الحرية والتغيير.. نهاية المهمة

جدد رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي، تصريحه بانتهاء دور قوى الحرية والتغيير الحاضنة السياسية للحكومة بعد تشكيل مجلس شركاء الفترة الانتقالية ، واضاف (لا حرية وتغيير بعد الآن) ، هل فعلا انتهي دورها ؟

حل التباينات :
مناوي سبق أن صرح بأن الحركات المسلحة أقرب للعسكريين في مجلس السيادة لأنهم يسعون إلى السلام عكس المدنيين الذين لا يريدون السلام، مشيراً إلى أن القوات المسلحة لا تقوم بانقلابات، وإنما تقوم بها الأحزاب السياسية إذا فشلت في المنافسة على الحكم .
مراقبون سياسيون أشاروا إلى اللغة الحادة التي ينتقد بها مناوي شركاءه في الحاضنة السياسية في أوقات سابقة، لكن هذه المرة اعتبر أن قحت لن يكون لها دور بعد تشكيل مجلس شركاء السلام، مشيرين للدور الكبير الذي قامت به في الفترة السابقة وماستقدمه مستقبلاً بعد إعادة هيكلتها، مؤكدين أنها أكبر مكون التفت حوله تيارات وأحزاب السياسية بعد الاستقلال ، مشيرين إلى أن الصراعات التي كانت تعاني منها سابقاً، لا يمكن أن تقلل من دورها أو تحد من نشاطها مستقبلاً، لافتين إلى أن حركة جيش تحرير السودان بقيادة مناوي هي جزء من التحالف العريض .

رئيس حزب الأمة القومي وعضو مجلس شركاء مجلس الشركاء فضل الله برمة أكد لـ(السوداني) أن مجلس الشركاء لا يلغي دور تحالف الحرية والتغيير ولا يعني انتهاء الدور الكبير الذي قام به ، وأضاف : هو الحاضنة السياسية، مشيراً إلى أن المجلس بحسب اللائحة هو مجلس لحل التباينات بين شركاء الحكم، وليس من حقه التغول على المكونات الأخرى .

برمه أشار إلى أن الصراعات الداخلية في الحرية والتغيير عوقت أشياء كثيرة، وقال ستتم هيكلة المجلس المركزي للحرية والتغيير .

قيادة رأسية :
القيادي بالحرية والتغيير د.عادل خلف الله أكد في حديثه لـ(السوداني) أن مجلس شركاء السلام لن يكون بديلاً للحرية والتغيير أو بديلاً لمكونات الشركاء في السلطة الانتقالية ومهامها وصلاحياتها، وقال إنه جاء لتلبية اهمية وجود قيادة رأسية تنسق بين شركاء الفترة الانتقالية، للتوافق فيما بينها حول قضاء الانتقال وشؤون الحكم الانتقالي .
وقال إن غياب القيادة الرأسية وغياب المؤسسة التشريعية في الفترة الماضية جعل الأداء الحكومي دون مستوى تطلعات الجماهير، وتسيد المشهد عدم الانسجام بين المكونات، بل اتخاذ قرارات في قضايا مهمة ومصيرية مثل التطبيع مع إسرائيل بالانفراد .

وأضاف: ظهر ما يعرف بالاجتماع الثلاثي بين المجلسين والحرية والتغيير وبعد 3 اجتماعات نجم عن ذلك مصفوفة، لكن غياب التكييف الدستوري لهذه الاجتماعات أفضى إلى عدم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خاصة المصفوفة .

خلف الله اعتبر أن الحديث عن انتهاء مهمة الحرية والتغيير غير دقيق ومطلقوه لا يستوعبون الدور الذي قامت به الحرية والتغيير ومكوناتها، مؤكداً أهمية تطويرها وتوسيع قاعدتها، وتمتين قاعدتها بالسلطة والشعب حتى تتحقق مع بقية الشركاء مهام الفترة الانتقالية، مشيراً إلى أن علاقة الحرية والتغيير بالسلطة التنفيذية قبل المادة 80 كانت معنوية لعدم وجود نص دستوري يحدد علاقتها مع السلطة الانتقالية.
وقال إنت الحرية والتغيير ليس تنظيما سريا وقامت بدور كبير في الفترة السابقة وذلك ليس خافيا على احد ، واضاف أن نشاطها يكاد يكون الاوسع من نوعه فهي تضم اغلب القوى السياسية رغم التباينات السياسية وخبراتها في العمل التنظيمي باعتبار انها ضمت قوى مهنية ومسلحة ومدنية، وقال إن الافيد للانتقال دعم جهود الحرية والتغيير حتى توسع أداءها القيادي وصلتها بالحماهير .

عملياً اتلغى :
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي عثمان ميرغني في تصريح لـ(السوداني) بعد تشكيل مجلس الشركاء عملياً اتلغى دور الحرية والتغيير، مشيراً إلى أن الحرية والتغيير تعتبر الضلع الثالث في المجلس الذي تم تكوينه مؤخراً .

ميرغني أكد أن مجلس الشركاء أصبح الحاضنة السياسية للحكومة، مشيراً إلى أن المكونات القوية بالحرية والتغيير انصرفت عنها وهي 12 مكوناً سياسياً ، وقال إن الحرية والتغيير ليست جسما له هيكل ، بل تحالف تمت المحافظة عليه لاسباب، واضاف :عدم وجود الهياكل اضعف دورها

المصدر : السوداني

Exit mobile version