المقالات

الطيب مصطفى يكتب: جبريل بين مناوي والقراي

قال مناوي (إن الحملة التي يقودها بعض أئمة المساجد لا تنطلق من دوافع الحفاظ على الدين كما يزعمون) مضيفاً أنها (حملة سياسية بإمتياز تهدف لعرقلة التغيير الذي يبدأ من المناهج التعليمية)!
أقول لمناوي وهل أطلعت على قلوب الناس لتقول إنها لا تنطلق من دوافع الحفاظ على الدين؟!
أرجو أن تقرأ الفقرات الأخرى من هذا المقال خاصة إقرار وزير التربية بضعف المنهج لتعلم أنك أرتكبت خطأ كبيراً بذلك التصريح الظالم. سكتنا إلى حين عن كلامك الموجع حول مساندتك للعلمانية والذي صدمنا به بعد أن ظننا بك خيراً عقب عودتك ، وها أنت (تعك) للمرة الثانية وتهرف بما لا تعرف عن القراي وعن منهجه القبيح.
أقول لك إنك حسبتها غلط ، فما كان ينبغي أن تركب الحصان الخاسر وتخوض معركة من أجل القراي الذي صادم الشعب في دينه وربه ، لكن دعنا من علاقتك بربك والتي ستحاسب عليها يوم الدين ، فقد والله كشفت عن نزق وضعف سياسي مريع ستفقد جراءه الكثير. قارن بين موقف جبريل وهو ينحاز إلى شعبه المسلم الرافض لهرطقات وخزعبلات القراي وبين موقفك وأنت تنحاز إلى تابع لرجل نصب نفسه نبياً رسولاً بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
أقول لك ناصحاً إنك تحتاج إلى مستشار سياسي ناضج!*
أخيراً : وزير التربية يعترف بضعف كبير في منهج التاريخ!
ثم ماذا بعد إعتراف الوزير الذي لطالما نافح عن القراي ، وإقراره بأن هناك ضعفاً كبيراً في وحدة النهضة الأوروبية بالكتاب؟!
فقد قرر وزير التربية تشكيل لجنة من التربويين والمختصين لمراجعة كتاب تاريخ السنة السادسة.. علل الوزير قراره بأن هناك ضعفاً في وحدة النهضة الأوروبية ولكن الرجل قال ذلك حفظاً لماء وجهه والقراي ، أما الحقيقة فأنها تكمن في أن الضعف إعترى كل الكتاب بل كل الكتب التي أصدروها على قلتها ولذلك فأن المراجعة ستشمل كل الكتاب كما جاء في القرار !.
القراي الذي يكذب كما يتنفس ووزيره الشيوعي قالا إن الكتاب أعدته لجنة من الخبراء ولم يعده القراي ، فإذا باللجنة تصدر بياناً تقول فيه إن المنهج الذي أعدته حدث فيه تدخل هو الذي أدخل تلك الصورة المسيئة لرب العزة سبحانه وتعالى.
العجيب أن الوزير الشيوعي دافع عن الصورة ووصفها بالمتميزة! كما أنه قال إن عبارة (ثوابت الدين أصبحت اسطوانة مشروخة سئم الشعب من سماعها)!.
أود أن أسأل الرجل : ومن أنت أيها الشيوعي وما هي علاقتك بالشعب لكي تتحدث باسمه؟!.
ولكن هل بعد الشيوعية ذنب؟!. الشيوعي القديم عرمان أصر على حشر أنفه فقال إن (الحملة على القراي تقودها الثورة المضادة)!. هل مجلس الكنائس والمجمع الصوفي وجبريل والواثق كمير ثورة مضادة؟!.
على كل حال نحن حافظين لوحك يا عرمان ولن ننسى إعتراضك القديم على وضع البسملة في صدر الدستور الإنتقالي بعد توقيع نيفاشا!.
2
مجلس الكنائس يرفض منهج القراي للتربية المسيحية!
لم يقتصر رفض منهج القراي على مجمع الفقه الإسلامي وعدد كبير من العلماء والأكاديميين والخبراء إنما تخطاه إلى مجلس الكنائس السوداني الذي قرر تجميد المنهج إلى حين تكوين لجنة من الخبراء التربويين المسيحيين لإعداد منهج جديد!
ووفقاً لتصريح للرئيس السابق لمجلس الكنائس السوداني نقلته صحيفة متاريس فأن منهج القراي يميل لطائفة دون الطوائف المسيحية الأخرى الأمر الذي تسبب في رفضه ، وبالتالي فأن مجلس الكنائس يرى أن يعمل بالمنهج القديم!
3
بلاوي أخرى في الكتاب!
صحيح أن معظم الجدل أنصب على لوحة الرسام مايكل أنجلو التي أدخلها القراي رغم أنف اللجنة التي كلفها بإعداد المقرر ولكن الأمر لم يقتصر على تلك الخطيئة ، فقد إمتلأ الكتاب بعدد من الأخطاء الأخرى كثيراً منها في الوقائع التاريخية.
كذلك فقد حفل الكتاب بروح إقصائية متحاملة على الثقافة العربية الإسلامية بل إن الكتاب كرس للعنصرية بصورة مقززة وأدخل مفاهيم الصراع بين المركز والهامش وكأنه أراد أن يحدث فتنة بين التلاميذ داخل الفصول الدراسية فضلاً عن أنه خصص باباً كاملاً حول الهوية وطرح وجهة نظر المؤلفين الذين يحملون توجهاً فكرياً إقصائياً معيناً وهو أمر غريب بحق بل أن الكتاب تحدث عن القبائل الجنوبية كما لو أن دولة جنوب السودان لا تزال جزءاً من السودان ولم ينس أن يروج لأفكار جون قرنق وكأن من كتب ذلك الفصل القبيح من الكتاب عرمان أو باقان!
4
بين محمود محمد طه ومحيسي!
ربما لم تسمع الأجيال الجديدة بقصة محمد خير محيسي التي حدثت له مع محمود محمد طه خلال سبعينيات القرن الماضي وسارت بها الركبان وأحدثت في تلك الأيام ضجيجاً عجيباً.
كان محيسى من كبار تلاميذ محمود محمد طه ، وفى يوم من الأيام أعتقد أنه *وصل ما سماه شيخه مرحلة *(صلاة الأصالة)* وتوقف عن الصلاة مع أخوانه الجمهوريين وجلس بجانب أستاذه *الأصيل* الذي عرف عنه أنه وصل صلاة الأصالة منذ عام ١٩٥١م ، لا يصلي صلاة المسلمين ذات الركوع والسجود إلى يوم شنقه عام ١٩٨٥م.
فسأله أستاذه لماذا لا تصلي مع أخوانك هذه الأيام؟!!!
فقال له بكل ثقة *أنا وصلت يا أستاذ!* فقال محمود: أنت لم تصل بعد فرد عليه تلميذه محيسي:
وكيف وصلت أنت إلى الله وأصبحت أصيلاً ولا أصل أنا وقد قلدت النبي كما جاء فى كتبك (رسالة الصلاة) و (وتعلموا كيف تصلون)!.
فقال له محمود: إن الأصيل واحد فقط!!! فقال له تلميذه: طالما أن الأصيل واحد فلماذا تدعو الناس أن يكونوا أصلاء ويتركوا تقليد النبى صل الله عليه وسلم والصلاة مع المسلمين فى المساجد؟! فبهت محمود وطرد محيسي من حزبه وعاد محيسى إلى حظيرة الأمة المحمدية وقال أنه ذاق حلاوة الإيمان والاستمتاع بتعظيم شعائر الإسلام.
قيل أن محمود محمد طه قال لمحيسي سأسالك سؤالاً إن أجبت عليه تكون من أهل الأصالة؟! فقال له محيسي:
قبل أن تسألني أريد أن أعرف: من الذي سألك حتى منحك حق الأصالة؟! فبهت الذي كفر.
5
الانتباهة وطيور الظلام!
لم تنحط الانتباهة كما أنحطت بالأمس وهي تصف من إعترضوا على هرطقات القراي وخزعبلاته ب(طيور الظلام) بل وتضع عنواناً يقول (القراي تحت مرمى طيور الظلام!).
الانتباهة التي أنشأتها بين فرث ودم لتدعو إلى الله على بصيرة تنحدر مثل ذلك الإنحدار المهلك ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ، وإنا لله وإنا إليه راجعون!
*أوشكت أن أدعو على من وضع ذلك العنوان وأقول : *(اللهم أحشره مع القراي وشيخ القراي يوم يقوم الناس لرب العالمين)*
*ولكني آثرت أن أدعو له بالهداية لي وله*

المصدر : الانتباهة

تعليقات الفيسبوك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى