خرجت بعض صحف الخرطوم صباح أمس، بعنوان عريض يقرأ (576 جنيها لجالون البنزين)، وفي تفاصيل الخبر المسنود لوزارة الطاقة والتعدين، جاء ما مفاده أن الوزارة وبسبب توقف مصفاة الخرطوم الأولى للصيانة لمدة سبعين يوما، ستوقف بيع الوقود المدعوم وتتحول كليا للتجاري بكافة محطات الخدمة طوال فترة صيانة المصفاة البالغة سبعين يوماً، فيما يخصص الوقود المنتج من المصفاة الثانية للقطاعات الاستراتيجية مثل الزراعة والكهرباء والقوات النظامية والمواصلات (ولا عزاء للقطاع الصحي في زمان كورونا)، اذ لم يشر تصريح الوزارة لهذا القطاع البالغ الأهمية خاصة في ظل الانتشار المخيف لكورونا في موجتها الثانية، وكان من المفترض أن يأتي هذا القطاع على رأس القطاعات التي سيوجه اليها الامداد المحلي.. اذن كان سعر جالون البنزين عند الصباح (576(، غير أنه عند الظهيرة انخفض الى (544( والجازولين الى (506( بدلاً من (526) جنيهات عند الصباح بحسب بعض الصحف والمواقع الاليكترونية، وفقاً لبيان وزارة المالية المعنية أصلاً بتحديد أسعار الوقود، وتسبب هذا التضارب في اسعار الوقود في ربكة ازعجت المواطنين، ولا ندري على وجه التعيين من تسبب في هذه الربكة هل هي الصحف التي اجتهدت في خبر لا يجوز فيه الاجتهاد والتفسير صحفيا، أم هي وزارة الطاقة، وسواء كانت هذه أو تلك ففي الأمر عجلة وشلاقة مذمومة لا تجوز في كليهما، وعليهما الاتعاظ من حكاية النسر والحمار..
والحكاية الشعبية عن الشلاقة تقص عن نسر وحمار جلسا متجاورين في رحلة جوية.. وفي الوقت الذي كانت فيه الطائرة تحلق على إرتفاع شاهق، أصاب داء الشلاقة النسر مستنداً على معرفته وخبرته بفنون التحليق والطيران ،فبدأ في اصدار توجيهاته للكابتن بلهجة آمرة وساخرة ( لف يمين، لف شمال، دوس فرامل، كمل الأبانص الخ).. تضجر الكابتن من تدخلات النسر، وأمر أفراد التأمين بالطائرة بالتخلص من ازعاجه ، فقذفوه من النافذة.. لم يتعظ الحمار من درس شلاقة النسر رغم عدم خبرته بفنون الطيران مثل جاره المقذوف، وبدأ يصدر توجيهاته (لف يمين، انحرف شمالا، دوس فرامل، حاسب قدامك سحاب الخ) استاء الكابتن وأمر أفراد التأمين باخراس الحمار أيضاً، فقذفوه من ذات النافذة التي قذفوا منها النسر ليخرس للأبد.. في الفضاء العريض وقبل أديم الأرض بنحو نصف ميل، سأل النسر رفيقه (بتعرف تطير؟)، أجاب الحمار مرتعدا ( لا والله، الحل شنو؟)، غادره النسر محلقاً بعيداً وصفعه بالنصيحة الصادمة (وكت ما بتعرف تطير، الشلاقة العليك شنو)…وحين نسأل وزارة الطاقة وتلك الصحف (هل أنتما مسؤولان عن تسعير الوقود) فلا تملكان الا أن تجيبانا ب(لا والله)، وحق لنا عندها أن نقول لهما (وكت ما مسؤولان عنها الشلاقة العليكم شنو)..
ومقولة أخرى نخص بها وزارة الطاقة (الاسعار عرفناها أها الوفرة كيف)..
الجريدة