تقارب الوفاق الليبية مع الخرطوم.. ماذا عن المرتزقة السودانيين؟

طرح ترحيب حكومة الوفاق الليبية بمواقف بعض الدول ومنها السودان في دعم شرعيتها ورفض التدخلات في ليبيا، بعض التساؤلات حول طبيعة العلاقة الآن بين حكومتي طرابلس والخرطوم، خاصة بعد تورط بعض الميليشيات السودانية في دعم قوات اللواء الليبي المناوئ للحكومة، خليفة حفتر.

ورحبت الخارجية الليبية بمواقف دولتي السودان وقطر ووزراء خارجية دول المغرب العربي على موقفهم الداعم للحكومة في اجتماع الجامعة العربية الأخير ورفضهم للتدخلات الخارجية في ليبيا، وسط استغراب مصري على عدم تقديم الشكر لها أيضا كونها الداعية للاجتماع”.

“ملف المرتزقة”

وأثيرت مؤخرا أزمة الكشف عن مرتزقة من السودان في صفوف حفتر والتي وثقها تقرير لخبراء الأمم المتحدة وآخر للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مقره جنيف)، وأن هؤلاء المرتزقة من قوات “الدعم السريع” وحركة “العدل والمساواة” السودانية، وأن آخر دفعة منهم وصلت نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي للمشاركة في معركة “طرابلس”، وسط نفي سوداني رسمي.

وجاء شكر السودان وأزمة المرتزقة ليطرح استفسارات حول دلالة هذه الخطوة من حكومة الوفاق وطبيعة العلاقة الآن مع الخرطوم؟

“إشارات إيجابية”

من جهته، أكد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الليبية، محمد القبلاوي أن “الحكومة تشكر كل الدول التي ساندتها ووقفت معها خاصة في اجتماع الجامعة العربية الأخير على مستوى المندوبين ومنها جمهورية السودان التي وقفت معنا في هذا الاجتماع”.

وكشف في تصريحات خاصة لـ”عربي21″ أن “موضوع وجود مرتزقة من “الجنجويد” يقاتلون إلى جانب ميلشيات حفتر كان قبل وصول الحكومة الحالية برئاسة السيد حمدوك، كما أننا تلقينا إشارات إيجابية من الوفد خلال اجتماع معه بوقوفه إلى جانبنا، وهذا يدل على أن الحكومة السودانية الحالية تسعى إلى خلق بيئة جديدة ومناخ إيجابي مع دول الجوار ومنها ليبيا”.

وتابع: “كما أن رفض رئيس الحكومة السودانية وجود جنود ومقاتلين سودانيين خارج الحدود السودانية أمر يجب تذكره، لذا نحن ندعم هذه الخطوة من قبل “الخرطوم” للضغط على الأطراف السودانية التي تقف خلف إرسال المرتزقة إلى حفتر”.

“تقارب تحت الضغط”

وأشار عضو مجلس النواب الليبي صالح فحيمة إلى أن هذا الشكر جاء “كنوع من الامتنان على خلفية موقف السودان إلى جانب المغرب وقطر في منع قرار سحب الاعتراف بحكومة الوفاق الذي كانت بوادره تلوح في أفق الجلسة الأخير في الجامعة العربية”.

وأوضح في تصريحات لـ”عربي21″ أن “موقف الخرطوم هذا من “الوفاق” يدحض مزاعم دعمها لقوات حفتر، فكيف تدعمه بمقاتلين أجانب ثم تدعم الحكومة سياسيا، والسودان تمر بمرحلة تحول في نظامها السياسي وهي غير مستقرة بالمفهوم السياسي للاستقرار، ومن هنا فإنه لا يمكن الحكم على علاقتها مع طرف معين في ليبيا بشكل دقيق”.

واستدرك: “لكن مؤخرا يمكن القول بأن هناك تقاربا واضحا بين حكومة الوفاق وحكومة السودان، على الأرجح هو تقارب جاء تحت ضغط وتأثير دول أخرى عربية وغير عربية”.

“مسلحون غير رسميون”

أستاذ العلوم السياسية في جامعة صقريا التركية خيري عمر أكد أن “الجنرال السوداني “حميدتي” يريد العمل بشكل مستقل عن مؤسسات الدولة، وأن ملف المرتزقة قديم قبل الحكومة الحالية وقبل معارك “طرابلس”، أما الموقف الرسمي لدولة السودان فهو مؤيد وداعم لشرعيتها منذ أيام البشير، والموقف الحالي امتداد للموقف السابق”.

وأضاف في تصريح لـ”عربي21″: “ليس غريبا أن تدعم السودان حكومة الوفاق وترفض التدخل الأجنبي ضدها، ويؤكد ذلك موقفها الأخير في الجامعة العربية والذي يعتبر بمثابة دعم وإسناد سياسي للوفاق، وهذا دور منفصل تقوم به الخرطوم ولن يسبب صداما مع أحد خاصة مصر”.

“حميدتي والإمارات”

لكن الباحث السياسي السوداني عباس محمد صالح أوضح أن “مواقف السودان من الصراع الدائر حاليا في ليبيا يمكن فهمها من طبيعة مكونات نظام الحكم الحالي، والذي يتشكل من مكونات متنازعة للسيطرة على الحكم من جهة، وبذل الولاء للمحور الإقليمي والذي تتزعمه الإمارات من جهة أخرى”.

وأكد لـ”عربي21″ أن “المكون المدني الذي يقوده رئيس الوزراء ربما يدعم شكليا حكومة الوفاق، لكنه في الواقع ضعيف جدا إزاء المكون العسكري خاصة قوات “الدعم السريع” التي يقودها الفريق “حميدتي” والذي تعتبره أبوظبي ذراعا عسكرية لها في السودان وفي المنطقة، لذا تنخرط هذه القوات في مساندة حفتر”.

 

عربي21

Exit mobile version