تحليل: الانتباهة أون لاين
دخل السودان مرحلة جديدة من مراحل ازماته السياسية ولكن هذه المرة تعتبر الأكثر خطورة بعد ما تجاوز الشعب السوداني الأزمة الاستبدادية التي خلفها النظام السابق ولمدة ثلاثة عقود متتالية ولربما تعصف الأزمة الحالية هذه المرة بالاستقرار السياسي في السودان وتنسف التوافق الوطني والتهديد المستمر للأمن القومي السوداني إنْ لم تتدارك القوى السياسية السودانية بحجم هذا التهديد وتقوم بمسؤولياتها كاملة وهي القوى السياسية التي شكلت نفسها كحاصنة سياسية للثورة السودانية الشعبية الباذخة خصوصاً أنّ قوى الحرية والتغيير هي وحدها تتحمل مسؤولية المهازل السياسية التي تجرى هذه الأيام بالسودان وإرباكها لمشهد السياسي
وتعتبر قوى الحرية والتغيير بكينونتها الحالية أصبحت ضرباً من الماضي السياسي لكنها ما زالت في ضلالها القديم وهي مهمومة بخلافاتها السياسية وصراعاتها حول المناصب ولم تتدارك حتى اللحظة خلافاتها ولم تنتبه لحجم المخاطر المحدقة بالوطن داخلياً وخارجياً بل إزداد الطين السياسي (بلةً) عندما رفضت قوى الحرية والتغيير وبعض من لجان المقاومة تشكيل مجلس شركاء الحكم في السودان والذي إنضمت له قوى حركات الكفاح المسلح إنّ رفض قوى الحرية والتغيير وتعنتها في قبول مجلس شركاء الفترة الانتقالية بإعتباره مجلساً تنسيقياً عالياً تلجأ إليه الحكومة الانتقالية التنفيذية والمجلس التشريعي الإنتقالي المرتقب في حال نشوب خلافات بين المكونات للحكومة الانتقالية ما هو إلاّ رِدةً سياسيةً كبيرةً وإنتكاسة لقوى الحرية والتغيير التي ترفض قبول الآخر وهو شريكاً اساسياً في التغيير السياسي والتحول الانتقالي الكبير الذي تحقق في السودان بفضل شهداء الثورة السودانية الذين مهروا بدمائهم الغالية بل توجوا بها إنتصارات الشعب السوداني الأبي
الملفت في الأمر هذه الأيام فقد شنت لجان المقاومة هجوماً عنيفاً على العسكر ونسيت لجان المقاومة والنشطاء بانّ حمدوك وقوى الحرية والتغيير هم من سرقوا الثورة السودانية وجيروها عن أهدافها السامية التي قامت من أجلها الثورة الي مصالحهم الذاتية . فعندما قامت الثورة السودانية الشعبية كانت شعاراتها الرنانة المموسقة : (حرية، سلام وعدالة) وهذه هي الشعارات التي أسقطت حكومة الإخوان المسلمين نسبةً لاهدافها السامية وسلميتها . أما الآن فقد أوردت حكومة حمدوك وقوى الحرية والتغيير السودان إلى مزالق الانهيار الشامل وتتجه البلاد نحو التدحرج والانزلاق الى المجهول وتجاهلت حكومة حمدوك وقوى الحرية والتغيير مطالب الشعب السوداني الذي خرج ايام الثورة من الضيق المعيشي والأزمات الاقتصادية الخانقة وانعدام الوقود وغاز الطهي والدقيق
ما زال الشعب السوداني يرزح في فقره ويندب حظه العاثر في أنْ تقوم حكومة الثورة وحاضنتها السياسية قوى الحرية والتغيير بتحسين ظروفه المعيشية والحياتية بل إنها ضربت بآماله العراض أرض الحائط ولم تقوم بتوظيف شباب الثورة الذين هم أحق بانْ يكونون ضمن التشكيلة الحكومة فتجاهلتهم حكومة حمدوك وقذفت بهم خارج أسوار المسرح السياسي والتنفيذي فأصبحوا شباب الثورة عاطلين بلا عمل ولا أمل يهدوهم واصبحوا يلعنون حظوظهم التي جعلتهم خارج إطار الفعل السياسي والتنفيذي مع انهم هم الأحق بذلك والاجدر لأنهم هم من صنعوا الثورة وأحدثوا هذا التغيير الكبير الذي بهر كل شعوب العالم أجمعين
المصدر : الانتباهة