المقالات

العيكورة يكتب: اول ليالي الدهشة و القلق بالخرطوم (فولكر بيرتس)

بقلم/ صبري محمد علي (العيكورة)

أظن بوصول ممثل الامين العام للامم المتحدة للخرطوم المبعوث (فولكر بيرتس) قد تنفس السيد حمدوك الصعداء حتى يقدم تقريره للعالم عبر المبعوث الاممي عن الحكومة القادمة وينهي حالة التشاكس المفتعلة طيلة الشهور الماضية حتي لا يلومن لائم أممي حمدوك عن (قوة رأس) الحكومة التى سيتعامل معها المبعوث الاممي . ظل شركاء الحكم ومنذ التوقيع النهائي وحفلة (ندي القلعة) ظلوا فى جمود وتشاكس بفعل فاعل علمه من علمه وجهله من جهله وهو افتعال المزيد من التلكؤ ريثما يصل السيد (فولكر) الخرطوم حتى إذا ما حدث أي تباين أو نشاذ من وزراء الثورية لاحقاً يقولون له (يا ريس براك شُفت) . لا أظن هناك شخص سعيد بالسودان قاطبة كسعادة السيد حمدوك ليلة البارحة فعلى الاقل فى نظر المجتمع الدولي انه (سوبرمان السودان)
حملت الانباء أن الضيف (العزيز) سيباشر مهامه بعد إنقضاء فترة الحجر الصحي وأظن مثل هذه الاقاويل ما هي الا محاولة لابعاد عيون الاعلام عن الرجل حتى ينفرد به حمدوك وخاصته وحقيقة لا أستبعد أن يكون قد تناول عشاءه ليلة أمس مع (شلّة) المزرعة هذا إن لم يكن قد تناول غداءه بأمواج أو (الروابي بيتش) وسط زفة أمنيه لا يُعلم باطنها من ظاهرها . نعم وصل الرجل وما زالت الحكومة لم تتشكل وتهديد البرهان بتشكيل حكومة طوارئ ما زال مطروحاً كأحد الخيارات والشارع مُحبط حدّ التذمر من حكومة حمدوك ومن سيأتي بعده والكل يراهن على ان الخلاص بيد الجيش فما العمل ؟ (برأيي) أمامنا يوم واحد يفصلنا عن الرابع من فبراير اليوم الموعود من مجلس شركاء الفترة الانتقالية لاعلان الحكومة وكل السيناريوهات تبقى مفتوحه فهل يتعقل الساسة ويشكلوا حكومتهم أم سينفذ الجيش تهديده ؟
لا يساورني شك أن السيد (فولكر) سيصاب بالدهشة والذهول عندما يري شواهق الابراج والعمارات والمباني الحكومية والحدائق والاسواق والفنادق والجامعات والسكة حديد و(العجب كان ضرب كوارع) فحتماً لن يصدق عينيه أن هذا هو السودان القاصر عن سن الرشد السياسي ، المفتري عليه بهذا الجمال والشموخ ! قد يتساءل ولماذا أتوا به الى ارض الانهار والاراضي الخصبة والنفط والتاريخ ؟ ستنازعه نفسه ولكنه سيظل صامتاً قد يشير الى (كوم) قمامة هنا وهناك ممتعضاً ولكنه حتما سيخفى عنا حسرته كيف لوطن جميل كهذا يُباع و يقدم هدية تحت مسمي الوصاية ! . السيد فولكر قد يذهل إذا زار كلية القانون وتفحص قائمة الشرف فحتماً سيمط شفتاه ممتعضاً ، كل هؤلاء عجزوا عن وضع دستور لهذا البلد؟ وكيف له إن تعرف على سيرة مكتشف النظريات البيطرية البروف الراحل النذير دفع الله التى تدرس فى جميع أنحاء العالم و ماذا هو قائل عن محجوب عبيد والفيزياء وعلم الفضاء ! نعم هذا نموذج من أغبياء السودان الذين طالب حمدوك (البارك) بإنتشالهم من الجهل .
بالطبع يعلم االسيد فولكر انما هو (موظف) و يهمه الراتب والمخصصات واكل عيشه وهذا من حقه
ولكن ما يجب أن ندركه نحن أبناء هذا الوطن ان الكلمة الاخيره هي لنا وأن إمهال المغادرة والطرد هو عرف دبلوماسي متعارف عليه وأن كل واقع يمكن أن يتغير و(بجرّة قلم) . لا نقول أن الضيف الكريم سيتعرض للخطر كلا وحاشا فلم يعرف عن أهل السودان الا مكارم الاخلاق واكرام الضيف والشجاعة و لكن حتماً سيصله صوت الشعب الصامت . وكما أسدينا النصيحة للسيد (فولكر) فى مقال الامس أن لا (يرُص) ملابسه بالدولاب وأن يبقيها داخل شنطته فقد لا تطول إقامته فى أرض السُمر وقلنا عليه أن يعلم أن الحكومة التى طالبت بالوصاية المعيبة ستذهب خلال الساعات القادمة وسيأتى آخرين وقد لا يكونوا امثالهم . أما الجيش والجيش عادة لا يكثر الحديث فقد قال كلمته منذ توقيع الطلب المعيب .
نصيحتى للسيد (فولكر) أن يطلب تأجيل المهمة حتى تستوي سفينة السودان على جودي التوافق وتتشكل الحكومة وليطمئن اولاً إن كان هو شخصاً مرغوباً فيه أم لا .
السيد حمدوك عندما (فعل فعلته التى فعل) لم يستشر حتى وزيرة خارجيته يومها حتى تسرب الخطاب المعيب وافتضح امره وامر مهمة التى جاء من أجلها وهى بيع الوطن دون إستفتاء أهله و(برأيي) من الان فصاعداً فيجب أن نسمي الاشياء بمسمياتها مع بشريات (وزنة) الحكومة القادمة ويجب أن نقول لمن خان خنت ولمن باع بعت ولمن سرق سرقت ولمن تخابر خُنت فلا مجال لانصاف الكلمات والجمل الرمادية فنحن أمام مفترق طرق نكون او لا نكون .
قبل ما أنسي : ـــ
أغلقوا مطار الخرطوم قبيل إعلان الحكومة الجديدة حتى لا يهرب بعض سائقى التكاسي ما إمكن يكونوا شايلين حاجة كده واللا كده لا سمح الله وكمان برضو عشان ما ينسوا المفاتيح هنا وينكروا سواقة التكاسي حطب واللا شنو يا جماعة ؟ و يرجعوا لينا بدلنا وكرافتاتنا بالمرة ويرجعوا زي ما جونا

المصدر : الانتباهة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى