اعتداءات المليشيات الإثيوبية على حدود السودان الشرقية.. نزيف مستمر
تشهد تخوم الحدود الشرقية معارك ضارية بين القوات المسلحة ومليشات الشفتة الإثيوبية، التي ظلت طوال الأعوام الماضية في حالة اشتباك دائم مع الجيش السوداني
حقل الألغام
تحولت الحدود الشرقية لحقل ألغام منذ بداية الحرب بين الجيش الإثيوبي الفيدرالي ومقاتلي أقليم تقراي،، وكثفت القوات المسلحة الانتشار الأمني سداً لأي مناوشات قد تحدث قطيعة بين البلدين، وتنشط جماعات الشفتة الإثيوبية عند تخوم الحدود الشرقية وتقوم بتنفيذ ضربات متكررة ضد المزارعين في مناطق اللقدي وود الحليو والفشقة والقريشة سيما في فصل الخريف، وازداد نشاط الشفتة في غضون الأيام الماضية بعد بداية الحرب الإثيوبية ضد تقراي، وشهدت المنطقة الشرقية عدة مناوشات أسفرت عن إصابات وقتلى آخرها أمس الأربعاء
الجيش يوضح
عقب توارد الأنباء عن الاشتباكات الحدودية أخرجت القوات المسلحة بياناً صحافيا أمس قالت فيه” أثناء عودة قواتنا من تمشيط المنطقة حول جبل أبوطيور داخل أراضينا تعرضت لكمين من القوات والمليشيات الإثيوبية داخل الأراضي السودانية نتيجة لذلك حدثت خسائر في الأرواح والمعدات” وأكدت القوات المسلحة أنها ستظل علي العهد حامية لتراب الوطن وشعبه وقادرة علي حسم أي تحركات معادية داخل حدودنا ولن تسمح بغزو أراضيها وستدافع مع شعبها حتي أخر جندي
إصابات وقتلى
كانت سحابة نهار أمس (الأربعاء) تحمل أنباء صادمة من الحدود الشرقية وتشير لمعارك بين الجيش السوداني ومليشيات الشفتة الإثيوبية وكانت وسائل التواصل الاجتماعي تعج بصورة لجندي سوداني وقع اسيراً لعصابات الشفتة وتم تداول صورته وهو مقيد من قبل أفراد العصابة الإثيوبية، ، فيما نقل موقع( سودان تربيون) من مصادره عن مقتل أربعة من أفراد القوات المسلحة أحدهم يحمل رتبة رفيعة، وإصابة اثني عشر آخرين، وأشارت التقارير الإعلامية إلى أنّ المعارك دارت بمنطقة القريشة المتاخمة للحدود الإثيوبية
نزيف مستمر
لم تكن هي المرة الأولى التي تشهد فيها تخوم حدودنا مع إثيوبيا صراعاً دموياً وشهدت الفترة المنصرمة اشتباكات ادت لوفاة احد ضباط الجيش السوداني، تكرار الصراع الدموي ينظر اليه الخبير العسكري الفريق محمد بشير من ناحية صراع موارد ويقول لـ(السوداني) ان عصابة الشفتة الإثيوبية لن تتخلى عن مناطق الفشقة لجهة أنها مناطق زراعية تُدر عوائد مادية لهم خاصة وانّ الأراضي الإثيوبية طبيعتها جبلية بإستثناء مناطق الفشقة، ما يجعل عصابات الشفتة لا تفرط في مثل هذه الأراضي، وقال إن الشفتة تحظى برعاية من الجيش الفيدرالي الإثيوبي تسليحاً وتشويناً ، مضيفاً أن ما يحدث في الحدود الشرقية هي معركة بين الجيش السوداني والجيش الفيدرالي الإثيوبي وليس معركة بين الجيش السوداني والشفتة ومضي قائلاً ربما أرادت الحكومة السودانية استرداد اراضيها المحتلة هذه الأيام مستغلة إنشغال الحكومة الإثيوبية بمعركتها مع إقليم تقراي ولكنه يبدو ان القوات المسلحة ووجهت بمقاومة من القوات الإثيوبية و مضي بالقول السودان أمن حدوده مع إثيوبيا تفادياً لأي تسلل بواسطة اي عناصر من أطراف الصراع هذا أيضآ يزيد من عملية التوتر الحدودية
ارتباك واضح
الصدام بين القوات المسلحة ومليشيات الشفتة الإثيوبية يأتي بعد مرور أقل من 72 ساعة من زيارة رئيس الوزراء د عبدالله حمدوك لأديس أبابا وبعد عودته نثر حمدوك تصريحات صحافية أشار من خلالها إلى وصوله لتفاهمات مع الجانب الإثيوبي سيما ما يخص الحدود بين البلدين ولم تمض ساعات على تصريحات حمدوك حتى قامت المليشيات الإثيوبية المدعومة من الجيش الفيدرالي الاثيوبي بشن هجمات على القوات السودانية في الحامية الشرقية وقتل وجرح عدد من الجنود، ونسفت هذه الهجمات التي وقعت أمس التفاهمات التي جرت في الأيام الماضية حيث قال المختص في منطقة القرن الإفريقي البروفيسور حسن مكي إنّ العلاقة بين البلدين يشوبها الارتباك مشيراً إلى أن د. حمدوك تحدث عن حسم قضية الحدود في زيارة لأديس أبابا عبر لقاء مع أبي أحمد بينما يقول الواقع العكس وتقوم المليشيات الإثيوبية بقتل الجنود السودانيين ويمضي حسن مكي في حديثه لـ(السوداني) أن قتل جنودنا أمر محزن ومبكي يستدعي ان تقوم القيادة العامة بتوضيح حقائق مع يدور في الحدود الشرقية، ويشير إلى أنه يبدو أن هنالك عدم تنسيق بين مجلس الوزراء والمكون العسكري رغم ان حمدوك يرأس وزارتي الدفاع والداخلية وأنه مسؤول عن تحركات القوات المسلحة بالتالي يجب ان يحكم التنسيق مع قيادة المكون العسكري وإيضاح حقيقة ما يحدث في الحدود الشرقية
المصدر : السوداني