المقالات

العيكورة يكتب: مناوي بين لالوب الثعلب وفوبيا الاسلاميين

بقلم/ صبري محمد علي (العيكورة)

السيد مني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان احدي فصائل الجبهة الثورية الموقعة على سلام (جوبا) كتب مقالاً لصحيفة (سودان تربيون) اطلعتُ عليه عبر الوسائط المقال استند على القصص الرمزية تشير الى ان ثعلب قتل نعامة ولبس ريشها واصبحت هيئته غريبة على مجتمع الغابة وادعي عليهم الملك والرئاسة فكان له ما اراد حتى إنكشف امره وعاد لحجمه الطبيعي بسبب (لالوب) أسقطته الرياح عليه من شجرة هجليج كان يستظل بظلها فسال لعابه للالوب الذى هو من احب الثمار للثعالب بحسب الكاتب . يقول السيد مناوي أن الحرية والتغيير هى ذاك الثعلب وقد اكتشفهم الاسلاميون كما كشف القنفذ الذى تصادف مروره كذبه الثعلب و شاهد حكاية (مصّ اللالوب) .
لم تستوقفني القصة الرمزية كثيراً فهى كقصص الف ليلة وليلة ولكن ما أثار إستغرابي هو حجم (البعبع) الذى يسيطر على المشهد السياسي من الاسلامين رغم أنهم خارج مراكز إتخاذ القرار ويعلم جيداً السيد (مناوي) أن قادتهم بالسجون فمتي يلتفت السيد مناوي وغيره الى المهام الجسيمة التى تنتظرهم لبناء الدولة المنهارة ! يقول السيد أركو مناوي أن فئة صغيرة من الحرية والتغيير تدير حواراً خفياً للمصالحة مع الاسلاميين ومنهم قادة من غير أن يسميهم مطالباً أن يكون الحوار علنياً و شاملاً وطالب الحرية والتغيير أن تخرج بمثل هذه اللقاءات الى الهواء الطلق بحسب تعبيره مُطالباً الحكومة (لعله يقصد القادمة) ان تتبني مصالحات وطنية لتكون بمثابة مؤتمر تتسامح فيه مكونات السودانيين بطرح قضاياهم بحرية وكأنه أراد أن يقول بدل (الدسديس ده) . وفى الختام طالب مناوي الحكومة الافصاح عن حجم الأرصدة التى تم العثور عليها من الممتلكات المسروقة واوجه توزيعها او صرفها (أنتظر معاي عزيزي القارئ أشرب مويه وأرجع ليك) !
السيد مناوي يطالب حكومة الحرية و التغيير ان تفصح عن الاموال المسروقة (طبعاً) من النظام السابق (طيب) هل سمع مناوي بمحكمة واحدة عقدت و أثبتت هذه السرقات؟ وهل إستطاعت الحكومة إثبات ان هناك سرقة مكتملة الأركان وقدمتها للعدالة و للرأي العام ؟ أم ان السيد مناوي يعتمد على مؤتمرات لجنة إزالة التمكين ! حسناً دعونا نعود للشق الثاني من مطالبة السيد مناوي للحكومة وهى الافصاح عن أوجه توزيع تلك المسروقات أو صرفها مما يفهم منه أن (الجماعة) كانوا يوزعون الغنائم (ساااي) و أن السيد مناوي وكأنه (عاوز يعرف حقو وين) اليس كذلك ؟ أظن أوجه الصرف كلها بوزارة المالية أتذكرون (فرمالة) لجنة إزالة التمكين فى ختام كل مؤتمر بجملتها الحصرية (وقد آلت جميع الاموال المستردة لوزارة المالية) وبإمكان السيد مناوي أن يسأل (العنبة) بوزارة المالية عن تلك الاموال .
حقيقة تمنيت لو أن السيد مناوي قد نآي بنفسه عن مثل هذه المقالات و التصريحات وترك الامر للمتحدث الاعلامي لحركته على الاقل ان يترك مساحة للتراجع إن أخطا متحدثه وأن يحتفظ لنفسه بخانة القائد داخل حركته الذى يملك كلمة الفصل الاخيرة التى لا جدال بعدها وليترك أمر الاجتماعات (التحت تحت) لتتابعها أجهزته الاستخباراتية و مكتب الحركة السياسي . وأظن هناك تنسيق قد تم لتوحيد المواقف بين حركة السيد مناوي وحزب المؤتمر السوداني برئاسة السيد عمر الدقير (بتاع) حُمي النفاس الثوري ! لذا هُناك ملفات مهمة تنتظر السيد مناوي أهم من الحديث عن (شلّة) صغيره داخل الحرية والتغيير (توسوس) هُنا وهُناك مع الاسلاميين ! (برأيي) هذه قضايا إنصرافيه يجب ان لا ينزلق اليها السيد مناوي .

قبل ما أنسي : ــــ
يا جماعة شوفوا شغلكم فى أمر الدولة و أتركوا الاسلاميين ما تركوكم و خليكم من فلان قال وعلان قال و ونسة (وريق الخدرة دي) الحاجات دي ما بتقدم البلد . فما معقول كلما تهامس اثنين قال ثالثهما انهم يتفاوضون مع الاسلاميين ! صدقوني الاسلاميين غير معنيين بكل الذى يدور ولا ينتظرون الصدقات من أحد ولا يهمهم سوي وحدة وسلامة الوطن وقد قالوها مراراً و هم وحدهم من يُقرر ماذا يفعلون ومتي يفعلون وكيف يفعلون . عشان كده خلونا داخل إطار قصة الثعلب واللالوب نكررها حتى يغالبنا النعاس . و الكلام الما بتقدرو عليهو ما تهبشوه .

المصدر : الانتباهة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى