طه مدثر يكتب : كتبة النظام البائد.. يتحدثون عن الحرية
(1)
معلوم بأن الفيس بوك، شخصية اعتبارية، له كل الشكر والتقدير، لأنه محى ومسح وأزال أمية كثير من الناس من مدنيين وعسكريين، كانوا لا يعرفون الفرق بين اللام الشمسية، واللام القمرية!! ولكن هذا الفيس بوك، هو أيضاً شخصية (حشرية)، كثيراً ما (بتحشر) ويتدخل فيما لا يعنيه، بل وربما تقمص دور أنه صديقك (وفردة حياتك)، ومثلاً يعمل ليك فيها شخص اجتماعي، ويدعو الآخرين لتهنئتك بعيد ميلادك التسعين!! ولكن أسوأ مافيه، انه يريدك أن تخبره وعلى رؤوس الأشهاد والجبال، ويطرح عليك سؤاله، الذي يطرحه للمرة المليون، فيقول يافلان(طبعاً هو عارف اسمك الكامل وعارف يوم ولدوك، وعارف اصحابك وعارف قاعد تقرأ لمنو من الكتاب وعارف الافلام القاعد تشاهدها، وكل كبيرة وصغيرة عنك هو عارفها) بماذا تفكر، ؟او (هسع دي قاعد تفكر في شنو؟) وربنا الذي الزمنا الصبر، جعلنا لا نصرخ ( نكورك أفضل) في وجهه وتقول (يازول انت مالك؟أفكر ما أفكر دي ماحاجة بتخصك، بس انت عليك الله كلم لينا ناس شركات الاتصالات ديل يصلحوا لينا شبكاتم الدايما يا واقعة يا طاشة تطش بجمل أعور قول آمين)، وقال الراوي، انه لم يتسن لمصادرهم، معرفة المقصود بهذا الدعاء؟ هل هو مارك زوكربيرغ المؤسس للفيس بوك، أم شركات الاتصالات السودانية؟ام الاثنين معاً؟والعارف يكلم الماعارف!!
(2)
الاستماع الى القليل من الشتيمة أو قراءتها والاطلاع عليها ، ينشط المعدة، ويساعد في التخفيف من اثنين من حدة جرثومة المعدة ومن فحيح الزفرات الحري، !!التي تبثها وتنفثها أفاعي وعقارب كتبة ظل النظام البائد، كما أن بث الخزعبلات والأوهام وادعاء معرفة مايحدث غداً، يجعلك تجلس آخر الليل، وتستعيد شريط ذكرياتك، مع العهد البائد، وتتذكر ذلك الكم الهائل من الخزعبلات والأوهام، التي نشرت، ولم يتحقق منها شيء ذو قيمة، ولو كان في هذه الزفرات والخزعبلات والأوهام نفعاً، لما هبت رياح التغيير الثوري، واقتلعت نظاماً كان المدافعون عنه من كتبة ظل النظام البائد، يوحون الى أوليائهم ، بأن نظامهم عصي على التغيير، ولا بديل له، والحمد لله، شاهد العالم، سقوط الطاغية الورقي، المخلوع البشير، بعزيمة وإرادة الأمة السودانية، التي سعت إلى التغيير، فنالت مرادها، ونحمد الله، اننا حضرنا زمن كتبة ظل النظام البائد، وهم الآن يتحدثون ويكتبون عن العدالة والحرية وحرية التعبير والصحافة والشفافية والنزاهة والديمقراطية ورد المظالم ودفع الظلم، اين كانت هذه المشاعر الجياشة والعواطف النبيلة، خلال ثلاثة عقود من الزمان المر والبائس الكئيب؟ أين كانت أقلامكم، عندما كان نظامكم المباد، يظن أن في تكميم الأفواه بطولة؟ وكان يعتقد ان في مصادرة الصحف وتكسير الاقلام فروسية وشهامة؟ وان لا صوت يعلو على صوت الرئيس المبجل عمر البشير، ، وعلى كتبة ظل النظام المباد، ان يحمدوا الله أولاً، ويشكروا الثورة ثانية لأنها منحتهم دون من أو أذى، ما كان محرماً على الآخرين في عقود من زمن حكمهم البغيض
الجريدة