بقلم / الطيب مصطفى
ويغادرنا سيئ الذكر السفير البريطاني الاستعماري عرفان صديق بعد ان سحبته بلاده بناءً على طلبه فالحمد لله الذي اذهب عنا الأذى وعافانا!
يغادرنا غير مأسوف عليه، فقد جثم الرجل على صدر بلادنا كما تجثم الدمامل السرطانية على جسد منهك هده حكم من جاؤوه من وراء البحار فخربوا عليه دينه ودنياه.
يغادرنا بعد ان ظن أنه الحاكم العام للسودان فصال وجال في ارجاء بلادنا بل في مكتب رئيس الوزراء ، يصدر له التعليمات ويوجهه كيفما وحيثما اراد بعد ان فتح حمدوك بلادنا لكل طامع حتى ظنها اولئك الاستعماريون كلأً مباحاً يحق لهم أن يرتعوا فيه كما يشاؤون بدون ان يخشوا مساءلة من احد بعد ان غاب الحماة والرماة وحل محلهم الذين لا يدركون معنى للعزة او الكرامة او السيادة. وهل تتوقع ممن اراق كل ماء وجهه وهو في ريعان الشباب توسلاً وانكساراً من اجل الحصول على جنسية اجنبية تقيه قيم وتقاليد و(حَر) بلد الاباء والاجداد التي رزئت بكثير من امثاله الذين جيء بهم ليحتلوا مواقع خطيرة في هرم السلطة التنفيذية بالرغم من انهم لم يكتبوا وسماً واحداً يمجد ثورة السودان وثواره المخدوعين، بينما يقبع د.محمد علي الجزولي، اخر سجين يخرج من سجن الانقاذ، يقبع اليوم في سجن الثورة التي اختطفت بتآمر ومكر تزول منه الجبال؟! يحمد لعرفان انه اعترف بدوره في اشعال لهيب الثورة منذ مرحلة ميدان الاعتصام وبتدخلاته السافرة في الشأن السوداني وخروجه على الاعراف الدبلوماسية، مما جعلنا وغيرنا نشن عليه هجوماً متواصلاً طوال فترة عمله السيئة في بلادنا المأزومة.
ما غادرنا عرفان الذي يحمل اسم مسلمين وهو من الاسلام براء بعد ان استدبر بل واحتقر آيات الولاء والبراء وبات خادماً لدولته الصليبية التي ظلت شوكة في حلق الاسلام والمسلمين والتي استخدمته بثمن بخس للكيد لامة الاسلام وشعوبها، واذا كان ما اقترف في حق العراق المدمر والنازف حتى اليوم ابان فترة عمله فيه شاهداً على أفعاله فان ما ارتكب من جرم وهو يستقدم بعثة الوصاية الدولية للسودان عبر حمدوك يقف شاهداً اخر سيجلل وجهه وسيرته بالخزي والعار!
اقول لعرفان ونحن نشيعه باللعنات : *اخرج لتراث وهوية ابائك واجدادك ، ان شاء الله قشاية ما تعتر لك!*
(2)
يا والي الخرطوم !!!
وقال والي الخرطوم ايمن نمر في مؤتمر صحفي : *(الذين نالوا الوظائف في الولاية دون شهادات عبر التمكين سيصرخون قريباً)!*
لكن نمر الممكّن بمنصب والي عاصمة السودان بالرغم من انه لا يستحق وظيفة مدير مكتب الوالي، او بالاحرى، ليس جديراً باكثر من وظيفة في مدخل الخدمة المدنية ، لكن الرجل لم يقل لنا ماهي مؤهلاته التي نعلمها منذ ان في وظيفة صغيرة في شركة زيوت ؟!
على كل حال، ماذا تتوقعون ايها القراء من احزاب سطت على السلطة بالرغم من ان مجموع عضوية عدد منها لا يتجاوز العشرة والعشرين شخصاً؟!
من اين يأتون بالكفاءات والخبرات التي تدير البلاد؟!
لذلك سيضطرون الى تعيين هؤلاء سيما وان القضية بالنسبة لهم مجرد اكل عيش قبل ان تأتي الانتخابات وتعيدهم الى المجهول الذي جاؤوا منه!
ان ما حدث في بلادنا ايها الناس حالة جنون لا يصلح للتعبير عنها غير *(كريم ادى غشيم)* او *(قام من نومو لقى كومو)*
لذلك لا غرو ان يعينوا ويمكنوا امثال ودالفكي وعشة في المجلس السيادي او اكرم واسماء ومفرح في مجلس الوزراء وغيرهم في الخدمة المدنية!
بالله الا تخجل عندما تتذكر انك احتللت موقعاً كان يشغله د.المتعافي ود.عبدالرحمن الخضر ؟!
خلينا من الكباري والمنشآت التي أقاموها والتي لا تعلم او حتى تتخيل كيفية انشائها ، كدي شوف لينا مشكلة القذارة والاوساخ التي تغرق فيها الخرطوم التي يقطنها ثلث سكان السودان.
اخيراً بالله عليك وانت تنطق : (سيصرخون قريباً) دي مش كان احسن تتبعها بعبارة (ان شاء الله) حتى لا تصرخ انت الذي بدأ عويلك وعويل كل القحاتة منذ اول امس خوفاً وفرقاً من هدير الشعب الذي اخذ صوته يتعالى ويطالبكم بالرحيل؟!
المصدر : الانتباهة