الأرض اليباب.. عام القحط يحل على العروة الشتوية..

ظلت الحكومة الإنتقالية تتحدث عن الإنتاج والإنتاجية وعن أهمية الزراعة في حل الأزمات الإقتصادية الا ان التحديات التي تواجه الزراعة مازالت قائمة وبرغم مرور الفترة المحددة لإنطلاقة التحضيرات للموسم الشتوي الا أن هناك ثمة معوقات تواجه خاصة في عدم توفر مدخلات الإنتاج وشح الوقود ومشاكل الري التي أدت تلف و”عطش” لحق ببعض المساحات المستهدفة بولاية الجزيرة.

إشتكى المزارعون، وعبروا عن تذمرهم الواضح من تجاهل الحكومة في وضع الإحتياطات الضرورية لمجابهة المشكلات التي تعتري موسم العروة الشتوية خاصة أن موعده معلوم للحكومة بحسب إفاداتهم ل “سودان مورنينغ “، وقال المزارع “خيري عبد السلام” مشروع الجزيرة محلية المناقل:” إن شح الوقود إنعكس بصورة سالبة في تأخر الموسم الشتوي حيث واجهتنا فيه مشاكل كبيرة متمثلة في ضعف إمداد الري مقارنة بالموسم الماضي” ، وأشار في حديثه ل” سودان مورنينغ ” الى أن الدولة لم تعطي إهتمام بديل هناك شح في الاسمدة وبعض مدخلات الإنتاج. فيما اشتكى مزارعو الجزيرة ريفي الماطوري من إنعدام الاسمد خاصة نوعية” السيوبر”الذي يستخدم في زراعة العروة الشتوية لمحصول القمح ،مشيرين إلى أن الإدارة تراجعت عن دورها المنوط في توفير مدخلات الإنتاج بجانب نشاط كبير للسوق الأسود وسط التجار الذين إستغلوا الامر في رفع سعر جوال “السيوبر” الى ( ١٠) الف جنيه ، موضحين في إفاداتهم ل” سودان مورنينغ ” أن الإدارة تقاعست عن دورها بصورة غير مسبوقة.

وحمل المزارع “الشاذلي نور محمد” على بمنطقة الماطوري مسئولية فشل الموسم للدولة، بسبب شح “السيوبر” الذي يستخدم في زراعة محصول القمح ، وقال بالرغم من انطلاقة الموسم الشتوي الا ان حتى اللحظة لم أستطيع زراعة ” فدان “واحد لإنعدام السيوبر وإعتبره من اكبر المهددات في تراجع إنتاجية القمح ، وأوضح في حديثه ل” سودان مورنينغ ” أن بعض المزارعين محدودي الدخل يصعب عليهم مجابهة التكلفة خاصة أن البعض لديهم التزامات ومديونيات لذا في ظل الوضع الراهن يستعصى سدادها في حال عجزهم عن زراعة الموسم الحالي ، مطالبا الدولة بضرورة التدخل العاجل في ضبط التلاعب وتوفير المدخلات قبل منتصف الشهر حتى يستطيعون اللحاق بالموسم الشتوي والمساهمة في زيادة إنتاجية القمح .

اتفق معهم مزارعو ولاية القضارف، وقال المزارع ” حسن زروق” إن ولاية القضارف ليست مستثنى من بقية الولايات حيث تعاني هي الأخرى من مشاكل عديدة من ضعف الري بسبب إنعدام الوقود الى جانب انتشار الآفات الزراعية التي باتت تهدد المحاصيل باستمرار الامر الذى ادى تدني الإنتاج ، وأوضح في حديثه أن هذه الآفات ظلت تمثل مصدر قلق للمزارعين زهاء أربعة اعوام دون اي جهود ملموسة تقوم بها الجهات المختصة بل الامرأصبح أكثر سوء نتيجة التجاهل المريع ،وإسترسل قائلا ان إرتفاع التكاليف ادى الى عزوف العديد من المزارعين وعدم تمكنهم باللحاق بزراعةالموسم ، منوها الى وجود ندرةفي الاسمدة.

وقال المزارع عمر الجلال بولاية نهر النيل أن توقف المصفاة إنعكس بصورة سالبة على الإستعداد للموسم الشتوي ، موضحا أن تكلفة الجازولين اصبحت عقبة كبيرة تواجههم خاصة أن سعر البرميل ارتفع من( ١٣) الى (٢٧ )مليون جنيه ، منوها الى أن الموسم الشتوي مهددا بالفشل وتوقعات بتدني إنتاجيته، وقطع قائلا ان تجاهل الدولة وعدم الإهتمام بالمزارعين يعتبر من المشكلات المؤثره في الزراعة، مطالبا بضرورة تفعيل إتحادات لمتابعة شؤون المزارعين وأشار المحلل الأقتصادي عبد الله الرمادي إلى أن الإستعداد للموسم الشتوي يجب ان تضع له ترتيبات أسعافية لمجابهة آثار خاصة أن توقف المصفاة ستترتب عليها معوقات مؤثرة في العمليات الإنتاجية بجانب تزايد حجم معاناة المواطن عندما تتضاعف تكلفة الترحيل ،
و قطع قائلا كان بأمكان الدولة أن توفر مخزون كافي قبل أيام لمراعاة ظروف الصيانة مع إنتهاج عقلية محكمة في إتخاذ القرار في الوقت المناسب والخروج من عقلية “علوق الشد “وأشار في حديثه أن عملية صيانة المصفاة تعتبر مرفق هندسي يجب التعامل معها بصورةعلمية لمجابهة توقف آثارها خاصة أن القطاع الزراعي يعتمد عليها بصورة كبيرة في التحضير للموسم الشتوي خاصةفي مسالة الري غير أن وزير الزراعة والموارد الطبيعية المكلف” عبد القادر تركاوي” أوضح أن الموسم الشتوي يسير بصورة جيدة وفي ذات الوقت اقر بوجود
شح في الوقود نسبة لتوقف أحدى المصافي ، مبيناً في هذا الصدد أنه تم إتخاذ التدابير اللازمة التي تحول دون تأثر المشاريع الزراعية في الولايات خاصة محصول القمح بذلك .

واكد المهندس تركاوي في “مؤتمر صحفي” أن وزارته تعمل بتنسيق كامل مع وزارة الري لمعالجةمشكلة الرى في مشروع الجزيرة وحلفا ، مشيراً إلى نتائج زيارته مع وزير الري والموارد المائية لمشروع الجزيرة والحلول التي توصلو اليها مع المزارعين . وأضاف قائلاً”مشكلة الرى تم حلها تماماً والمياه الموجوده تكفي لأكثر من المساحة المطلوبةً” .

المصدر : سودان مورنيغ

Exit mobile version