل الشعبي الساخر ولذلك استعيض عنه بعبارة *(الخاتنة غير المختونة)* التي اعني بها: لجنة ازالة التمكين التي تصر على مواصلة شن الحرب على نفسها وعلى حاضنتها السياسية قحت، كما تصر على تلطيخ سمعة السودان من خلال ارتكاب جليطة اشنع وافظع من كثير من جرائمها السابقة ، فما اغبى تلك اللجنة وما أجهلها؟!
قبل ان اشرح ما اقدمت عليه لجنة ازالة التمكين من جريمة نكراء شوهت بها وجه الحزب الشيوعي وبقية اتباعه من القحاتة أذكُر بعاصفة الغضب الهادر التي اجتاحت معظم مدن وولايات السودان ضد قحت وحكومتها العاجزة جراء المظالم التي اقترفتها اللجنة التي جسدت صحة الحكمة العابرة لآفاق الزمان والمكان (عدو عاقل خير من صديق جاهل) فقد انجزوا لمعارضة الحكم القحتي البغيض ما لم يكن باستطاعتها انجازه لو صرفت المليارات وبذلت المهج والارواح، حيث فجرت لجنة ازالة التمكين ثورة القبائل ضد حكومة قحت وكل مكوناتها دفعة واحدة، لا فرق بين الحزب الشيوعي او المؤتمر السوداني او بقية احزاب الفكة اليسارية ثم اكملوا مهمة (التدمير الذاتي) من خلال حملة تجويع الشعب والحرب على دينه وقرآنه مما جرد قحت وحكومتها من كل سند شعبي، ولم يتبق لها غير ان توارى الثرى ويفر حكام السودان (الاجانب) الى الدول التي منحتهم جنسياتها وانتدبتهم للمهام التي جاؤوا من مهاجرهم من اجل انفاذها.
كنا نتوقع من حكومة حمدوك وقحاتته كل شيء بعد ان رأينا منهم العجائب والغرائب، ولكن لم نكن نتصور ان يبلغ غباءهم ان تدون لجنة التمكين وابنتها (لجنة تسيير المحامين) بلاغات ضد اللجنة الشرعية للمحامين بل ضد من يحظون بحصانة اقليمية ودولية فقد تفتقت عبقرية البصيرة ام حمد ولجنة تسيير المحامين الشيوعية عن فتح بلاغات كيدية واصدار اوامر بالقبض على قيادة الاتحاد الشرعي للمحامين المكونة من عشرين محامياً يتقدمهم رئيس الاتحاد مولانا المبجل عثمان الشريف!
عمدت الخاتنة غير المختونة بالتنسيق مع ذلك الكيان الهلامي الذي انشأته من العدم والذي أخذ اسم (لجنة تسيير المحامين)، وهي لجنة غير شرعية كونتها لجنة ازالة التمكين غير الشرعية، لجأتا الى طبخ قصة رفع دعاوى ضد اتحاد المحامين في تناس غريب وتجاهل بليد لحقيقة انهما لجنتان مسيستان كما انهما ليستا منتخبتين وبالتالي ليستا شرعيتين وان اتحاد المحامين الذي تتحرشان به كيان شرعي لا يكتسب شرعيته فقط من الداخل الذي انتخبه، انما من الاتحادات الاقليمية مثل اتحاد المحامين العرب واتحاد المحامين الافارقة اللذين لم يكتفيا بشجب حل اتحاد المحامين السودانيين ومصادرة مقاره بقوة السلاح
انما جمدا عضوية السودان في الاتحادين العربي والافريقي بل وقررا حرمان السودان من المشاركة في اي نشاط مستقبلي للاتحادين القاريين سيما وان رئيس الاتحاد السوداني عثمان الشريف يشغل منصب مساعد الامين العام لاتحاد المحامين العرب.
لم ادهش لتصرف الاعضاء الشيوعيين في لجنة تسيير المحامين فهؤلاء غير مؤاخذين، انما من مسايرة بعض من كنا نحترمهم ونجل علمهم الذي ظننا انه سيعصمهم من الانزلاق في هوة التسييس والتشفي ومن تخريب سمعتهم المهنية، ومن هؤلاء اذكر، على سبيل المثال، الطيب العباسي الذي اعجب ان يدنس شرف وإرث الاباء والاجداد لقاء ما لا يحتاجه بقدر ما يحتاج الى مواقف يحفرها في جدار التاريخ واضابيره التي لا تنسى ولا تغفر.
الغريب في الامر أن هؤلاء من اللجنتين، والذين لا يرون ابعد من ارنبات انوفهم لا يتعظون من اخطاء سابقة خيضت من قبل ضد اتحاد الصحفيين السودانيين من خلال لجنة لقيطة انشأتها من العدم ذات اللجنة الظالمة (ازالة التمكين)، واقترفوا ذات الجرائم التي استهدفت اتحاد المحامين وتسببوا في تشويه سمعتهم وتلقوا ادانات قارية ودولية، ولم يعترف بهم احد من العالمين، سيما وان نقيب الصحفيين السودانيين الاستاذ الصادق الرزيقي يحظى بمكانة واعتراف دولي ويرأس ويشارك في قيادة عدد من الاتحادات الصحفية الاقليمية والدولية.
فماذا جنوا وماذا جنى السودان غير ادانات من اهم الاتحادات القارية والدولية التي تعنى بقضايا الحريات وحقوق الانسان؟!
كما ادينوا جراء تعديهم على اتحاد الصحفيين سيدانون الان وهم يتربصون بقيادة الاتحاد الشرعي للمحامين، من لجان ومجالس حقوق الانسان، فلينتظروا فانا منتظرون!
الغريب في امر بلادنا التي يتولى امرها رجال عديمو الخبرة ومجردون من الاحساس بالمسؤولية تجاه وطنهم المنكوب بهم وبجرائمهم في حقه انهم يعينون اناساً جهلة في مواقع رفيعة تقتضي حكمة وبعد نظر ثم بعد ان يمكنوهم من رقاب الناس لا يراقبون اداءهم او يناصحوهم او يحاسبوهم حتى لا يسيؤوا الى بلادهم، فمن هو بالله عليكم وجدي صالح او صلاح مناع او الصغير ودالفكي لكي يترك لهم الحبل على الغارب ليعبثوا بسمعة السودان، بل بشعارات الحرية والعدالة التي مرمطوها ومرغوا انفها في التراب؟!
لكن من نلوم ؟ هل نلوم حمدوك الذي لا اجد افضل من عبارة (كريم ادى غشيم) للتعبير عن حاله؟!
فوضى ضاربة الاطناب، ورب الكعبة، تسود مختلف جوانب حياتنا وجوع وفقر وانعدام امن وحرب على القيم والاخلاق والهوية ولا احد يدري ما اليه نساق، فلا حول ولا قوة الا بالله.
ماذا دهى السودان ايها الناس حتى امتطاه الشيطان الرجيم وجعل منه اضحوكة تتسلى بغرائبها وعجائبها شعوب العالم؟!
اختم لاقول ان ما اقترفته لجنة ازالة التمكين ولجنة تسيير المحامين الشيوعية يحتاج الى نظر ثاقب، وإني لأحذر من المآلات الكارثية التي ستترتب على افعال هؤلاء الحاقدين، فهلا تصدى لهم من يحولون بينهم وبين اشعال حريق كبير في ثوب السودان يفقد السودان جراءه الكثير، سيما وان عمر لجنة ازالة التمكين يعد على اصابع اليد، واهم من ذلك فان الهجمة المرتدة ستكون عاصفة سيما وقد آن اوان التصحيح وعودة المحكمة الدستورية والهروب الكبير!!!
المصدر : الانتباهة