المقالات

(العيكورة) يكتب: لو ما جدها ود العقاب كان نتكلم

بقلم/ صبري محمد علي (العيكورة)

كانت الكلمة المُرتجلة البسيطة للفريق أول عبد الفتاح البرهان من داخل (راكوبة) الشرف والكرامة بحدودنا الشرقية يوم ذاك رغم بساطتها فى المفردات إلا أنها كانت كافية ورساله صريحة للداخل والخارج من داخل تلك (العريشة) تداولتها الاسافير وهرعت وكالات الانباء والمحللين يقلبون صفحات التاريخ ليقرأوا عن الفشقة الكبري والصغري وعن ترسيم الحدود وعن العام ١٩٠٢م وعن (الحاج) مستر قوين . فكما نزلت كلمة البرهان برداً وسلاماً على الشعب السوداني وارتفع من خلالها رصيد الرجل الزاهد فى السُلطه فكذلك كانت علقماً على آخرين من فلول اليسار المذهول حدّ البلاهة من تلك الكلمة . أعتقد أن البرهان قد أعاد القرار الوطني للسودان وبقوة بعد أن كاد أن يُضيع هدرا بين الدول المتربصة بوحدته . ومما كان سيُسهل المهمة ان من هم داخل السلطة سيكونون الطرف الاخر من (التلفون) كما فى بعض المصادر فلم يعُد للوطن أمن قومي مستور بعد (حوامة) السفراء و(قعاد البنابر) وأعتقد أن كلمة البرهان كانت هى مجرد (زئير) فى غابة الفوضي أن أنتبهوا أيها الناس فعيوننا مفتوحة .
حاول الجانب الاثيوبي أن يطرق على وتر حرب السودان بالوكالة عن الجانب المصري فى إشارة لخلاف البلدين حول سد النهضة ولا أظن أن هناك دولة محترمة ذات سيادة تنتظر من يحرضها لتصون أراضيها وتحرسها وهذا ما فعله السودان أن إسترد أراضٍ مُحّتلة ليس إلا فأين المشكلة هُنا . (الفراعنة) عموماً لا يؤمن جانبهم وقد يتظاهروا وكأنهم يسخرون من تهم الجانب الاثيوبي فى حين يمارسون التخذيل مع السودان بالتنسيق مع أثيوبيا بممارسة (عض الشلوفة) وغمز العين ولكن فى النهاية اثيوبيا ومصر يجمعها الود مع إسرائيل مهما أبدوا خلاف ذلك والسودان أو بالاصح الجيش مدرك تماماً لهذا البعد لذا يجب الحذر فى التعامل مع الدولتين فالشكوك تحوم حول مصداقيتهما ولا يُخفي سعيهما لإضعاف الحكومة المركزية بالخرطوم وصولاً لمرحلة اللا دولة وبعدها سيسهل لتلك الدول أن تتدخل فى كل جزء من السودان وبطريقتها وبما يُحقق مصالحها كما حدث فى اليمن ولن نسترسل . (برأيي) بإسترداد الفشقة عاد القرار الوطني وعادت هيبة الدولة ممثلة فى رئيس مجلس السيادة وتكسرت (مقاديف) المؤامرة الخارجية لذا ازداد الصراخ و كثرة (المضايرا) هذه الايام فتارة ينادوا بضبط النفس وتارة أخري بالجلوس على مائدة المفاوضات ومرةً بأن تدار هذه المنطقة تكاملياً وهناك أنباء ببعض الاسافير غير مؤكدة أوغلت فى هذا المقترح ونسبته لدولة الامارات مقابل أثنين مليار دولار نصفها لمشاريع تكاملية ونصفها لمستحقات السلام ولم يصدر عن الحكومتين ما ينفى أو يثبت ذلك . وإن الانسان ليعجب أن يأتيه دخيل فى منزله ويستقطع جزءاً من مساحته ثم يطالبه بالجلوس للتفاوض ! فهل تفاوض على حق ؟ وقد قالها البرهان وبهدوئه المُعتاد (الارض دي حقتنا ما بنفرط فيها) وكأنه يصك أضراسه فإنكمشت الطموحات وعاد (الدحلانيون) يراجعون أوراقهم ويعدون الخطط البديلة وأعتقد أنهم لن يعودوا مرة أخري بعد أن ايقنوا أن جيش السودان عصيٌ على التمزُق والاختراق . أيضاً إسترداد الفشقة وحد صفوف الشعب السوداني وزاد من رصيد القوات المسلحة وقصم ظهر اليسار الى غير رجعة والجم بالدهشة أفواه المتآمرين بالخارج وإذا ظل الجيش بهذا التماسك والكلمة الواحدة والعين الحمراء ملتحماً بشعبه كما حدث بالفشقة مع المتطوعين من (الرجال الغبش) فى الخنادق فلن يُؤتي السودان فى وحدته وتماسكه بإذن الله .

قبل ما أنسي : ــــ

أصبحت كتاباتنا مُهدده بالقلم الاحمر هذه الايام فكلما ذكرنا إسم دولة معينة أو جهة داخلية حدثونا بالسبابة أن أنتبهوا ! ذكرتنى قصة حدثت لنا بمتوسطة قريتنا (العيكورة) أواخر السبعينات أن أضاع بعض الطلاب جزءاً من كتبهم وإتقاءاً للعقوبة إتفقوا أن يأخذوها خلسة من مخزن المدرسة . وقد فعلوا فضبطهم الفراش عمنا محمد عز الدين (رحمة الله عليه) ويبدوا أنه تلقى تهديد إن هو أخبر عنهم . فأصبح (الموضوع ماكل معاهو جمّبه) يريد الحديث ويخشي التهديد . فكان يقول ( والله الزول ده لو ما جدو ود العقاب كان نتكلم) أهااا دي ياها حكايتنا زاتا اليومين ديل مع الدويلات العاملة البلد مُشرع لو ما جدها ود العقاب كان نتكلم .

المصدر: الانتباهة

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى